" ساهم فى موتِها "

148 6 3
                                    

أحس 'حمزة' بعيونٍ تراقبُه نظر ناحية العيون فوجدها ' ليلى ' تطالعه بغموض أبتسم لها بتوترٍ حاول إخفاؤه و أقترب منها يُحيها قائلاً :
_" أزيك يا طنط ليلى عاملة ايه ؟"

أبتسمت ليلى له و قالت :
" الحمدلله بخير أنتَ عامل ايه يا حمزة مشوفتكش من ساعة التخرج مش تسأل عننا برضو ؟"

هز رأسه و قال معتذِرًا:
" والله المشاغل لفوق راسى يا طنط ليلى دا غير إنى ماسك شغل بابا مش بلحق آخد نفسى "

أبتسمت ليلى له بحب و قالت :
" ربنا يعينك و يقويك يا حبيبى
قولى بقى مش ناوى تتجوز دا أنتوا شلة فقرية أوى بس أحمدك يارب أهى عقدة الفقر أتشالت من ابنى عقبالك أنتَ و يوسف "

همّ حمزة بالرد حتى وجد يوسف يقف خلف ليلى
يقول بمرح معتادٍ منه :
" دا مين دا اللى بيجيب فى سيرتى "

نظرت له ليلى و قالت بتهكم و تحدى :
" أنا اللى بجيب فى سيرتك قولى بقى هتعمل ايه ؟"

رفع يديه بجانبه و قال بإستسلام :
" مادام ليلو اللى جابت يبقى أنا مقدرش أتكلم "

أبتسمت بإتساع ثم تابعت بتهكم :
" طب أوعى يا فقرى منك له أروح ألبس خطيبة ابنى الدبلة يا شحط على ما تفرج منك ليه "

حمحم يوسف و قال :
" شكلنا بنتهزق يا حمزة "

سخر حمزة من حديثه و قال :
" شكلنا ؟"

توجهت ليلى تضع الخاتم بإصبع همس التى ارتدته بفرحة عارمة لا تدرى لِما تلك الهالة من الفرح و الراحة تُحيط بها دائمًا فى حضرته هو فقط تعتبره ملاذًا لها لشدة راحتها حين ينبس ببنت شفه معها أبتسمت بإتساع وهى تستمع لأصوات الزغاريد من النساء الذين حضروا هذا الحفل الهادئ

شعرت بشعورٍ بمجرد ما إن دخل خاتمه بإصبعها تود لو بقى هذا الشعور لأبد الدهر أحست بالفرحة و بالظفر لأول مرة منذُ وفاة صديقتها 'ريم'

كم كان جميلاً إحساس لؤى حين ارتدى خاتمه هو الآخر
مُراده قد أضحى حقيقة. كانت هى همه الشاغل منذُ وطأت قدمها لمنزلهم تُوصلُ جوابه لابن عمه . هى الوحيدة التى كسرت قواعده التى لطالما حافظ عليها هى الأولى التى جعلت قلبه يتحرك لها بهذه الطريقة و فرحته الكبرى لأنه خاف أن يُغضب الله فيها فيعاقبه بحرمانها ولكنه جاهد للحفاظ عليها حتى رزقه الله بها أبتسم بإتساع و فى قرارة نفسه يعترف أنها هى مُراده منذُ أول لحظة هى فتاته التى انتظرها الجميع و بشدة ويالسعده إن أصبحت زوجته لن يترك يدها لتُفلت من بين يديه أبدًا

حرك عينيه نحوها فوجدها تبتسم و دموعها تترقرق فى عينيها فهم هو فورًا سبب دموعها مال عليها هامسًا :
" أدعيلها بالرحمة يا همس و أفتكرى أنها كانت هتبقى فرحانة أوى لو موجودة معاكِ "

نظرت له بدهشة كيف عرف ما تُفكر به أبتسم لها بسمة هادئة جعلتها تشعر بالاضطراب فى جسدها نظرته المطمئنة و الدافئة أبتسمت بإرتياح وهى تشعر بسعادة تغمرها فى قربه فقط

ألا حانَ الموعد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن