" كُسِرَ ظهره "

120 7 1
                                    

تجلس فى غرفتها أمام المرآة تضع كريم طبى على كدمات يديها و ساقيها وهى تبكى بقهر على ما عانته على يد زوجها أيامًا و ليالٍ طوال مرت عليها و كأنها سنون عديدة.

_بينما يطالعها ابنها الصغير 'آدم' ذو الخمس أعوام بدموع تجمعت داخل مقلتيه حزنًا على والدته التى تتألم بفعل تلك الجروح التى أفتعلها والده و بمجرد ما إن تذكر والده حتى شعر بالغضب و الحنق يعتريه
تألمت والدته و زادت دموعها ففلتت منه شهقة إثر بكاءه ألتفتت له والدته على أثرها و حاولت تجفيف دموعها بكفيها حتى لا يُلاحظ صغيرها و قالت بصوتٍ مبحوح وهى تفتح ذراعيها له تستقبله فى أحضانها :
" بتعيط ليه يا آدم أنا كويسة يا حبيبى "

نفى 'آدم' برأسه و قال ببكاء و شهقات عديدة :
" فيه تعويرة فى أيدك يا ماما
بابا ضربك أنا بكرهه و بحبك أنتِ "

أحتضنته 'يسرى' وهى تضغط على شفتيها حتى تمنع بكاءها و قالت بصوتٍ لا يكاد يُسمع :
" مفيش ولد شطور يقول أنه بيكره بابا ياحبيبى
بابا بس كان متعصب و دى مشكلة صغيرة بيننا أحنا الأتنين لكن مفيش حاجة يا عُمرى "

رفع 'آدم' رأسه إليها يطالعها بعينين حمراوين نتيجة لدموعه المتساقطة :
" يعنى أنا لو أتعصبت ممكن أضرب اللى قدامى زى بابا؟"

نظرت له بصدمة و كأن سؤاله جعلها تُدرك ما حدث بنفسية صغيرها من المشاكل التى حدثت بينها و بين والده نطقت بصعوبة قائلة :
" لأ طبعًا ياحبيبى ده تصرف نوتى و أنتَ ولد شطور و كويس و الناس بتحبك مينفعش تضرب حد "

قطع حديثهم صوت طرقات خفيضة على الباب عرفتها 'يُسرى' على الفور و لِما لأ وهى طرقة 'حمزة' المميزة أبتسمت و سمحت له بالدخول

دلف 'حمزة' ببسمة متسعة وهو يقول بحب :
" أزيكم عاملين أيه "

ركض 'آدم' ناحيته وهو يقول بفرح طفولى :
" خالو حمزة "

أحتضنه 'حمزة' وهو يُقبّل إحدى وجنتيه قائلاً :
" حبيب خالو حمزة
جبتلك معايا حاجة حلوة "

" بجد أيه هى ؟ "

أخرج 'حمزة' لوح من الشيكولاتة من جيبه و أعطاه ل'آدم' الذى أبتسم بفرحة طفولية و حماس أحتضنه مرة أخرى ثم خرج يركض من حجرة والدته حيث جدته لأمه يُخبرها

نظر 'حمزة' ل'يُسرى' و أغلق الباب و جلس قبالتها قائلاً وهو يتنهد بحزن على كدمات ذراعها الواضحة أمامه :
" بقيتى كويسة ولا تروحى لدكتورة أحسن "

نفت 'يُسرى' بهدوء و قالت :
" لأ والله كويسة
وبعدين أنا أتعودت خلاص "

عادت الدماء لتغلى فى عروقه مرة أخرى فنطق بحدة غير مقصودة :
" اللى أنا مش فاهمه أنتِ ازاى متقوليش لحد فينا و تسيبيه يعمل فيكِ كدا !!!! "

" مكنتش عايزة حد فيكم يشيل همى "

طالعها بدهشة لحديثها الذى يحمل فى طياته اللامعنى وقال بإستنكار :
" أنتِ أتجننتى !!!
هم أيه ده أنتِ بتفكرى ازاى !!!"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 22 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ألا حانَ الموعد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن