جهزت نفسي ذهنيا لتحمل ساعات طويلة من المشي على الأقدام وأنا مقيدة لدريستان .لم يتعرف دريستان سوى على حروف اسمي المنقوشة فوق الخاتم الذي ألبسني إياه بنفسه .إيريان سليفري .ولو أنني وجدت طريقة لتبادل الخواتم مع فتاة أخرى لما أدرك التغيير الذي حدث فجأة .
ففتيات الهارا بالنسبة للفحول كن جميعا متشابهات .يربط بينهن الخوف ،الهشاشة ،خضوعهن التام للعشيرة ، ومع رؤوسنا المنخفضة و ملابسنا الرمادية الإعتيادية فقد كنا نبدو في أذهانهم كأننا الفتاة نفسها .
والآن كنا جميعنا نرتدي فساتين الروزولشكا ونمد أصابعنا للأعلى ليتمكن فحولنا من رؤية أسمائنا ،حيث كل فحل يرى فتاته يقوم بجرها نحوه وربط خصرها بالحبال التي يعقد طرفها حول ذراعه .
اصطف رجال ونساء الهارا من خلفنا ليودعوا بناتهن .مددت عنقي بين الحشد متلهفتا لرؤية وجه والدتي للمرة الأخيرة وللأبد .أحدثت الفكرة ثقبا في قلبي لكنني تجاهلته كي لا أنهار .
أعرف أن السم سيمنحها بضع ساعات أخرى قبل أن يوقف قلبها .لم أكن أحتمل فكرة موتها ،لكن علي تقبله .فالميلينيون يحترمون رغبة أفراده في إنهاء حيواتهم .فمن حق أي فرد أن يختار يوم موته إن كان يملك سببا معقولا لكي يغادر .
لا يجب إجبار شخص على مواصلة العيش وهو لا يرغب بذلك .ومن الغريب أن يتم إجبارنا على الموت ونحن لا نرغب بذلك أيضا .فمن الأجساد المرتعشة لفتيات الهارا بجانبي كنت واثقة من أنهن لا زلن مرتبطات بالحياة .
ظننت بأنها لن تأتي .وحين كدنا نغادر لمحتها قادمة من بعيد وهي تهرول باتجاهنا وذراعها تلوح لي في الهواء كأنها ترغب في الإمساك بي قبل أن أختفي .
شعرت بالوخز في قلبي وأنا أتفحصها بينما هي تقترب .لم أكن الوحيدة التي تنظر إليها .
الجميع ينظرون والصدمة والذعر مرسومة على ملامحهم .
الفحول يحدقون بحواجب معقودة .الأباتشي وأذرعه .فتيات الكايي اللواتي جئن لتوديع الفحول .الجميع كان ينظر لوالدتي التي كانت ترتدي فستانا فضيا متبقي من والدتها .شعرها الفضي الطويل مفرود بحرية فوق ظهرها .وهي تركض وتبكي مبتسمة مخالفتا كل قواعد الهارا دُفعة واحدة .
وقفت بالقرب من نساء الهارا اللواتي ابتعدن قليلا عنها كأنهن يخشين أن تدنسهن بآثامها .بكت قليلا ثم مسحت دموعها وظهرت ابتسامة متواطئة ،تزخر بالشجاعة والقوة على وجهها .وبدأت في غناء ترنيمة الكالا .
لو لم أكن قوية كفاية وأملك قلبا صلبا بين أضلعي لانهرت حافرتا قبري داخل طبقة الجليد أسفلي ،والتي شعرت بها تهتز وتهوي في أعماق الأرض آخذتا روحي معها .
لو لم أمن قوية كفاية لركضت نحوها واحتضنتها وأنا أصرخ باكية .لدمرت كل ما بنته هي من أجلي .لكنني لم أحرك ساكنا كأن تلك المرأة الفضية التي تغني تلك الترنيمة المحرمة على النساء لم تكن تقربني .
أنت تقرأ
The magic of silver girl II سحر فتاة الفضة
Teen Fictionعندما سيقع اختيار روح الذئب على الفتاة الفضية إيريان سيلڤري لتكون واحدة من العرائس اللواتي سيقدمن كقربان لأڤاريس ،من أجل ازدهار شعب الميلين وحمايته من الشرور المندلعة بالعالم . ستفاجئ بوجود قلب متمرد بداخلها والذي سيقف كالشوكة في وجه سنوات من المعت...