" جُرحٌ لا يلتئم "

142 5 0
                                    

خرجت 'ليلى' من الغرفة و أبتعدت عنها مسافة لا بأس بها و فتحت الخط لتقول بصوتٍ قَلِق :
" ألو
أيوة يا أكمل فيه حاجة !!! "

و يبدو أن ل ليلى سرٌ تخفيه هى الأخرى لا يُعلم أشرٌ هو أم خير
و لعل ما وراء الستار ينكشف عما قريب .

رد عليها 'أكمل' بمراوغة و هدوء :
" بقالك مدة مسألتيش عنى قولت أسأل أنا "

أجابتها 'ليلى' بعدما هدأت قليلاً :
" آسفة يا حبيبى
أنتَ مش عارف أحنا بنطلع من مصيبة بندخل فى التانية أزاى "

قال 'أكمل' بمراوغة و خبث :
" مصايب أيه بس "

شعرت 'ليلى' بالحنق يعتريها فقالت بعصبية خفيفة :
" على أساس مش عارف يعنى "

ضحك 'أكمل' بملئ فيه يعلم أنها الوحيدة التى تكشفه و تعلم ما يُفكر به حتى أنها الوحيدة التى تعلم ما عاناه طيلة سنواته الماضية و للحق لم تتركه وحده بل كانت 'ليلى' هى من ساندته حتى يُكمل

أجابها بهدوء و بسمة :
" بتكشفينى على طول يا ليلو "

أبتسمت' ليلى' و قالت بحب :
" أنتَ أبنى يا أكمل و نفسى ترجع عن اللى فى دماغك ده "

رد عليها 'أكمل' بعصبية قائلاً :
" ليلى بلاش الموضوع ده علشان آخرته بتزعلنا أحنا الاتنين "

ردت 'ليلى' بهدوء قائلة :
" براحتك يا أكمل أنا مش قادرة أتكلم
بس هقولهالك تانى ولادى لأ يا أكمل "

حَزِن 'أكمل' و شعر بالضيق يعتريه و يسلب أنفاسه فقال :
" و أنا مش مُهم يا ليلى !!!  "

تنهدت 'ليلى' بأسى و قالت :
" أنتَ عارف مكانتك عندى يا أكمل
و أظن لو سمية الله يرحمها عايشة مكانتش هتوافق باللى أنتَ بتخططله "

سمعت صوت أنفاسه العالية و بعدها صوته يقول بتوعد :
" زى ما هو مرحمش أمى أنا مش هسيبه و هندمه هندمه أوى "

وأغلق الهاتف بينما بقيت هى مكانها تتنهد بألم هى الوحيدة التى تعلم تمام العلم ما عاناه و ما لاقاه منذُ موت أمه و تعلم ما ينويه و تحاول أن تثنيه عن قراره و لكن بلا فائدة

سمعت 'رحمة' خلفها تُناديها بفرحة :
" حُسن فاقت يا ليلى "

أنتبهت لها 'ليلى' و أبتسمت بلهفة و دخلت الغرفة بسرعة فوجدت أبنتها تفتح عينيها بإرهاق أسرعت إليها بقلبٍ مكلوم و مالت إليها وهى تُمسك بوجهها تُقبّل كلُ إنشٍ به بلهفة :
" يا عُمرى يا عُمرى ألف سلامة عليكِ يا حبيبتى ربنا ينتقم منهم اللى أذوكِ و أيديهم تتقطع يارب "

أنهمرت دموع 'حُسن' و قالت بخوف :
" كان عاوز يموتنى يا ماما
أنا خايفة أوى يا ماما "

أقترب 'لؤى' منها يحتضنها و يقول بهدوء :
" والله العظيم مش هسيبهم يا حبيبتى و هعرف مين عمل فيكِ كدا أهدى أنتِ و أتطمنى أنتِ فى أمان هنا أنا جنبك و كلنا هنا
عُمرى ما هسمح لحد يأذيكِ يا حبيبتى "

ألا حانَ الموعد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن