"الحب"

416 50 7
                                    

في أحد الأيام البعيدة، حيث كانت جبال أوليمبوس تشرف على السماء بجبروتها، كان هناك إله يُدعى إيروس. كان إيروس، إله الحب، يجوب الأرض والجنة بأجنحته الذهبية وقوسه الذي لا يخطئ هدفه. لا يستطيع أحد الهروب من سهامه، سواء أكان في السماء أو على الأرض، فكل قلب قد اختاره إيروس ليعبث به، يتحول إلى مكان مليء بالأشواق والعواطف.

لكن، وبينما كان إيروس يلهو مع قلوب البشر، كان يخفي في قلبه حبًا عميقًا، حبًا لا يستطيع أن يواجهه، حبًا لم يكن يعرف كيف يبدأ أو كيف ينتهي. فقد كان إيروس نفسه، رغم قدراته الهائلة في إشعال الحب، يعاني من شيء غريب. كان قلبه خاليًا من حبه الخاص، حتى وقع في حبها، بيجماليون.

بيجماليون، كانت نحاتة شابة وجميلة، تعيش في جزيرة قبرص، على مقربة من الشاطئ. كانت تعيش في عالمها الخاص، عالم مليء بالحجارة والتماثيل. كانت لا تفكر في الحب أو العلاقات، كل ما كان يشغلها هو تشكيل تماثيل رائعة من العاج، حيث كانت تمسك بالمنحوتة لتشكل الحياة داخل تلك القطع الجامدة، وكأنها تحاول أن تعيد للحجر روحه.

وذات يوم، بينما كانت بيجماليون تعمل على تمثال جميل لفتاة شابة، شيء ما حدث. لقد كانت الملامح التي تنحتها على العاج أكثر حيوية من أي وقت مضى. كانت تنظر إلى تمثالها وكأنها ترى شيئًا في داخله، شعور غير عادي، كأن قلبها قد بدأ ينبض له.

في تلك اللحظة، قالت بيجماليون لنفسها بصوت منخفض: "لو كان لدي حبيبة مثل هذه، لما احتجت إلى شيء آخر." وكأنها كانت تمنى شيئًا لا يمكن تحقيقه، لكن كلماتها وصلت إلى آذان إيروس، الذي كان يراقب من بعيد.

إيروس، الذي لم يكن يعرف كيف يعبر عن مشاعره، قرر أن يتدخل. نظر إلى بيجماليون بعينين مليئتين بالأمل، وأمر آلهة الحياة، أفروديت، بأن تعيد تمثالها إلى الحياة. وبتلك الكلمة السحرية، تحولت التمثال إلى فتاة حية، تتنفس وتبتسم وتلمع عيونها.

عندما فتحت بيجماليون عينيها ورأت غالاتيا، الفتاة التي نحتتها بيدها، لا يمكنها أن تصدق ما تراه. كانت غالاتيا جميلة تمامًا كما كانت تتخيلها، لكنها الآن أكثر من مجرد تمثال. كانت كائنًا حيًا، تحمل روحًا وعاطفة، تمامًا كما كانت ترغب.

white Russian snake حيث تعيش القصص. اكتشف الآن