تلاشت لحظتنا السحرية والهادئة سريعا عندما ملئ ظل ضخم مدخل مطعم الأسماك المهجور .
قال الرجل الذي يسكنه الموت :"قدما لي كلما تملكانه أو سيكون عليكما تقديم جثتيكما ".استقرت عيناه الهائجتين فوق قطع الخبز الصغيرة التي لاتزال بين أصابعنا وبدأ اللعاب الثقيل يسيل من بين شفتيه المشوهتين كأنه قد رأى وليمة .
لم يكن وحيدا .كانت برفقته امرأة تحمل طفلة صغيرة ملفوفة بغطاء قذر .كانت الطفلة ترتجف لكن النظرة التي ارتسمت على وجهها لم تكن أقل وحشية من نظرة الرجل الذي لابد أنه والدها .
وثب دريستان على قدميه ومال نحو الأمام مُستعدا بينما يُلَوِّحُ بشفراته في الهواء .
قال بنبرة تحذيرية :"أنصحك بأخذ أسرتك والمغادرة من هنا ".
كشر الرجل مظهرا صفا من الأسنان الحادة كأنه قد تحول الى غولياث فجأة ،وبدا الجنون في صوته وهو يقول :"سأكون سعيدا بتناول جثتك إذن ".
أطلقت الطفلة صرخت فرح مرعبة وهي تلعق شفتيها المتشققتين بينما توهجت عيون والدتها بالفرحة وهي تهمس :"طعام ".
مهما بلغ الانحطاط بهذه المدينة فلم أصدق ما آلت اليه الأمور هنا .كيف يصبح شخص ما سعيدا وهو يتخيل نفسه يتناول جثة شخص آخر .احتجت الى بعض الوقت حتى أقف على قدماي بشكل صحيح .مططت أطرافي محاولتا إزالة التيبس الذي لازال عالقا بعضلاتي ثم سرعان ما بدأت أستعيد بعضا من ليونتي .
ساعدتني طاقة العصبية العالية التي سرت في عروقي من إخراجي بشكل أسرع من منطقة الخمول التي احتجزني المخدر بداخلها .
جهزت أشواكي والخنجر وظللت واقفة في مكاني مراقبتا دريستان وهو يُجهز على الرجل الذي كان يجيد التهديد أكثر من القتال الحقيقي .رفع رأسه نحو زوجته بحذر منتظرا ما ستكون حركتها التالية قائلا :"سأسمح لك بالمغادرة إن كنت لا تنوين الإتيان بفعل غبي ".
لم يبدوا على المرأة أي تأثر بموت زوجها بل لمع شيء وحشي في تعبيرها وهي تهرع نحو جثته بعدما قفزت الطفلة أولا نحو والدها .مالتا نحو جسده كأنما ترغبان في عناقه ،ثم حدث أكثر المشاهد رعبا والتي لن ينجح أي شيء بإزالتها من ذاكرتي .حيث بدأت كلتاهما بتقطيع جسد الرجل بأسنانهما مستمتعتين بتناول الجثة .
"لنغادر ".قال دريستان وهو يمد ذراعه نحوي .
لم أستجب .بل ظللت هناك أقف عاجزة لوهلة قبل أن تندفع الأشواك من يدي تلقائيا نحو المرأة وطفلتها .لم أرمي بشوكتين فقط بل وجدت أن انفعالي قد أرسل كل ما في حوزتي من أشواك نحوهما .كأن شيئا قويا ووحشيا قد تَفَعَّلَ بداخلي .
سقطتا على ظهريهما بعيون خالية من لون الحياة .حيث لم يكن هناك سوى الأبيض الشفاف المشوه بالعروق الحمراء المحتقنة .وكانت الأشواك تزين كل بقعة من جسديهما .
أنت تقرأ
The magic of silver girl II سحر فتاة الفضة
Teen Fictionعندما سيقع اختيار روح الذئب على الفتاة الفضية إيريان سيلڤري لتكون واحدة من العرائس اللواتي سيقدمن كقربان لأڤاريس ،من أجل ازدهار شعب الميلين وحمايته من الشرور المندلعة بالعالم . ستفاجئ بوجود قلب متمرد بداخلها والذي سيقف كالشوكة في وجه سنوات من المعت...
