بعد مدة طويلة من السباحة بالقرب من السطح تبعها ركوب لتيار متوسط قادها للعودة للبحر الأصفر تلاها غوص في الأعماق رأت (لج) في الأفق (كهف الزجاج الذي أخذها إليه (مارج) مع (موج) عندما التقت به أول مرة ورأت كذلك أن الكهف كان منيراً فتوقفت عن السباحة وبقيت تحدق بفوهته وخلال تحديقها أخرج (ناسك)
رأسه من قوقعته وقال : لماذا توقفت ؟ .. هل وصلنا ؟
(لج) وهي تشير للكهف : هذا الكهف هو آخر مكان كنت فيه مع
ذلك الأخطبوط قبل رحيلي للقاء ملوك الجن
(ناسك) وهو يوجه نظره نحو الكهف هل تظنين أنك تملكين
القدرة على التغلب عليه ؟
(لج) وهي تدير نظرها للسلطعون الذي تسلق ذراعها واستقر على
كتفها: أتغلب عليه ؟ .. أنا لن أتقاتل معه
(ناسك): لو كان كما أظن فسوف يحاول سرقة القارورة منك
وبالقوة لو لزم الأمر
(لج): أنت من اقترح علي القدوم هنا ومواجهتهناسك) : نعم لكن لا تدخلي عليه والقارورة معك
(لج): ماذا أفعل إذا؟
(ناسك) وهو يدير نظره ويشير بمخلبه لصخرة ادفني القارورة
تحت تلك الصخرة
(لج): ثم ماذا ؟
(ناسك): ثم سنرى حقيقة ذلك الأخطبوط
نفذت (لج) كلام السلطعون وبعد دفن القارورة سبحت تجاه
الكهف وقبل أن تدخل سمعت (مارج) يحدثها من الخلف ويقول:
متى عدت يا سمو الأميرة؟
التفتت (لج) إلى (مارج) وقالت: عدت للتو .. أين (موج)؟
(مارج) وهو يقترب سباحة من (لج) : هل التقيت بملوك الجن؟
(لج) بتجهم: أين (موج)؟!
(مارج) وتركيزه ينقطع : (موج) ؟ .. (موج) من؟
(لج) بغضب: صديقي الدرفيل ! .. هل قتلته ؟!
ناسك) وهو على كتف (لج) ويهمس في أذنها: لا تنفعلي قبل أننعرف كل شيء
(مارج) : لا أعرف يا سمو الأميرة لقد رحل مع رحيلك ولم أره منذ
ذلك اليوم
(لج): لا تكذب!
(مارج): أنا لا أكذب .. لقد رحل ...
(لج) وهي تحرك ذيلها وتهم بالسباحة مبتعدة عن (مارج): سأبحث
عنه إذا !
(مارج) وهو يلف أحد مجساته على ذيل (لج) ويوقفها عن التقدم:
إلى أين ؟!
(لج) وهي تحاول التفلت من قبضة (مارج): اتركني!
(مارج) بتجهم: هل جمعت العناصر يا سمو الأميرة؟
YOU ARE READING
ملحمة البحور السبعه
Poesíaالبحر .. ذلك السر الأعظم ... الذي يخفي أكثر مما يظهر ... يمكن أن يكون عشقاً أو هلاكاً لكل من غاص في أعماقه أو حتى طفا على سطحه ... يحفظ أسراره بقوة كأم ممسكة بطفلها الوحيد لكن هذا الطفل يتفلت من وقت لآخر من يدها القابضة ليكشف لنا بعض خبايا أمه ..