PART 12"حيـرة"

42K 1.9K 1.1K
                                    

ما شعـر بـه آيريس بعد تلك الكلمات هي الصدمة والاندهاش الغاضب ...

أكمل قيادة السيارة وكأن شيئاً لم يكن ..هذا لا يعني تجاهله للأمر ..بل هو في أوج مراحل غضبه ..أن تتواجد شقيقته الصغيرة عند منزل عدوه أوَ هذا سيجعله مستكيناً ?

إنه هدوء ما قبل الإعصار وليس العاصفة فحسب ..هو ذاهب للشبونة صدفةً لأمور عمله ..وألكسيوس هناك ..
كان يملك نية بإلقاء السلام عليه وزيارة قصره بعد وابل الرصاص الذي أهداه إياه كرد لتفجير قصره ..

لكن لم يخطر بباله قط ولم يكن سيخطر أن شقيقته هناك ..هل حصل معها شيء ? هل أصابها الرصاص ? أم أنه أحضرهـا بعد عملية الإطلاق كتهديد له ? رهينة ? منذ متى كانت لديه حقاً ?

لو كانت موجودة قبلاً وفجّر القصر كانت ستتضرر ? كان في باله تفجيره .. يا رباه ..!

يقود ببرود شديد ..وكأنه الصقيع في ليالي تموز الحارة ..!
متجاهل الفتاتين ..التي إحداهن بالفعل في همها ..والآخرى تناظر الطريق بشرود للملل الذي يسري في السيارة لسكوت الجميع ..

مارلين عند ألكسيوس ? حتى الآن لا يستعب ذلك ..مارلين كانت في قرية صغيرة ..كيف تعرّف عليها ألكسيوس ? اختطفها ..! هذا واضح ..! هو اختطفها ..اختطف صغيرته ..

ماذا قد يكون فعل بها ...? ضربهـا ? أذاها ?
غضبـه الذي يتحكم به بصعوبة شديدة ..كي لا يقلب السيارة عليهم ويحاول القيادة بأقصى سرعته رغم ذلك ..
لم تستطع جوارحه ألا تظهر القليل من الغضب ..حيث أن أوداجه زادت قتماً وعروق جسده وفكه بُرزوا .
ويضغط على المقود بعنف شديد حتى أبيضت أطراف أناملـه وخرجت عروق كف يده من محلهـا ...
وصكّه لأسنانه ... وأنفاسه البطيئة المتثاقلة الملتهبـة ..عندما يغضب لا يهتاج ..يصبح بارداً بشكل مخيف ..عادته السيئة التي كانت تخاف منها مارلين في حين مكوثهـا رفقة شقيقة آيريس .. عندما تفعل مقالبهـا المعتادة يغضب منهـا ويثور ..فتعرف أن غضبه مؤقت منها أو أنه ليس عميق وبمجرد مراضاة صغيرة منه سيتلاشى ..لكن كان هناكَ بضعة مقالب مما صنعتها ومواقف خاطئة تفعلها سواء بقصد أو بدون قصد تغضب آيريس بشكل مفرط يصبح فيهـا بارداً بشدة ...

لا يحادثها...لا يكلمهـا ..ولو فعل سيضربهـا ..بحاجة لتفريغ غضبـه ..لذا كلما غضب منها بهذا الشكل كان تجده يعود للمنـزل بكدمات على جسده من شجار ... أن يكون شقيقهـا الحبيب لا يحادثها ويخاصمهـا هذا سيء لذا كانت مارلين تخاف أن يغضب منها هذا الغضب ..قلقاً عليه ..

ها هو يقود ..أسرع ما يستطيـع التحكم به دون افتعال حوادث ..كسرعـة قلبه النابض من فرط الغضب ..

الدميـة العاصيـــــــة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن