7/ بيتٌ من ورق..

9 2 0
                                    


في الغد اتّصل زيد بأنيس يخبره أن عليهما أن يلتقيا ليتحدثا بشأن العمل .. لكنه من الواضح أنه لم يكترث لاتصالاته المتواصلة فأرسل رسالة وانتظر رده الذي أتى بعد ساعتين يرسل إليه مكانه وهاهو يركن سيارته بجانب مقهى لم يزره من قبل .. ترجل من السيارة متجها إلى الداخل ليندهش من جمال المقهى الذي ينطق بالفنّ والجمال .. طاولات ملوّنة ونافذات على طول الجدار المطليّ بالبنيّ تنبعث رائحة القهوة والحلوى .. لقد أعجب تماما بهذا المكان.. بحثت عيناهُ عن أنيس لكنه لم يجده .. لفت انتباهه دفتره البني الذي يحمله معه أينما يذهب فوق طاولة بالقرب من المدخل فاتجه إليه وحمله يتصفّح ما كتبه .. توقف فجأة عند صفحة تحمل صورة شام! .. انتبهت حواسه بشدّة وهو يتساءل لأي سبب مازال يحتفظ أنيس بصورتها .. ضم كفُّه الصورة بقوة دون شعور منه .
- زيد.. وصلت!..
انتبه له وهو يقف بالقرب منه رفقة فتاة جميلة ترتدي مئزرا أبيضا وعلى وجهها ابتسامة واسعة وعينانِ تحدّقان بفضول كبير.. وقد كانت أول من تحدث قائلة بلطف: أهلا بك سيدي ، هل تطلب أي شيء ؟
- كوبان من القهوة المسكرة من فضلك زاد
كان أنيس الذي تحدث وهو يجلس منتبها للصفحة التي كان يضع فيها الصورة المختفية..
فتح زيد عينيه بمكر : زاد؟
- اجلس من فضلك..
جلس زيد مبتسما بعد ابتعاد زاد قائلا : اتصلت بك سبع مرات دون ردّ!
- كان الهاتف في الوضع الصامت..
- من أين لك بهذا المكان!؟
- رائع أليس كذلك؟
- لم تخبرني عنه من قبل..
- ربما أردتُه لنفسي فقط..
عاد زيد ليقول بمكر : هل المكان أم .... ؟
قاطعه أنيس متأففا : زيد !
ابتسم زيد ثم تابع بجدية :
- قبلت شام بالعمل مجددا..
ابتسم أنيس ابتسامة رضا .
- تأثيركَ قويّ ..
أومأ زيد :
- سنلتقي غدا في مكتبي لندقق الحوارات ونتحدث حول الفيلم..
- حسنا لا مشكلة لديّ يا صديقي .
ثم اتجهت أنظاره نحو دفتره و قال وهو يعقد حاجبيه:
- أين اختفت ؟
تذكر زيد الصورة التي لم يعدها مكانها لكنه آثر سؤاله: مالّذي اختفى!
قطع كلماته وهو يرفع عينيه ببطء نحو زيد ، و قال بهدوء :
- كنت تحمل دفتري قبل قليل أليس كذلك ؟
- بلى!
فهم أنيس بسرعة أن زيد هو الذي أخذها ، ابتسم وهو يعيد بجسده إلى الخلف :
- أم أنك وقعت في حب منتجة فلمك زيد ؟ كنت ستتخلى عني حتى أنا صديقك منذ سنوات لأجلها !
شبك يديه ينتظر رد صديقه لكن زيد سأله :
- لم لا زلت تحتفظ بها!
- أحب الإحتفاظ بالذكريات..
ابتسم زيد ابتسامة متألّمة :
- هكذا إذن .
لكن أنيس نظر نحو عينيه البنّيّتين ليقول له مطمئنا : لم تعد كذلك زيد .
استوى أنيس في جلسته مكملًا:
- لا أحمل أي مشاعر تجاهها ، يستحق كلانا أن يبدأ حياة مختلفة أليس كذلك ؟
اقتربت زاد تضع كوبَيْ القهوة وبعض الحلوى مقاطعة حديثهما : تفضلا..
تحدث زيد قائلا : شكرا لكِ ..أعجبت بالمقهى كثيرا .
ابتسمت بلطف تقول: نأمل رؤيتكم مراتٍ كثيرة..
و قبل أن تبتعد تحدث أنيس قائلا لها: هذا صديقي المخرج الذي أعمل معه على السيناريو..
أومأت زاد وهي تقول : خمّنت ذلك أتمنى أن العمل يسير بشكل جيد..
أجابها قائلا : آمل ذلك زاد شكرا لكِ..
بعدما ابتعدت بقي زيد يحدّق في أنيس ببلاهة ليقول بعد برهة : هل تحكي لها عنّي؟
- أجل إنها صديقتي الأنيقة..
حملق زيد فيه قائلا: صديقتكَ الأنيقة؟! لم أعهدك تكوّن الصداقات من قبل.. ومع فتاة جميلة في مقهى أيضا؟
تنهّد أنيس يعيد ظهره للوراء قائلا بابتسامة هادئة : هي فقط!..
ابتسم زيد ابتسامة ذات معنى ثم رشف أول رشفة من قهوته ..

حقولُ سْمِيرَالْدُوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن