5 II الطريدة المخدوعة

4.4K 333 150
                                    


بدونا أنا ودريستان مثل وحشين مصنوعين من الدماء يقفان وسط أشلاء الليكسوس .

كنت قد بدأت أتعب ويدي المجروحة ترتجف بينما جسدي المحروم من النوم يترنح .خبت طاقتي بمجرد تلاشي الغضب الذي كان يحركني .لم أعد أرى أي أثر للفتيات .تمنيت أنهن قد هربن بالرغم من أن إمكانية الأسر كانت هي الترجيح الأقوى .

اختفى ثلاثة من الفحول مع اختفاء قرابينهم ومع موت كودو لم يعد هناك سوى جازفر ونحن .

كان المنبوذون يقاتلون بطاقة نهمة وهم يقهقون مكشرين عن أسنانهم السوداء التي تكسوها طبقة من السخام وكان أغلبهم ينظرون باتجاهي أثناء القتال وهم يلعقون ألسنتهم بفضاضة .أتوقع أنهم يفترضون بكوني أسيرة لا محالة .

دريستان وجازفر كانا يقاتلان مثل جبلين جليديين شامخين لا تستطيع حتى حرارة منتصف الصيف إذابتها .وكان يضاهيان الليكسوس في الوحشية والمتعة في القتل .حتى أن دريستان قد استمر في التكشير بابتسامة خشنة وعيناه التي انعكست عليها ألوان الدماء تخدشان وجوه الليكسوس قبل أن ينقض عليهم بشفراته .

أحيانا كان يضرب عدة منبوذين دفعة واحدة باستخدام شفراته المتعددة .كان يستخدم تقنية قريبة نوعا ما من تقنيتي مع الأشواك الفضية .وربما هذا ما جعله مهتما بشوكتي حين رأى طريقة هجومي .

باقي الفحول لم يكونوا يفضلون الشفرات المقوسة مثل دريستان فغالبيتهم يستخدمون الرماح الطويلة في الهجوم من مسافة بعيدة ،ويختارون الرماح القصيرة في معارك من هذا النوع .حيث يكون الخصم أمام أنفك .

لم يجزع الفحلين لكونهما وحيدين رفقة هارا ضد كل هؤلاء الليكسوس المتعطشين للدماء .كان يبدوان مثل وحشين بريين قد عاشا طوال حياتهما في الغابة المظلمة .طريقتهم في القتل قاسية ولا يعرفون معنى الرحمة ويشبهون الى حد كبير الأوباش الذين ترعرعوا بين الصخور والأنياب كأنهم جزء من البرية .

لطالما كنت أمقت الطريقة الهمجية التي كان يتربى بها الفحول ،والآن فقط أدركت أن صفاتهم تلك كانت ضرورية لبقائهم على قيد الحياة في مكان كهذا .كما أن قبيلتنا كانت تعتمد على قسوة الأذرع للحفاظ على أمان شعب الميلين .ولولى هذا لكنا قد وقعنا في الأسر منذ زمن بعيد .و لكان أوباش مثل الليكسوس هم من يحكمون قبيلتنا .وربما كنت سأولد كهجينة من دم منبوذ بدل أن أكون فضية .

الفكرة وحدها أشعرت قلبي بالهلع .وتنامى بداخلي المزيد من الاحترام للفحول .أردتهم أن يعودوا للقرية منتصرين جميعا ويحمونها من بطش أعدائنا .فالميلينيون هم شعبي ولم أكن راغبة في تعرضهم للسوء قط .

لكنني لازلت غير راغبة في الموت .ومصرة على كون موتي سيكون بلافائدة .

وتضحيتي لن يكون لها أي معنى .

The magic of silver girl II سحر فتاة الفضةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن