مملكة ثاناتوس

36 4 1
                                    

وصل كلًا من لوهان وكاي وأماليا إلى صحراء قاحلة لا يوجد بها أي مظاهر الحياة، تعجب كاي بشدة لأنه بالتأكيد لم يخطئ بالإحداثيات، ولكن أين هي مملكة ثاناتوس؟

ربت لوهان فوق كتفه قائلًا" لا تقلق أنتَ لم تخطئ، عند غلق أبواب ثاناتوس تختفي المملكة بالكامل".

ثم نظر إلى أماليا وتابع" هيا".

أمسك لوهان بيد أخته وبدأوا بترتيل بعض الكلمات فتغيرت لون أعينهم الذهبية إلى عيون زرقاء بالكامل حتى اختفي بياض العين، ليتحدث كلاهما" ثاناتوس" العظيمة افتحي أبوابك لأبنائك".

ومن ثم اخرجت أماليا خنجر نحاسي وقامت بجرح يدها وكذلك فعل لوهان المثل فتساقطت قطرات من الدماء فوق الرمال.

كان كاي مرتعب مما يحدث وخائف من النظر إلى الأخوين ولكن فوجئ بهزة أرضية وبارتفاع الرمال للسماء وكأن الجاذبية قد اختفت تمامًا.

بعد لحظات ظهرت ظلال لمملكة عظيمة الحجم تحوم في السماء، ثم بدأ اكتمال ظهورها شيئًا فشيء، أسوار من الذهب الخالص وبوابة عظيمة مزخرفة بالجواهر والأحجار الكريمة، كما يوجد تمثالان من الذهب للكائن الروحي راميز في هيئتها الحيوانية (الغزالة) أمام تلك البوابة وهناك أيضًا شلالات تندفع من المملكة السماوية إلى رمال الصحراء لينبت حول البرك التي أنشأت بفضلها الزهور والأشجار، ولكن الأكثر جمالًا تلك السلالم المكونة من السُحب تظهر أمام الثلاثة في الأسفل حتى البوابة العظيمة فوق.

عادت أعين الأخوين لطبيعتها ومن ثم نظرا لـكاي ليتحدث لوهان" يمكنك الانتظار هنا إذا أردت".

تقدم كاي نحو السلالم قائلًا بابتسامة لطيفة" سنذهب جميعًا معًا لن أتركك تواجه المجهول وحدك".

كانت أماليا تنظر إليهم بلا مبالاة فبدأت بصعود السلالم وهي تتحدث بنبرة ساخرة" إذا انتهى كلاكما فلنذهب فلا يوجد وقت لاستعراض حبكم الأخوي".

على الرغم من كلماتها الساخرة ولكن هما لم يعترضا على حديثها وذهبا خلفها ليصعدوا جميعًا السلالم في صمت تام.

بعد وصولهم للبوابة كان كاي يريد الإمساك بأياديهم لاختراق البوابة والدخول ولكن اوقفته أماليا بصوتها الساخر" أيها الصغير ألم يعلمك والداك شيء عن مملكة ثاناتوس؟"

أنفعل لوهان بشدة من كلمات أخته الوقحة، فـكاي لا يزال يعاني من ألم فقدان والده ولم يتجاوز الأمر بعد أماليا أتمنى أن تتحلي ببعض الأخلاق فأنا أرى أن أبي غفل عن تربيتك والغرور أتخذ مكانه بقلبك".

نظرت له بغضب وهي تشير بأصبعها نحو وجهه" لا ترفع صوتك وأنت تتحدث معي، تذكر أننا بنفس العمر بل بعد رجوعك بالزمن أصبحت الأكبر هنا".

إكسورديوم - الجزء الثاني -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن