الزواج نصيب وقدر يُكتب لك قبل أن تولد، لكن الحب اختيار، والتضحية أيضًا اختيار. كيف يكون الحب بلا مشقة وتضحية؟ وهل يجوز التخلي بعد العناء؟
لست أعلم متى يحين دورك في الحب، ولكن عندما يأتي، عليك التحلي بالصبر والتضحية من أجله والتمسك به.
مرحبًا عزيزي القارئ، إننا نكتب نهاية القصة بأيدينا...
... على شرفة الفصل الأخير ستجد إجابة على كل سؤال في رأسك.
في أحد أحياء القاهرة، كانت هناك فتاة تدعى جميلة تدرس في كلية الهندسة. يوم الخميس، وكالعادة، كانت جميلة ترتب ملابسها استعدادًا للسفر إلى بلدها البحيرة، حيث يسكن أهلها.
وفي الساعة التاسعة، كانت تتحدث مع والدتها عبر الهاتف:
جميلة: "أيوا يا ماما، أنا صحيت أهو، بجهز الشنطة. هخلص المحاضرة، وعلى الساعة تلاتة هركب وأجي. دعواتك يا ماما."زهرة (والدة جميلة): "ماشي يا روحي، خدي بالك من نفسك."
بعد انتهاء محاضراتها، خرجت جميلة من الكلية وتحدثت مع فريدة وملكية:
جميلة: "ها يا بنات، عاوزين حاجة؟ أنا نازلة البلد النهارده."
فريدة: "إيه يا بنتي، عندنا امتحانات الأسبوع الجاي، وإنتي نازلة؟"
ملكية: "يا جميلة، الجو مش مناسب للسفر. الدنيا شكلها هتمطر النهارده."
جميلة: "للأسف، مكنتش عاملة حسابي أنزل أصلاً، بس دا آخر خميس أقدر أنزله قبل الامتحانات. يا بتوع القاهرة عن إذنكم."في المنزل بالبحيرة، تحديدًا في كوم حمادة، كانت زهرة تجهز الطعام استعدادًا لعودة جميلة من السفر، فهي تعشق بنتها جميلة، ابنتها الوحيدة.
رن الهاتف، فنظرت زهرة وأجابت:
زهرة: "أيوا يا عمري، فينك يا جميلة؟ خلصتي المحاضرات؟"
جميلة: "أيوا يا ماما، خلصت، يدوب هركب. دعواتك."
زهرة: "تيجي بالسلامة يا حبيبتي، متنسيش أذكار المساء يا جميلة."
جميلة: "يا زوزو، يا حبيبتي، إن شاء الله، بس المفروض أوصل قبل المغرب."ركبت جميلة السيارة للوصول إلى موقف القطار، ولكن القطار كان قد تحرك بالفعل، فحجزت بالقطار التالي. ولكن سرعان ما هبط المطر عليهم.
مزحت جميلة مع نفسها قائلة: "دي مليكة دي بركة، المفروض أخد بركاتها أما أرجع."
لكنها تخلصت من المزاح فجأة عند رؤية الناس تهرول من مكان إلى آخر، وهي في مكانها، لا تفهم لماذا!
نظرت وجدت أحدهم يجري فقالت له: "هو أنتم بتجروا ليه؟ حضرتك بتجري ليه؟!"
فرد عليها: "القطر يا آنسة هيخرج من جوه، والدنيا زحمة هنا، فبنلحق مكان."جلست جميلة على المقعد بجانب المحطة، وفي ثوانٍ معدودة بدأ الناس يهرولون مرة أخرى من الداخل إلى الخارج.
وقالت جميلة، وهي تمزح مع نفسها: "هو في إيه يعني؟ أجري ولا أعمل إيه؟ هجري إزاي بس وأنا لابسة جيبة؟ وبعدين هجري من إيه بالظبط؟ حد بيجري وراهم ولا إيه؟!"
