لم يتوقف الأخطبوط الضخم عن السباحة وهو ممسك بـ (لج) و (موج) باذرعه حتى ابتعد عن مسطحات الشعاب المرجانية بمسافة كبيرة ودخل منطقة أخرى أكثر عمقاً في البحر ذات أرض صخرية ونزل فيها. كان المكان مظلماً ووجدت (لج) صعوبة في تمييز التضاريس حولها وخلال تمعنها بنظرها في المكان حولها سمعت (مارج) يقول لها : انتظري هنا يا سمو الأميرة وعندما ترين الضوء
اسبحي تجاهه
(موج): وماذا عني أنا؟
(مارج) وهو يندفع برأسه في الماء مبتعداً عنهما: لا يهمني أمرك
بقيت (لج) مع (موج) في حلكة الظلام بصمت حتى تحدث (موج)
(لج): هل تحتاج محبته ؟(موج) : لا .. ولكن ..
(لج): لا تعره بالاً إذا الحب الذي نأسى عليه هو الحب الذي
فقدناه وليس الذي لم نجده بعد ...
(موج): هل تقصدين (طيمة)؟
(لج) بحزن : نعم ...
(موج): يبدو أن هذا الأخطبوط يعرفها أكثر منا وسنعرف منه ما
كنت تسألينها عنه دائماً ويرتاح بالك
(لج): لو كان ثمن جهلي أن تعود أمي لحياتي لما ترددت في مقايضة
راحة بالي برؤيتها من جديد
(موج): فات الأوان على ذلك الآن
(لج) بحزن: هل تظن أني السبب في موتها ؟
(موج) باستغراب : ماذا ؟ .. وما دخلك في موتها ؟
(لج): ألم تقل بأن عودتي لمشاهدة الحيتان قد تعرض الوادي للخطر ...
ذلك القرش الأبيض الذي هاجمنا بقي ولم يرحل لأنه رآنا وعلم أن
وقال: لماذا يكرهني ؟
(لج): من تقصد؟
(موج): من تظنين؟ .. ذلك الأخطبوط الضخم
هناك كائنات قريبة يمكنه الاقتيات عليها في تلك المنطقة(موج):
(لج): صمت لأني محقة أليس كذلك ؟
(موج): لا لست محقة
(لج): ليتني بقيت ولم أهرب من الوادي
(موج): لماذا ؟
(لج): لأقتص من ذلك القرش اللعين
(موج) : لم تكوني لتستطيعي التغلب عليه ثم إنك فقأت إحدى عينيه
وهذا ليس بالأمر اليسير
)لج(
(موج) ووجهه بدأ ينير : انظري ...
(لج) والظلام بدأ ينقشع من حولها : هناك ضوء قوي يأتي من هناك
(موج): لنذهب إذاً
انطلق الاثنان نحو مصدر الضوء وعند وصولهما للمصدر رأيا أنه صادر من فوهة كهف كبير فتوقفا أمامه وترددا بالدخول ...
(موج): لماذا توقفت ؟
YOU ARE READING
ملحمة البحور السبعه
Poesiaالبحر .. ذلك السر الأعظم ... الذي يخفي أكثر مما يظهر ... يمكن أن يكون عشقاً أو هلاكاً لكل من غاص في أعماقه أو حتى طفا على سطحه ... يحفظ أسراره بقوة كأم ممسكة بطفلها الوحيد لكن هذا الطفل يتفلت من وقت لآخر من يدها القابضة ليكشف لنا بعض خبايا أمه ..