غطست (لج) في الماء بعدما توقف المطر وبدأت بالعوم نزولاً وهي تبحث عن التيار الذي يمكنه إعادتها للبحر الأصفر لكنها لم تكن تعرف كيف تجد ذلك التيار خاصة وأن التيار الذي أتى بها للبحر الأزرق كان يسير باتجاه واحد ولو ركبته مرة أخرى فإنه سيسير بالاتجاه المعاكس لوجهتها أمضت (لج) أكثر من ساعتين وهي تسبح وتغوص في تلك المنطقة وتستكشفها على أمل أن تجد شيئاً أو أحداً يدلها على الطريق المؤدي للبحر الأصفر. خلال تجوالها في القاع لاحظت (لج) أن الأرض كانت صخرية فيما عدا منطقة واحدة رملية فاقتربت منها وبدأت تتفحصها بنظرها حتى لمحت جزءاً من تلك الرمال وهو يتحرك ببطء. تعجبت من المنظر الذي كان وكأنه جزء من الأرض يتحرك وحده للأمام لكن ببطء شديد يصعب ملاحظته. قررت (لج) لمس ذلك الجزء المتحرك الغريب بيدها لكنه وبمجرد أن وضعت يدها عليه انتفض وسبح مبتعداً عنها كاشفاً عن شكله بعد ما سقطت ذرات الرمال التي كانت تخفيه عن ظهره. كان مخلوقاً بشكل غريب لم تر (لج) مثله من قبل.
كان مسطحاً وعينيه صغيرة ومتمركزة فوق جسده المسطح وفوقها شيء أشبه بالإبرة الحادة. سبحت (لج) خلف ذلك الكائن الغريب والذي بدوره تحرك مرة أخرى وبدأ بالسباحة مبتعداً عنها. استمرت ملاحقتها له لفترة قصيرة حتى استدار ذلك المخلوق وحط على الرمال وبدأ يهز جسده حتى دفن نفسه بين حبيبات الرمل ولم يبق منه إلا أعينه الصغيرة وكانت موجهة نحو (لج). اقتربت منه وقالتوهي تبتسم : هل تظن أني لا أراك ؟
الكائن الرملي) وهو يخرج من بين الرمال ويبرز إبرته الحادة: لا
تقتربي وإلا حقنتك بسمي الزعاف!
(لج) وهي تبتسم: لا أرغب في إيذائك لكنك المخلوق الوحيد في
هذا المكان وأرغب في سؤالك عن شيء ما
الكائن الرملي) وهو ينزل إبرته ما الذي يمكن الحورية مثلك أن
تحتاجه مني ؟
(لج): أريد معرفة الطريق المؤدي لوادي المرجان
(الكائن الرملي): وفي أي بحر يقع وادي المرجان هذا؟
(لج): البحر الأصفر .. أتيت على متن تيار من هناك
الكائن الرملي): لن تستطيعي العودة إذا لم تكوني تعرفين التياراتبين جميع البحور وما هي مساراتها (لج): أعرف أن البحر يتكون من سبعة بحور فقط لكن لا أعرف منها سوى الأبيض والأزرق والأصفر .. والأسود على ما أظن الكائن الرملي) وهو يندس بين الرمال: وأنا لست ملزماً بتعليم حورية جاهلة مثلك
غضبت (لج) من كلام الكائن الرملي وكثرت عن أنيابها الصغيرة واندفعت نحوه وغرست مخالب يدها اليمنى في ظهره المسطح وأخرجته من مخبئه الرملي ثم وبيدها اليسرى اقتلعت إبرته وصرخت فيه قائلة: سأستفيد منك بشكل أو بآخر فإذا لم تخبرني بأسماء البحور
YOU ARE READING
ملحمة البحور السبعه
Poesieالبحر .. ذلك السر الأعظم ... الذي يخفي أكثر مما يظهر ... يمكن أن يكون عشقاً أو هلاكاً لكل من غاص في أعماقه أو حتى طفا على سطحه ... يحفظ أسراره بقوة كأم ممسكة بطفلها الوحيد لكن هذا الطفل يتفلت من وقت لآخر من يدها القابضة ليكشف لنا بعض خبايا أمه ..