" غمامة سوداء "

145 5 1
                                    

يجلسون جميعهم فى رواق أقرب مستشفي من منزلهم يبدو عليهم التخبط الشديد جميعهم يقفون بمشاعرٍ مختلطة .

رحمة المُنهارة على ابنها الوحيد و ليلى التى تمسد على كتفها برفق تُهدئها ببضع كلمات .

تُقى التى ترتجف و تنظر لكفيها وما بهما من دماءٍ صاحب تلك الدماء أخيها الوحيد .

أما 'عثمان' يستند على عكازه وهو ينظر أمامه بترقب و جمود .

وعلى بُعدٍ منهم يقف 'لؤى' يوجه بصره صوب عمه أشرف الذى بدا مُرتجفًا و بشدة و قد بات مُتيقنًا الآن أن الأمر لم يكن سوى بفعل فاعلٍ .

أقترب منه رائد و وضع يده على كتفه قائلاً بتساؤل :
" تفتكر هو ؟"

هز لؤى رأسه بالإيجاب و قال ببرود :
" بُص على عمك و أنتَ تعرف "

نظر رائد هو الآخر صوب أشرف الذى كان فى وادٍ آخر لا يرى نظراتهم تلك له

زفر رائد بحنق و غضب قائلاً :
" هنعمل إيه يا لؤى الموضوع بقى خطر !! "

كاد لؤى يُجيب عليه و لكن قاطعها صوت رنين هاتفه و لم يكن سوى 'حمزة'

أجاب عليه قائلاً بنبرة حاول جعلها عادية :
" أيوة يا حمزة؟"

أستمع لصوته من الطرف الآخر يُجيب :
" إيه يا لؤى فينك أحنا كنا هنراجع الصفقات اللى تمت آخر خمس شهور أنتَ نسيت ولا أيه ؟"

زفر لؤى بتعب و قال بغضب مكتوم موجزًا :
" أنا فى المستشفى يا حمزة
زياد ابن عمى أشرف لقيناه واقع فى الجنينة سايح فى دمه "

أرجع 'حمزة' شعره للخلف بتوتر و قال بصوت يشوبه القلق :
" طب وهو تمام دلوقتى ولا إيه ؟"

تنهد لؤى و قال بهدوء :
" لسه محدش طلع من العمليات "

قال حمزة بصوتٍ مُصِر :
" أقفل أنا جايلك فى السكة قولى مستشفى إيه دى "

حاول لؤى منعه قائلاً بهدوء :
" ملوش لزوم يا حمزة هبقى أطمنك "

أجابه حمزة بحدة :
" يا عم قولى اسم المستشفى أنتَ مش سامع صوتك عامل ازاى أخلص بقى "

أملاه "لؤى" اسم المستشفى التى يتواجد بها ابن عمه فأستقل هو سيارته متوجهًا حيثُ صديقه و بينما هو فى طريقه للمستشفى أخرج هاتفه وهاتفَ يوسف ليلحق به

عاود رائد النظر ل "لؤى" مجددًا و قال بقلق على عائلته :
" لؤى الموضوع بقى خطر زيادة دول وصلوا لبيتنا يا لؤى أنتَ متخيل؟"

نظر له لؤى و لاح القلق فى عينيه و لكنه تماسك قائلاً :
" نطمن على زياد الأول و نتصرف "

ثم تابع بإصرار وهو يتحدث بنبرة لم يعهدها أحدٌ منه :
" الموضوع ده مش هيعدى "

بضع دقائق أخرى مرت حتى وصل حمزة لهم ألقى عليهم السلام و وقف بجانب لؤى قائلاً بغضب :
" أزاى يوصلوا لبيتكم يا لؤى أزاى يستجروا يدخلوا جوا البيت و فيه أمن على البوابة "

ألا حانَ الموعد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن