بعد ساعات طويلة من السباحة في البحر الواسع توقف (غمدي) وقال: بعد قليل سنتجاوز البحر الأزرق وندخل الجزء الشمالي من
البحر المظلم.
(لج): كل هذه المسافة ولم نخرج من حدود البحر الأزرق؟
(غمدي): السباحة بدون الاستعانة بالتيارات أمر مختلف
(لج): وماذا بعد ذلك ؟
(غمدي) : المهم الآن أن نجد مكاناً نأوي إليه ونأخذ فيه قسطاً من
الراحة قبل أن نكمل المسير
(لج) وهي توجه كلامها لـ (بستين) التي لم تتحدث معها طيلة
الطريق: ما رأيك يا (بستين)؟
(بستين) بوجه عابس ومتجهم: كما تشاءان
(غمدي): ما بك ؟ .. لم أنت مستاءة هكذا ؟
(بستين) وهي تتحدث بتجهم ونظرها للأسفل: هل يمكننا التوجه
للمكان الذي سننام فيه بدل التحدث عني؟ أنا متعبة وأريد أن أنام(غمدي) يغوص للقاع وهو متعجب من طريقة (بستين) في الكلام هيا اتبعاني
غاص الثلاثة للقاع وبعد مسافة قصيرة اتضحت لهم معالم القاع والتي كانت مجموعة من السفن البشرية الغارقة والتي لم تر (لج) مثلها من قبل بشكل كامل فهي لم ترها إلا مرة بشكل سريع مع (بستين) ومرة أخرى من الأسفل عندما مر بجانبها سرب الدرافيل
ولم تكن وقتها تعرف ما هي. (لج) وهي تشاهد السفن الخشبية الغارقة والتي نمت عليها الطحالب البحرية وانتشرت حولها الأسماك والكائنات الصغيرة
ما هذه الكهوف الغريبة ؟
(غمدي): هذه سفن وليست كهوفاً
(لج): سفن ؟ .. ما هي السفن ؟
(بستين) وهي تعوم وتدخل إحدى السفن الغارقة سوف أبيت هنا
اليلة
(غمدي) مبتسماً وهو يشاهد (بستين) تدخل في شق كبير بإحدىالسفن الغارقة: السفن أشياء يركبها البشر لعبور سطح البحر
(لج): وهل يستطيعون الغوص للأسفل بها ؟
(غمدي) : لا أعرف فأنا لم أشاهد أحداً من البشر يجوب الأعماق من
قبل لكني رأيت بعضهم يسبح عند السطح
(لج): إذاً فالكائن الذي شاهدته ذلك اليوم عند إحداها كان من
البشر
(غمدي): هل شاهدت سفينة من قبل ؟
(لج): نعم على ما أظن لكني شاهدتها من الأسفل وكانت تشبه
بعض السفن هنا
(غمدي): إذا واجهت مثلها في المسقبل فابتعدي عنها قدر الإمكان
(لج) : لماذا ؟
(غمدي): البشر كائنات خطرة ومعادية لنا ولا تقترب من البحر إلا لقتلنا
YOU ARE READING
ملحمة البحور السبعه
Poetryالبحر .. ذلك السر الأعظم ... الذي يخفي أكثر مما يظهر ... يمكن أن يكون عشقاً أو هلاكاً لكل من غاص في أعماقه أو حتى طفا على سطحه ... يحفظ أسراره بقوة كأم ممسكة بطفلها الوحيد لكن هذا الطفل يتفلت من وقت لآخر من يدها القابضة ليكشف لنا بعض خبايا أمه ..