(موج) يقترب ليلاً من الكهف الذي كانت (لج) مع أمها (طيمة) تقيمان فيه وهو يصدر صفيراً خفيفاً لينادي به (لج) التي خرجت من
الكهف وهي تقول : اخفض صوتك كي لا توقظ أمي !
(موج) مبتسماً : لقد وجدت بعض أسماك السردين التائهة من
السرب خلال الطريق إلى هنا
(لج) بوجه عابس وبالطبع التهمتها بلا رحمة !
(موج): ماذا كنت تظنين أني سأفعل بها؟
(لج): لن آكل سمكاً بعد اليوم سأتناول فقط الطحالب والنباتات
البحرية
(موج) بسخرية: كنت تلتهمينها صباح اليوم بنهم .. ما الذي تغير
الآن؟
(لج): لا أعرف فكرت بالأمر أعتقد أن أسماك السردين لا
تستحق ما نفعله بها فهي مثلنا تماماً .. تملك مشاعر وبالتأكيد أقارب
وعائلة .. سأصبح نباتية منذ الآن وصاعداً
(موج) بتهكم : لقد حاولت أن تكوني نباتية من قبل وانتهى المطافبك لالتهام أسرة كاملة من القريدس
(لج) بوجه محبط : أحياناً لا أستطيع مقاومة رغباتي
(موج): ولم المقاومة؟ أنتِ من الكائنات المتوسطة التي تأكل
الكائنات الصغيرة
(لج): مؤخراً بدأت تنتابني رغبات مختلفة
(موج) باستغراب: مختلفة ؟ .. ماذا تقصدين؟
(لج) وهي تسبح مبتعدة عن الكهف : لا عليك .. لنذهب للصخرة
الكبيرة
(موج) وهو يحرك ذيله ويلحق بـ (لج): خذي الحذر وأنت ذاهبة
لهناك
(لج) وهي مستمرة في السباحة : لماذا ؟
(موج) وهو يسبح بجانب (لج): بعض الكائنات الكبيرة التي
أنت اليوم لالتهام السردين قد تكون لا تزال تحوم في الجوار وربما
نصادف بعضها
(لج) مبتسمة : خوفك هذا لا مبرر له(موج) بعبوس : هذا ليس بخوف بل حذر لا مناص عنه للبقاء
(لج) وهي تزيد من سرعة سباحتها نحو الصخرة لن يحدث لنا
شيء صدقني
وصل الاثنان للصخرة الكبيرة والتي كانت كالجبل الصغير تحت الماء ولا يطل منه فوق السطح سوى جزء صغير من قمته لا يتجاوز في حجمه أمتاراً قليلة وبمجرد وصولهما قفزت (لج) من الماء وجلست على قمة الصخرة وبدأت تحدق بالقمر المكتمل والنجوم المحيطة به.
(موج) وهو يخرج رأسه من الماء ويراقب النجوم مع (لج): ما الذي
يعجبك في هذا المنظر ؟
YOU ARE READING
ملحمة البحور السبعه
Poesíaالبحر .. ذلك السر الأعظم ... الذي يخفي أكثر مما يظهر ... يمكن أن يكون عشقاً أو هلاكاً لكل من غاص في أعماقه أو حتى طفا على سطحه ... يحفظ أسراره بقوة كأم ممسكة بطفلها الوحيد لكن هذا الطفل يتفلت من وقت لآخر من يدها القابضة ليكشف لنا بعض خبايا أمه ..