7 II قوم الهواء

3.3K 278 249
                                    




تجمدت لبرهة من الزمن وأنا أحاول أن أستوعب إن كان ما أراه حقيقيا .

فبعض الحقائق لا تستطيع تقبلها سوى كحكايات خيالية منفصلة عن الواقع .لأن تجسدها أمام عينيك في الحقيقة قد يعد ضربا من الهلوسة. فتخيل الأوليجوس كان أسهل من النظر نحوهم .فحتى وأنا أحدق بكل قوتي لم أتمكن من رؤيتي أي شيء حقيقي .

كنا محاصرين من طرف هواء متجمد .هياكل غير واضحة تبدوا وكأنها خيوط من الوهم من صنع عقولنا .

"اسمعوني جيدا ".

همس سيث وهو ينحني برقبته كأنه يحاول التقليل من بروزه :"لا عنف .لا ألاعيب .تقيدوا بالقوانين مهما يكن الأمر .سنخرج أحياء فقط إن سايرنا قوانينهم ".

شع في عيني سيث بعض الذكاء الذي لم يسبق أن لاحظته فيه من قبل .فمن بين كل الفحول كان يبدوا لي الأقل إثارة للاهتمام والسبب غالبا كان بسبب عاداته الغريبة .فغالبا ما كنت أراه متجمدا في مكان ما وعيناه مرتخيتان في الأفق كأنه تمثال من تماثيل الجليد ،وأحيانا كنت أراه يتفحص لساعات شيئا يبدو لي تافها لتضييع ساعات ثمينة من التدريب عليه ،مثل وكر لعلقات الجليد أو نبتة غريبة تبرز فوق سطح البحر المتجمد حيث يضل يفركها بين أصابعه لفترة من دون أن يأخذه الملل .

ظننته مجرد وغد كسول يجد عذرا لنفسه كي يهرب من التدريب لمجرد امتلاكه لجسد هو الأضخم ،حيث كان يعطيه ميزة إضافية في القتال من دون أن يبذل الكثير من المجهود .لكنني أدركت بعد أن سمعت تصريحه حول رغبته في أن يصبح جوالا بأنه لم يكن كسولا ،بل فضوليا اتجاه العالم الذي نعيش فيه فحسب .

وكما كانت جدتي الفضية تقول أن الفضول كان القيمة الأهم التي يفتقدها شعب الميلين .قطرة منه كانت لتغير أحوالنا الى الأفضل حسب رأيها .

"لقد أصبحنا جميعا مرتبطين بالجرم نفسه .فتناولنا للحم نفس البروايلوس قد وضعنا في كفة واحد عند الأوليجوس .أي واحد فينا سيخترق القوانين سندفع الثمن جميعا ".مرر أنظاره عبر الفحول :"سنموت جميعا أو نتحول الى أسرى".

ربما لم يكن الميلينيون يعرفون الكثير حول قوم الهواء هؤلاء .لكن سيث ولفرط يقظته لابد أنه قد أدرك أشياء لم ندركها .لابد أنه قد رأى نظاما ما عبر تفحصه لتلك الصور الدموية التي تركها الأوليجوس كتأريخ لحياتهم .تلك الصور العنيفة والمليئة بالتهديد بالنسبة لي ربما سيث رأى فيها الكثير مما أفلت من أذهاننا .لدى كنت واثقة من صدق كلماته .

لسبب ما ركز سيث أنظاره نحوي هذه المرة وهو يؤكد قائلا :"لا ألاعيب ". لم يكن في نظراته أي استحقار لي أو سخرية بل كان يخاطبني بنفس الاحترام الذي خاطب به الفحول من قبل وهو سلوك لم أعتده في الفحول .

"لا ألاعيب ". أعادها مرة أخرى فشعرت أنه يرى أنني الأكثر استعدادا لخلق الفوضى .إنه ينظر نحوي كإيريان سليفري ذات الفكر المستقل وردود الفعل الغير مصنفة وهذا أشعري بنوع من الفخر الذي لم يكن ينتابني سوى رفقة والدتي .فلم أطلب طوال حياتي سوى بعض الاحترام وهي الوحيدة التي كانت تقدمه لي .

The magic of silver girl II سحر فتاة الفضةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن