أكملت (لج) طريقها مع (موج) مبتعدين عن المنطقة التي عاشا فيها معظم حياتهما وسارا مع التيار بلا وجهة محددة وكانا مفتونين بالتضاريس الجميلة حولهما والتي كانت تزداد جمالاً كلما ابتعدا عن الوادي فبعد كثبان الرمال البيضاء رأيا أسفل منهما بعد سباحة استغرقت نصف يوم مسطحات كبيرة من الشعاب المرجانية
الحمراء والصفراء.
انبهر الاثنان بذلك المنظر مما دفع (لج) أن تقول وهي تسبح فوقها :
هل رأيت شيئاً كهذا من قبل يا (موج)؟
(موج) وهو يسبح بجانب (لج) وينظر للمرجان أسفل منه : لا .. لم أر جمالاً كهذا من قبل
(لج) وهي تلتفت إلى (موج) مبتسمة : ما رأيك أن ننزل ونستكشف
المكان؟
(موج) : ألا تملين من الاستكشاف أبداً؟
(لج) وهي لا تزال تبتسم : ربما نجد مكاناً مناسباً للعيش فيها؟
(موج): لا تخدعيني .. أنت تريدين العبث فقط كعادتك(لج) وهي تعوم للأسفل: وما العيب في ذلك ؟
(موج) وهو يلحق (لج) ويقول بقلق : فكري بالأمر يا (لج) نحن لا
نعلم شيئاً عن هذا المكان!
(لج) وهي تعوم نزولاً نحو مروج المرجان وهذا ما يجعل
استكشافها أكثر متعة !
(موج): بعض الأشياء جميلة وهي بعيدة فقط
نزل الاثنان وبدأا بالسباحة بشكل منخفض فوق المروج المرجانية مما دفع بعض الأسماك الصغيرة للخروج من جحورها بين عروق المرجان والسباحة بجانبهما. كانت تلك الأسماك زاهية الألوان وكان اللون الأصفر هو الغالب على معظمها.
(لج) وهي تتقلب بين الأسماك الصغيرة التي أحاطت بها هذه
الأسماك جميلة جداً
(موج) وهو يسبح خلف (لج): المكان كله جميل والطعام فيه وفير
(لج) وهي تضحك: يبدو أن أثر القريدسات قد زال
(موج) وهو يصفر : نعم يبدو كذلك !بعد فترة من السباحة فوق مروج المرجان قررت (لج) النزول والتوغل بين أغصانه. كانت تلك الشعاب المرجانية منتشرة على مساحة كبيرة ولم يشاركها تلك البقعة سوى بعض الطحالب والأحجار القليلة لذا اضطرت (لج) خلال السباحة بينها لكسر بعض عروقها كي تتمكن من التقدم بينها. كان (موج) في تلك الأثناء يسبح فوق (لج) ولم يشاركها ذلك الاستكشاف لكنه كان يستطيع تحديد مكانها بسهولة من خلال فقاعات الهواء التي كانت ترتفع للأعلى كلما تحركت (لج) أو كسرت غصناً من شعب المرجان.
(موج) من الأعلى وبصوت مرتفع: هل انتهيت يا (لج)؟!
(لج) من بين الشعاب المرجانية: المكان هنا ساحر وجميل لم لا تنزل هنا وتشاهد بنفسك ؟!
YOU ARE READING
ملحمة البحور السبعه
Poesiaالبحر .. ذلك السر الأعظم ... الذي يخفي أكثر مما يظهر ... يمكن أن يكون عشقاً أو هلاكاً لكل من غاص في أعماقه أو حتى طفا على سطحه ... يحفظ أسراره بقوة كأم ممسكة بطفلها الوحيد لكن هذا الطفل يتفلت من وقت لآخر من يدها القابضة ليكشف لنا بعض خبايا أمه ..