" شعورًا يُلامسه "

146 8 0
                                    

نظرت  تُقى للطارق و ظهرت الصدمة على قسمات وجهها و لكن سرعان ما تبدلت ملامحها إلى أخرى تشع سعادة
قالت وهى تهتف بفرحة لرؤية ذلك الغائب
" سيف ؟"

أبتسم الواقف أمامها و الذى يُدعى 'سيف' و قال بمرح
" تقتوقة عاملة ايه رجعتلك اهو و مش هبطل مناكفة فيكِ زى زمان "

أبتسمت تُقى وهى تتذكر مشاكساتهم الدائمة مع بعضهم البعض بينما تابع هو بمرح
" أنتِ ياستى هو ده وقت ذكريات رجليا وجعتنى من الوقفة "

شهقت تُقى بصدمة و ابتعدت عن طريقه مسرعة قائلة
" يا خبر مخدتش بالى ادخل يا سيفو يلا بسرعة"

و تابعت بحنق : " تصدق لسه رخم زى ما أنتَ "

دخل سيف إلى المنزل وهو يبتسم على تُقى التى لا تتغير أبدًا ثم
أبتسم بحنين وهو يتذكر كل شبر فى هذا البيت و تدور عيناه على أركانه جميعها
أبتسم بحب بينما تابعت تُقى بصوتٍ عالٍ
" ليلو يا ليلو تعالى بسرعة "

جاءت 'ليلى' مسرعة على صوتها و تبعتها 'حُسن 'بينما تسمرت ليلى محلها بصدمة وهى ترى أبنها حبيبها الذى غاب عنها منذ ثلاث سنوات يقف أمامها الآن تجمعت الدموع فى مقلتيها بينما نظر لها سيف و دموعه على وشك الهبوط وهو يحن لوالدته و حبيبته الأولى أسرع نحوها محتضنًا إياها بينما قالت ليلى بشوق و دموع : وحشتنى يا سيف وحشتنى أوى أنا زعلانة منك و واخدة على خاطرى منك أوى يا سيف
مكنتش اعرف أن السفر برا هينسيك ماما

نظر لها سيف بدموع و قال بنفى :
" ولا مليون سنة ولا بلد ينسوني ليلو حبيبة قلبي وحشتينى أوى يا ماما العيشة برا من غيرك ملهاش طعم و ملهاش لون "

أنهى كلامه مقبّلاً جبينها و يديها بينما نظرت هى له بحب و جال هو ببصره حتى وقعت عيناه على حُسن شقيقته الوحيدة صديقته التى لطالما تفهمته هى و تُقى دائمًا كانوا هم العون له فى مواقفه الصعبة فى أشد احتياجه لشخص بجانبه كانت حُسن بجانبه بخطوات واثقة لا تغادره ابدًا أبتعد عن والدته و ذهب إليها يقول بحب
" وحشتينى يا حُسن حياتى "

أبتسمت حُسن بإتساع و نزلت دموعها شوقًا لأخيها الصغير أفتقدت لطفه و حنانه الجارف عليهم جميعًا لطالما كان هو الدرع الخفى الذى يستندون عليه فى أى وقت كان هو المُدلل و لكنه على قدر كبير من المسئولية يُمكن الإعتماد عليه فى أى موقف لم تدرِ كيف تفسر شعورها فى تلك اللحظة وهى تراه أمامها بعدما غاب لثلاث سنوات أفتقدته كثيرًا و ودت أنه لم يغادر أحست بثقل يجثو على قلبها منذ مغادرته لم يتزحزح إنشًا واحدًا إلا عند رؤيته يقف أمامها
أبتسمت له بحب و دموع و قالت
" وحشتنى يا سيف وحشتنى أوى "

أحتضنها سيف وهو يقبل جبينها قائلاً : " و انتِ كمان وحشتينى الايام كانت بتعدى عليها كأنها سنين من غيركم مكنتش عارف أقعد من غير هزارى معاكِ و حنيتك عليا و خناقاتى انا و تُقى و حب ماما و حنانها و أبيه لؤى و خوفه و بابا و صرامته و حنيته اللى بتطلع لينا وحشتونى اوى أنا عرفت أنكم كل حاجة ليا أنتوا سندى و أنتوا درعى اللى بتحامى فيه أنتوا كل حاجة ليا فى الدنيا "

ألا حانَ الموعد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن