"ضيف الأقدار"

331 35 67
                                    

تجلس ماري على بار الملهى وهي ترتدي فستان ازرق لامع بحمالات رقيقة يصل لمنتصف فخدها و قفازات حريرية بنفس اللون تصل لفوق مرفقيها حداء بكعب اللون الاسود تسدل شعرها على كثفيها و احمر شفاه بني اليوم ليست ناوية على كارثة على ما اظن

الساحة الواسعة أماممها تتلألأ بأضواء الديسكو الملونة، تتلاعب بالظلال والضوء على الجدران المنحوتة. يرتدي الحضور ملابسهم الفريدة والمتلألئة، مع كل قطعة تبرز شخصيتهم تتحرك مع إيقاع الموسيقى المبتهجة التي تعلو الأجواء بنغماتها المتوهجة.

يملأ الهمس والضحكات المتبادلة الأجواء، وهم يتحضرون للحظة الكبرى التي سيأتي فيها هذا الضيف يعمل فريق العمل بجد لتجهيزات الليلة، متفاعلاً مع النشاط المتنامي والترقب الملحوظ. تنبعث روائح العطور الراقية والمشروبات المنعشة في الهواء، مضيئةً الأجواء بالحماس والتوق للحظة انطلاق الحفل الذي ينتظرهم بفارغ الصبر.

تجلس تنظر حولها بنظرة تعكس اللامبالاة والملل العميق. تتمايل الموسيقى الصاخبة في أذنيها، تتأمل الأنوار الساطعة والأضواء الملونة التي ترقص على الجدران، وهي تجد الكل غارقاً في حماس الحفلة باستثناء نفسها.

ملامح وجهها تعكس الشك والتساؤل، تتركز أفكارها في مكان بعيد، ربما تتساءل هوية الضيف ومن هو .

مع كل خطوة كانت تخطوها ماري، كانت أنفاسها تزداد توترًا، تنظر حولها وكأنها في معركة خفية بين عقلها الذي يريد الهروب من كل هذه الحوارات، وجسدها الذي يسير بموجب أوامر من لويس. كان الصوت الهادئ الذي خرج منه، وملامحه التي تنم عن برودة قاتلة، كافية لجعلها تتأكد من حقيقة مؤلمة: هذا الشخص أمامها ليس سوى مريض بحاجة إلى القتل لا العلاج.

"هيا علينا استقبال الضيف"، قالها لويس بنبرة باردة، وكأن الحديث عن أرواح البشر ليس سوى حديث عابر.

"وما دخلي أنا بضيفك؟"، ردت ماري بلا تردد، في محاولة لرفض ما فرضه عليها. لكنها سرعان ما أدركت أنه لا مجال للرفض هذه المرة.

"بدون كثرة كلام، تحركي الآن"، كان أمره قاسيًا كما لو أنه لم يتوقع منها أي اعتراض، ما جعلها تتنهد بملل، وتنزل من الكرسي ببطء، متجاهلةً بشكل متعمد نظرته الساكنة.

ماري تقدمت بخطوات واثقة، لتبتعد عنه، لكن لويس كان كما هو دائمًا: لا يتحرك من مكانه، فقط يمد ذراعه أمامها في محاولة لاحتجازها، وكل حركة كانت منها تُشعره وكأنها تتحداه.

"بالأحلام، لست عاهرتك سيد ديغاس"، ضحكت ماري بسخرية، ولكنها كانت تعلم في قرارة نفسها أن تلك الكلمات لن تغير شيئًا. فكل ما كانت تفعله الآن هو محاولة إخفاء رعبها الداخلي.

white Russian snake حيث تعيش القصص. اكتشف الآن