كانت تريد أن تكون أما جيدة .ضربني الإدراك مثل طعنة الجليد التي استقرت في منتصف صدري .كنت لا أزال أحدق في عيني سورشا الخاليتين من الحياة .بدت جثتها الملتوية في انحناءات غريبة مع نظرتها الفارغة وتلك الندوب التي تركها الشيطان على جسدها تبدوا مثل وحش مخيف .
لم تكن سورشا تشبه وحشا مخيفا في ذاكرتي ،بل رأيت صبية في ريعان شبابها تبكي وتتوسل أفاريس أن يحقق أمنيتها الوحيدة .
أن تصبح أما جيدة .
لم تكن سورشا راغبة في أن تكون قُربانا بل تمنت زوجا لطيفا وأطفالا تبذل كل ما في وسعها لتربيتهم بطريقة لائقة .كنت الوحيدة التي تعرف بأمنيتها المحرمة تلك .فالهارا لم يكن ينبغي لها أن تتمنى بل أن تنساق وراء قدرها فحسب .أن تتبع ما يُمليه عليها مصيرها وألا تتدخل في النهاية .
الهارا مثل النهر ،تتدفق عميقا وتحيي الأرواح في طريقها بينما لا يسع لأحد أن يحييها هي نفسها .زهرة عطرة بموتها تهدي عبيرا لا ينتهي ليستمتع به الأحياء .
المنقذة .الخصبة .العطرة .الأم .
"إيريان ".كانت هوليس تهمس من فوق كتفي وهي تدفعنني للاستيقاظ .
كانت هناك مشادات كلامية بين سيث وهيل .
وجدت نفسي أهمس وأنا أحاول الوقوف واستعادة رشدي :"كانت تملك أمنية قوية .لكنها رفضت مساعدة الشيطان .لقد فضلت الموت بمبادئ الهارا على أن تقبل بحياة كانت تتمناها .لم ترغب في أذيتنا تلك الهارا العزيزة ".
انهمرت الدموع من عيناي وأنا أنظر نحو هوليس التي بدت حالتها سيئة كأنها قد ابتعلت جثة متحللة.
سمع دريستان ما قلته بالرغم من أن تركيزه بدا منصبا على مشادات الفحلين .كان يقف بجانبي فخفض رأسه سائلا إياها بهمس :"كيف تمكنت من معرفة أمنيتها المحرمة .لا أتوقع أن الهارا يصرحن بشيء كهذا لبعضهن البعض ؟".
سلطت كل غضبي وكراهيتي وانزعاجي نحو دريستان بعد أن تذكرت أنه السبب في كل معاناتنا هنا :"لكوني هارا عديمة الأخلاق والشرف فقد تجسست على سورشا أثناء تضرعها لأفاريس ".ضغطت على أسناني وأنا أتابع :"مثلما فعلت عندما تجسست علي .أرأيت لم يخطئ أفاريس عندما جمعنا معا كزوجين .نحن متشابهين في الشر .كلينا نحمل روحا قذرة بين ضلوعنا الفانية هذه ".
لم أفهم كيف لكلماتي المليئة بالكراهية أن تجعل دريستان يبتسم .ارتعشت شفتاه بقوة كأنه راغب في الضحك بصوت عال لكنه تمكن من ضبط نفسه في اللحظة الأخيرة .
ازداد غضبي احتداما وشعرت برغبة في إضافة عذاب لا ينتهي لدريستان ،أردت أذيته بشدة .أردت أن أمحوا تلك الابتسامة الكريهة عن شفتيه وأحولها الى عبوس دائم .
"كيف لكائن طبيعي أن يبتسم في وقت كهذا ؟".قلت مستنكرة .
"لم أكن يوما طبيعيا .وربما هذه نقطة مشتركة بيننا أيضا ".ازدادت ابتسامته اتساعا ،قبل أن يقول :"ثم كيف تكونين متأكدة من كوني قد تجسست عليك ".
أنت تقرأ
The magic of silver girl II سحر فتاة الفضة
Novela Juvenilعندما سيقع اختيار روح الذئب على الفتاة الفضية إيريان سيلڤري لتكون واحدة من العرائس اللواتي سيقدمن كقربان لأڤاريس ،من أجل ازدهار شعب الميلين وحمايته من الشرور المندلعة بالعالم . ستفاجئ بوجود قلب متمرد بداخلها والذي سيقف كالشوكة في وجه سنوات من المعت...