" بداية الدمار "

131 8 1
                                    

أرتفعت دقات قلبه بشكل واضح و توترت معالم وجهه بشدة حتى بات واضحًا للأعمى بأنه يُخفى شيئًا ما حاول السيطرة على نبرة صوته المتوترة و قال بهدوء مصطنع :
" أبدًا يا حبيبتى بس عايزينى فى الشركة فيه صفقة أدوية واقفة حاليًا على إمضتى فأنا لازم اروح الشركة "

أبتسمت له تُقى بعدم إقتناع و قالت بعتاب :
" بس كدا أبيه لؤى و عمو ممدوح ممكن يزعلوا إنك مشيت "

هتف بتأثرٍ مصطنع :
" لازم الشحنة دى تدخل الأدوية دى ناقصة فى السوق بشكل ملحوظ أنا هعتذر لممدوح و لؤى بس حياة الناس أهم دلوقتى "

هزت رأسها دليلاً على موافقتها على حديثه و قالت بتشجيع :
" بُص يا بابا أنتَ روح قولهم وهما أكيد هيفهموا مفيش أهم من أرواح الناس "

أبتسم لها أشرف بإتساع و جذبها لأحضانه مُربتًا على ظهرها بحب ثم أردف قائلاً :
" ربنا يباركلى فيكِ يا تُقى "

أبتسمت لوالدها و دعت له هى بالمثل و غادرته هى لتكون بجانب حُسن و همس فوافقها على الفور بضرورة ذلك أنتظر حتى تُغادر المكان تمامًا ثم خرج هو مُسرعًا يستقل سيارته مُنطلقًا إلى وجهته

و بعد ما يقرب من النصف ساعة وصل أمام إحدى البنايات الفخمة نزل من سيارته و أستقل المصعد كي يصل للطابق المقصود وبعد مرور عدة دقائق كان يقف أمام إحدى الشقق يضرب جرس الباب بخوف ظهر جليّا على ملامحه فتحت له سيدة تصغره فى العمر بعدة أعوام وهى تبكى فأسرع قائلاً بلهفة :
" زياد ماله و ازاى حرارته ارتفعت كدا "
هزت كتفيها دليلاً على عدم معرفتها وهى تشهق إثر بكاءها مر من أمامها متجهًا حيث يرقد ذلك الصغير البالغ من العمر عشر أعوام تقريبًا تحسس جبينه فوجد حرارته مُرتفعة جدًا خرج صوته حازمًا وهو يقول لتلك السيدة المدعوّة ب " رحمة " :
" اجهزى بسرعة هناخده و نروح المستشفى "

هزت رأسها عدة مرات و غابت لبضع دقائق حتى خرجت وهى تقول له بلهفة أمٍ على صغيرها :
" يلا يا أشرف بسرعة الله يباركلك أنتَ مش شايف الولد "

حمل أشرف الصغير "زياد" و خرج من البناية التى تقطن بها زوجته الأخرى و ابنه و أثناء خروجه كانت تقف تلك السيارة عن بُعد تُراقب ما يحدث أبتسم الرجل القابع خلف عجلة القيادة فهاهو وصل لشئ قد يُبهج سيده أخرج الكاميرا الخاصة به و بدأ بإلتقاط الصور

ثم فتح هاتفه مُسرعًا وهو يخبر سيده بهذا الأمر
____________________________

طوت همس سجادة الصلاة الخاصة بها وهى تتنهد بحب و أمتنان تذكرت كلمات لؤى قبل أن تُغادر السيارة قائلاً لها :
" أول ما تطلعى بإذن الله أتوضى و صلى ركعتين شكر لله و أدعى ربنا يباركلنا فى علاقتنا "

كان حديثه معسولاً لدرجة لا تُوصف جال بخاطرها كيف لشخص أن يكون معسولاً لهذه الدرجة بل و كل هذه الصفات الحميدة التى ظهرت به أمامها تجعلها تغرق به بلا أدنى شك
و لكن هل سيستمر بكونه هكذا ؟
هل سيتحمل اضطراباتها الحزينة بعد موت صديقتها؟
بالتأكيد به صفات أخرى لم ترها تعيبه و لكنها تأمنه تأمن لؤى فى أى حالة يكون بها
دعت ربها بداخلها أن تستمر علاقتهم و أن يُباركها و يحفظ لؤى

ألا حانَ الموعد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن