12/ عندما يعودُ الأمر إليكِ

7 2 21
                                    

ماذا تعنِي لك الصّداقة .. ماذا تعلم عنها..
هل جرّبت عيش هذه الكلمة مع الكثير من الأشخاص أم أنت تختصِرُها في شخصٍ واحد .. أم تترُكُها لنفسِك لأنكَ صديقُ نفسِكَ فقط!.. بمَ تشعُرُ عندما تسمع أحدهم يتحدّث عنها! هل تبتسم وأنت تستذكر ذكرياتكَ الحنونة مع أصدقائكَ القدامى!.. أم أنكَ تشمئزّ من الكلمة لأنّ قلبكَ عانى مرَارًا من قسوة التجارب ولم تعد تؤمن بها..

يمكن تعريف الصداقة بكلمة أو بموقف عِشته أو بابتسامة تخبّئ خلفها أكثر الذكريات دفئًا في الكون أو باسم صديق.. أو بعدّة أشخاص تعرِفُهُم لكنّك لم تلتقِ بهم أبدًا..

ابتسمت جنى قائلة وهي تجلِس على أحد الكراسي الطويلة البعيدة نسبيا عن المكان الّذي يجلس فيه أخوها وحبيبته كما تظنّ هي وكما يبدو عليهما : أظن أنّنا أحسنّا تمثيل الأدوار كما اتفقنا البارحة!
- لم نتّفق على التدخّل في درس الوراثة!
ضحكت جنى قائلة : حظٌ أوفر لأطفالكِ يا وتين ..
- من قال أنني أحبّ العيون الزرقاء!
- من لا يحبّها .. إنها فقط تجعلُ المرء يخِرّ عاشقًا لها دون جهد ألستِ ترين نظراتِ زيد!
ابتسمت وتين تقول : سأدعو أن يقعا في الحب بشدّة ..

- سأدعو معكِ لذلك! صمتت جنى لبرهة ثم أضافت:
- يوجد عائق لهذا الحب هل تدركين ذلك!
أجابتها وتين:
- لو كنتُ مكانها لما رفضتُه لكونه يملكُ طفلاً ..
قالت جنى : صحيحٌ أنّه لا يعيش معه لكن ماذا لو عادت به يومًا ، لا أحد يعلم كيف تفكّر المرأة الّتي تزوّجها سابقًا ..

شربت القليل من الماء بعد أن أنهت مخروط المثلجات ووقفت في نفس الوقت الّذي عاد فيه زيد حاملا كوبين من العصائر المثلّجة واحدٌ بلونِ الفراولة والآخر بلون الموز اشتراهُما للفتاتَين..

لاحظت شام صمته المريب وابتسامته الّتي اختفت فجأة وكأنه مهموم لتقول له وهما يخطوان ببطئ..
- هل سنبدأ العمل الأسبوع المقبل؟
- أجل أظنّ أننا اتفقنا جيّدا على طاقم العمل ..
أومأت شام بجدّية تقول: إنه متكامل .. التقيت البارحة بالأبطال في مكتبي وقد أحببت تناسقهما وطاقتهما..

أومأ زيد قائلا باختصار : إنّهُما كذلك ..

تساءلت فجأة وهي تنظُر إلى وجهِهِ القريب : الممثّل رأيتُه من قبل في مسرحياتٍ سابقة لكن ماذا عن الممثلة لم يسبق لي أن رأيتُها هل هي من معارفك ؟
نظر إليها قائلا بتوتّر أخفاه بسرعة : لا لاأعرفها شخصيّا لكنّها من أوصياء صديقٍ متمكّن في المجال وقد مدحَ تمثيلها كما أنّها جميلة وعُيُونُها زرقاء..

تفاجأت شام من ملاحظته لها من أول لقاء وهي تقول بحدّة : من الواضحِ أنّها نالت إعجابك..
توقّف زيد فتوقّفت بدورِها وهي ترفض إزاحة أعينها عن خاصّتيهِ البنّيتين اللّتان تنظُران بشرودٍ كبير..

كأنّ عيونَها كلّ الذّكرياتِ القديمة وهو غارقٌ في تذكّرها..

- لم تنل إعجابي كما فعلَت عيناكِ ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 28 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حقولُ سْمِيرَالْدُوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن