جلس ' يوسف ' بالقُرب من ' حمزة ' الذى يستشيط غضبًا مما حدث بينه و بين تُقى يتذكر نفورها منه نفضها ليده كرهها لصوته حتى هى حقًا لا تُبالى به تكرهه كما لم تكره أحدًا من قبل زفر بغضب حزين على ما آلت إليه ظروفه و قلبه الذى يورده موارد الهلاك لا يعلم حقًا ما الذى يحدث له .
رمى ذلك القلم الذى كان يُمسك به أرضًا وهو يشعر بأنفاسه المكتومة داخل صدره تحرقه بلا هوادة .نظر له' يوسف' يحاول حقًا أن يستشف منه ماهية شعوره نحوها
زفر بحنق وهو لا يرى على محياه إلا الغضب الذى ظهر جليًا عليه
قال بهدوء وهو يحاول أن يُثنيه عن غضبه الذى يعلمه هو تمام العلم :
" طب أنتَ إيه مزعلك للدرجة دى يا حمزة "نظر له ' حمزة ' نظرة كفيلة بإحراقه فى جلسته ثم أتبع تلك النظرة قوله الغاضب :
" أنتَ بتتكلم بجد ؟
بقولك قربت منها بسألها هى كويسة ولا لأ لقيتها بتكلمنى ببرود و سابتنى و مشيت بمسك ايدها أوقفها راحت قالتلى هعمل تصرف هيقل منك كدكتور جامعى أنا ؟
أنا حمزة السرّاج يتقالى الكلام ده لا و المشكلة إنى مش بقدر أعملها حاجة "نظر له 'يوسف ' و قال بهدوء :
" حمزة ماهى لازم تعمل كدا البنت باين عليها ماشاء الله ملتزمة و أنتَ رايح تمسك أيدها؟
وحتى لو برضو أنتَ غلطان علشان دا حرام ملوش علاقة بكونك حمزة السرّاج أو غيره "نظر له حمزة بإستفسار عاقدًا حاجبيه :
" أزاى حرام أنا معملتش حاجة أنا يادوب مسكت أيدها"نظر له يوسف ببسمة هادئة و قال موضحًا :
" برضو حرام لأن هى مش من محارمك هى أجنبية عنك يا حمزة مينفعش تمسك أيدها "نظر له حمزة بغضب سرعان ما أكتسبه و سأله ببلاهة:
" أنتَ عبيط؟
أجنبية أيه ماهى من مصر عادى "ضحك ' يوسف ' بصخب على تلك الكلمات بينما نظر له حمزة بطرف عينه نظرة يعرف هو مغزاها جيدًا فقال بهدوء :
" المرأة الأجنبية هي التي ليس بينها وبين الرجل ما يحرمها عليه بنسب أو سبب مباح، هي دى الأجنبية، أما من تحرم على الرجل نسبًا كأمه وأخته وعمته، أو بسبب شرعي كالرضاعة والمصاهرة فهي ليست أجنبية. و ينفع تمسك أيدها أو تسلم عليها عادىلكن الأجنبية عنك ده لا يجوز ليك أنك تسلم عليها أو تلمسها عمومًا
لقول النبي ﷺ: إني لا أصافح النساء
و ثبت عن عائشة رضى الله عنها :
أن النبي ﷺ كان يبايع النساء بالكلام فقط قالت: وما مست يده يد امرأة قط.و برضو قوله صلى الله عليه و سلم
لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل لهيعنى خلاصة الكلام أنك مكنش ينفع تمسك أيد تُقى أو تتكلم معاها بدون سبب علشان كدا هى سابتك و مشيت و قالتلك الكلام ده هى بتحافظ على نفسها يا حمزة و بتحترم دينها و أخلاقها فهمت ؟"
نظر له حمزة ببسمة و قال بإمتنان :
" شكرًا يا يوسف أنا مكنتش أعرف قبل كدا الحاجات اللى قولتها علشان كدا أتصرفت على طول "
أنت تقرأ
ألا حانَ الموعد
Mystery / Thrillerوفى بعض الأحيان قد تضيقُ بك جميع الأركان لتعرف أنه قد حانَ الموعد .