سكنت الدنيا من حوله تمامًا لا شئ سوى صوت عمار يتردد بعقله و جملته التى طعنته بألف سيفٍ و سيف فى قلبه ( أنها انتحرت يا باشا)
ماذا يعنى أنتحرت هل ستموت الآن؟
عند هذه النقطة أنتفض من مجلسه و غادر ركضًا و هو يستقل سيارته غير عابئ بجده الذى راح ينادى عليه و ينادى و لكن هيهات كأنه أصم و أعمى لا يرى ولا يسمع إلا جملة ذلك المدعوّ بعمار أختفى صوت صياح الجد الذى يدعى عثمان مع الصوت الذى عم الارجاء ذلك الصوت الذى نشب نتيجة أحتكاك إطارات السيارة بالأرض و الغبار الذى ملأ صدر الجد الذى راح يسعل على أثره و بشدة
وقف عثمان فى منتصف الحديقة ينظر لأثره بذهول وهذه لأول مرة يرى حفيده بهذه الحالة تُرى ما هى المكالمة التى قلبت كيانه لهذا الحد تنهد بضيق وهو يستند على عكازه و سرعان ما ألتقطت عيناه تلك الواقفة تطل من شرفتها على الحديقة و قد أمتلأت عيناها بالدموع نظر لها بحزن و قلة حيلة بينما شعرت هى بوخزات فى قلبها عنيفة و دخلت من الشرفة و أغلقتها بإحكام وهى تجلس على سريرها تدفن وجهها بين راحتيها وهى تبكى بعنف وجدت الباب يُفتح و تطل منه والدتها ليلى التى صُدمت عندما رأت أبنتها بتلك الحالة المزرية توجهت لها و قالت برعب : حبيبتى حُسن مالك أيه اللى حصل بتبكى كدا ليهرفعت حُسن وجهها لها و نهش القلق قلب ليلى و هى تنظر لعيناها الحمراء كالدم و وجهها و شفتاها المرتعشة المائلة للزُرقة صرخت بقلق : أيه اللى حصل فهمينى
أغمضت حُسن عيناها و قالت بتعب : مفيش يا ماما أنا هنام و هبقى كويسة
كادت والدتها تتحدث حتى قالت هى برجاء ظهر جليّا بنبرتها : أرجوكِ يا ماما أرجوكِ
لم تستطع والدتها التحدث و لكن أنحنت نحوها و قبلت رأسها بحب و خرجت من الغرفة قابلها فى الطُرقة زوجها ممدوح الذى قال : هى حُسن لسه مصحيتش ولا ايه يا ليلى
نظرت له ليلى و قالت بقلق : أنا خايفة عليها أوى يا ممدوح دخلت عليها لقيتها بتعيط و بتترعش و عينيها حمرا زى الدم و مرضيتش تحكيلي
كاد أن يتوجه ممدوح نحو غرفتها لكن منعته ليلى قائلة : سيبها يا ممدوح دلوقتى هى نامت لما تصحى نستفسر منها
____________________________
يسير بسيارته يقطع الطريق بتهور و عدم وعى يتلقى السُباب من هذا و ذاك وهو غير عابئ بكل شئ هاتف عمار و صرخ فيه قائلاً : خدوها مستشفى ايه
املاه عمار اسم المستشفى التى توجه لها هو سريعًا و بعد مدة وجيزة دخل هو الإستقبال مهرولاً و قال للواقفة أمامه : فيه واحدة جات من شوية أسمها ريم ريم عبدالمحسن هى فين او فى انهى أوضةأخبرته الواقفة بأنهم اصطحبوها للدور الثالث حيث غرفة الفحص أستقل المصعد و فتح بابه بسرعة متوجهًا للغرفة رقم سبعة التى تقطن بها ولكنه تسمر مكانه وهو يرى سيدة فى العقد الخمسين من عمرها تصرخ وتقول : ريم بنتى ماتت ماتت يا همس صاحبتك و حبيبتك ماتت ريم راحت خلاص ومش هترجع أنا السبب مخدتش بالى منها كويس يا ريم ارجعى أنا أسفة و مش هزعلك تانى
أنت تقرأ
ألا حانَ الموعد
Misterio / Suspensoوفى بعض الأحيان قد تضيقُ بك جميع الأركان لتعرف أنه قد حانَ الموعد .