استيقظت (لج) في اليوم التالي على إحساس غريب وجوع شديد لم تحس به من قبل ومع استيقاظها بدأت الكريستالات في الكهف بالوميض واللمعان وكأنها استيقظت معها. رأت (لج) على يسارها (موج) وهو نائم بعين مفتوحة والأخطبوط الأحمر الكبير مفترشاً مكانه ومغمضاً عينيه الصفراء. حركت (لج) ذيلها وسبحت تجاه إحدى الكريستالات الكبيرة وبدأت تتمعن في جمالها وتراقص الضوء الملون على سطحها وخلال تحديقها بالكريستالة سمعت (مارج) من خلفها وهو يقول: هل أنت مستعدة للرحيل الآن يا
سمو الأميرة؟
(لج) دون أن تلتفت إلى (مارج) : نعم ...
(موج) وهو يحرك ذيله ويستيقظ من سباته الخفيف : ألم تغيري رأيك
بشأن مرافقتي لك ؟
(لج) وهي تلتفت إلى (موج) وتبتسم : لا هذه الرحلة يجب أن
أقوم بها وحدي(مارج) وهو يندفع برأسه باتجاه فوهة الكهف: اتبعيني يا سمو الأميرة
(لج) وهي تحرك ذيلها وتمد أذرعها للأمام وتندفع خلف (مارج):
إلى أين؟
(موج) وهو يلحق بهما : انتظراني ! تبعت (لج) ومن خلفها (موج) الأخطبوط (مارج) وهو يسبح بسرعة ويشق البحر واستمر بالمسير صعوداً حتى بدأ السطح يظهر وبدأ الماء يصبح أكثر صفاء والنور أكثر انتشاراً. غير (مارج) من سيره عندما أصبح بينه وبين السطح مسافة بسيطة وقام بالسباحة
للأمام.
(لج) وهي تلحق بـ (مارج) : أخبرني إلى أين نحن ذاهبون؟
(مارج) وهو لا يزال يتقرفص ويتمدد ليزيد من سرعته في الماء:
للتيار الكبير
(موج): تيار ؟
بعد وقت من السباحة المستمرة توقف (مارج) وبدأ يطفو مكانه
وهو يحدق أمامه ويقول: لقد وصلنا
(لج) وهي تتوقف بجانب (مارج): هل وصلنا للتيار ؟(موج) وهو يتوقف بجانب (لج): لا أرى شيئاً
(مارج) وهو يشير بأحد أذرعه الضخمة أمامه: هناك .. التيار الكبير
هناك
(لج) وهي تنزل رأسها قليلاً وتحدق بتركيز في المكان الذي كان
(مارج) يشير إليه: لا أرى شيئاً أيها الأخطبوط
(موج) وهو يحدق مع (لج) : بلى .. ألا ترين تلك الأمواج السريعة
التي تسير في الماء
(مارج): هذه ليست أمواجاً بل تيار بحري يعبر المحيطات
(لج) وهي تلتفت إلى (مارج) : وماذا تريد مني أن أفعل الآن؟
(مارج): ألم تركبي تياراً من قبل؟
(لج): لا
(مارج) الأمر ليس بتلك الصعوبة فقط اندفعي داخل التيار
YOU ARE READING
ملحمة البحور السبعه
Poetryالبحر .. ذلك السر الأعظم ... الذي يخفي أكثر مما يظهر ... يمكن أن يكون عشقاً أو هلاكاً لكل من غاص في أعماقه أو حتى طفا على سطحه ... يحفظ أسراره بقوة كأم ممسكة بطفلها الوحيد لكن هذا الطفل يتفلت من وقت لآخر من يدها القابضة ليكشف لنا بعض خبايا أمه ..