2/ لقاءان..

19 3 2
                                    

لقد سئمَت البدايات الجذلة التي لطالما انتهت بتكشيرةِ حلمٍ انسلّ من براثن المحاولات العديدة لجعله يكون ، تتساءل ألهذه الدرجة هي غير مرئية رغم مكانتها المرموقة اجتماعيا وجمالها الّذي سارت أمامه أشرعةٌ من الأنظار ما إن توقفت برهةً تراقبه حتى لم تجد بدّاً من الغرق بصدر رحب ..
- أهلًا أستاذ هِشام ، لقد مرّ وقت طويل على انقطاع أخباركم ، سمعت بعودة حضرتكم للبلد فارتأيت أن أبدأ مشروعي الجديد بتمويل من شركتكم لعلمي أنكم لن تردّوني ، سنتحدث مطوّلا عن موضوع الفيلم الجديد إن قبلتم طلبي المتواضع هذا ،تحياتي وتمنياتي لك بالخير آمل أن تجيبوني في أقرب فرصة .
كتب الإيميل ثم ضغط زر الإرسال و رعشة بداخله سرت تخشى الرفض مجددا .

قرأت الرسالة وهي تشرب عصير الفواكه الذي طلبته من هذا المقهى الذي أوصاها به زميلها في الشركة ، فكرت أن مرسل الإيميل يظن أن أباها من تلقّاه ، ردت عليه وهي تفكر أن عملا جديدا قد يغير أجواء الرتابة التي أصابتها هذا الصيف ..
- يمكن أن نلتقي في مكان ما ونناقش الأمر..
وزعت نظرها في المكان وهي تفكر أن حياتها بدأت تذهب في مسار جديد .. مسار يمكّنها من تلافي شيء من المشاعر المهدورة على أشخاص لا تستحق الحب ..
 
كان يجلس على الجهة المقابلة رجلٌ من الماضي يكتب بنهم وبألم،  ينظر أحيانا إلى الارجاء باحثا عن فتاة المكتبة الفاتنة لكنها لم تظهر اليوم .. ظهره يقابل ظهر فتاة يكتب عنها بحجة السيناريو لاغير ، وجهها مخبأ بدون سبب في الدفتر البنّي ولا أحد يعلم إن كان شيء من ملامحها قد ثبت في قلبه ..
نهضت شام تدفع ثمن عصيرها وعندما كانت عائدة نحو طاولتها لمحت وجه ذلك الرجل الذي تعرفه منكبّا على دفتر ما ..  بقيت تنظر إليه مشدوهةً للصدفة التي جمعتهما ، إنها أول مرة تراه وجها لوجه منذ سنوات ، استمرت بالتحديق إليه كمن يحاول جمع قطع أحجية ما .. ثم استدارت غير آبهةٍ بمن رأته لتوها .. لكنها لم تعلم أنه قد رآها هو أيضا بينما كانت تدفع ثمن العصير .. وهاهي عيناه على ظهرها تشاهد رحيلها متذكرا رحيلا مشابهًا قبل سنوات حين اشتعل حبٌّ ما .. ثمّ أمطرت..

كانت تنظر إلى السّماء الّتي امتلأت مناطيد ومظلات  كثيرة ذات أشكال وألوان مختلفة ..تحمل على متنها أرواحا تعشق المغامرة.. كان قلبها ينبض بحماس لخوض التجربة .. تنتظر رفقة أختها دورهما لركوب المظلة ..

كانوا في قمة جبل ما يطلّ على البحر من بعيد وتقف بجانب بعض الأشخاص الذين يودّون ركوب المناطيد أو المظلات وسألها المشرف على الأمر إن كانت تريد أن تجرب ركوب المظلة وحدها أم تركب المنطاد رفقة أختها فابتسمت تجيبه : المظلة الفردية أما وتين ف...
قطعت حديثها لتتوجه بالحديث لأختها :  أسألك للمرة الأخيرة ، أواثقة أنك لا تودين تجربة المظلة ؟
نظرت إليها وتين نظرات حازمة : لن أجازف .. سأركب المنطاد مع الفتيات هناك ..
تنهدت شام وقالت وهي تناظر السماء : الجو جميل جدا هذا اليوم ، أظنكِ ستندمين لتضييعك فرصة كهذه.
ابتسمت تسأل المشرف : هل ننطلق ؟

حقولُ سْمِيرَالْدُوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن