الملك برقان وأنستازيا

60 5 6
                                    

تحت شجرة سِّنْدِيان عملاقة جميع أوراقها سوداء وهناك خيوط بيضاء تُضيء كالشرايين تنتشر بداية من الجذور إلى الفروع والأوراق، بالتأكيد ليست كغيرها من الأشجار، ويقف أسفلها كلًا من الحامي بيكهيون والملك برقان وإذا أمعنت النظر أكثر ستجد أعين الاثنين تشع باللون الأخضر كفروع الشجر النضرة.

وضع الملك برقان يده فوق كتف بيكهيون وتحدث بنبرة هادئة "لقد حان الوقت للإعلان عن ولي عهد مملكة جان الغابات الشرقية".

أزاح بيكهيون يد الملك برفق وأجاب ساخرًا "أعذرني ولكن يبدو أنك قد أخطأت الشخص، لا أظن أنني من تبحث عنه".

ابتسم الملك "لم أخطئ في حياتي خلال ثلاثة الأف عام فهل تعتقد بأنني قد أخطئ في التعرف على حفيدي؟" وضع يده على وجهه وتنهد ثم تابع "لقد عملت أنستازيا جيدًا بإخفاء الأمر عن والدك وعنك ولكن الآن وقد أصبحت بالغًا يجب عليك معرفة الحقيقة ومن أنت".

نظر له بيكهيون بصدمة وتعجب وتحدث متسائلًا "ما علاقتك بجدتي أنستازيا، أنا لا أفهم شيء، من أنت ومن أكون، أشعر أن عقلي أصبح تائه ومشتت أكثر".

ربت برقان فوق رأسه برفق وبدأ حديثه "يجب أن أعرفك بنفسي أولًا أنا الملك برقان، ملك ممالك الجان الشرقية لمملكة هيرمسون، منذ أكثر من ستمائة عام قبل انعزال جنسنا عن باقي الممالك كنت في بعثة تبادل تجاري بين مملكة هيرمسون ومملكة الضوء، وفي أحد الأيام أثناء التجول في الغابات لأنها تبث شعور الراحة والاطمئنان بداخل بني جنسنا؛ فجأة رأيتها".

قطع بيكهيون حديث قائلًا "من؟"

أجاب وقد بدأت نبضات قلبه تتسارع حتى شعر بها بيكهيون "أنستازيا".

بيكهيون بتعجب شديد "جدتي؟"

ابتسم برقان بحزن وتابع "كانت تتسلق أحد أشجار الكرز للإمساك بسنجاب صغير وهي تخبره (توقف يا سارق البلوط لن أدعك تذهب بهذه السهولة)، كان شعرها منسدل خلف ظهرها في وضع فوضوي ووقفت انظر محاولًا كتم الضحك حتى لا تلاحظ وجودي".

عودة بالزمن لعام 17486 م.ل مملكة الضوء.

داحل القصر الملكي الذي تم تزين جميع جدرانه بالذهب الخالص، أمام مدخل القصر تجد نافورة يتوسطها تمثال ضخم لثعلب ذهبي ذو خمسة ذيول، ثم تقترب من البوابة الرئيسة الضخمة لنرى رمز الشمس وشعاعها يظهر بوضوح مناصفة بين البابين، تفتح البوابة زراعيها لتحتضن الزوار ، ويزين المدخل الرئيسي أعمدة دائرية مزخرفة من حجر اليشم الأبيض والسقف ذهبي به نقوش و رسومات لأطفال بأجنحة وطيور ونساء عاريات، أما عن الأرضية فقد كانت رخامية بيضاء يتوسطها حتى القاعة سجادة من خيوط الذهب، كما يوجد شبابيك زجاجية يمر من خلالها أشعة الشمس، بعد المرور بممر طويل نصل لقاعة واسعة يوجد بها الملك يجلس فوق كرسي العرش الرئيسي الأكبر حجمًا من الكرسين الآخرين بجواره فأحدهم تجلس فوقه الزوجة الرئيسة والجانب الآخر يجلس ولي العهد، وبالأسفل بخمسة عشر درجة يوجد كراسي باقي الأمراء والوزراء ورجال المملكة ذو النفوذ.

إكسورديوم - الجزء الثاني -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن