الشَّرَك المشترك

99 3 0
                                    

عاد (كوفان) لمنزله آخر النهار بعد ما طرده ابن خالته (ناجل) من العمل في صيد الدرافيل وعندما دخل على أمه المريضة وجدها كعادتها مستلقية على حصيرتها نائمة. لم يوقظها بل استلقى بجانبها ونام بعد إرهاق اليوم الطويل في مشاهدة مجزرة الدرافيل في الخليج الضيق. فتح عينيه منتصف الليل ولم يجد أمه بجانبه فنهض ببطء وخمول ودعك عينيه وأسند ظهره للجدار وبعد لحظات من التفكير

بدأ يتساءل في نفسه :

أين أمي؟ هل خرجت في هذه الساعة المتأخرة؟ لكن إلى .»أين؟

خلال تساؤله دخلت الأم وفي يدها كيسان من القماش وجلست

على حصيرتها بصمت.
(الأم) بتجهم: لا تقل ذلك ! أنت وأخوك (طيسل) تملكان

شجاعة أبيكما وإقدامه !

(كوفان) بشيء من التهكم نعم والدليل على ذلك أني لم أستطع الحفاظ على عمل واحد لأكثر من يومين لأني جبان .. وأخي لا يجيد السباحة ويخاف من البحر وكأنه الطاعون بالرغم من أنه تربى طيلة

عمره بالقرب منه

(الأم): ومع ذلك خرج مع البحارة في عرض البحر

(كوفان): لأنه أحمق

(الأم) بغضب : لأنه شجاع مثل أبيه ! .. وأنت كذلك لكنك لم تدرك

ذلك بعد !

(كوفان) وهو يشير للكيسين اللذين كانا أمام أمه: ما الذي تحملينه

في ذينك الكيسين؟

(الأم) وهي توجه نظرها للكيسين القماشيين: أحدهما به طعام

والآخر به فرصتنا الأخيرة

(كوفان) وهو يعتدل في جلسته فرصتنا في ماذا؟ ومن أين حصلت

على مال لشراء الطعام .. ومن يبيع طعاماً في هذا الوقت المتأخر من

الليل ؟

(كوفان): أين كنت يا أمي؟

(الأم) وهي تضع الكيسين أمامها : أبوك كان بحاراً عظيماً .

(كوفان): أعرف .. وأعرف أيضاً أني أنا وأخي لم نرث شجاعته
(الأم) وهي تفتح كيس الطعام مبتسمة: الذي أعطاني الطعام هو

نفسه الذي أعطاني الكيس الآخر

(كوفان) وهو يوجه نظره للكيس القماشي الآخر : وعلى ماذا يحتوي

ذلك الكيس ؟

(الأم) : مال .. أموال كافية لك أنت وأخيك كي تبتاعا سفينة

(كوفان): ومن أعطاك تلك الأموال ؟ .. ولماذا ؟

(الأم) وهي تخرج قطعة من الخبز من الكيس وترمي بها تجاه

(كوفان): من السيدة الثرية التي تعمل خالتك عندها في القصر

(كوفان) بتعجب وشيء من السخط تلك المتغطرسة التي كنت

ملحمة البحور السبعهWhere stories live. Discover now