لستُ غبيّ لكي تخدعني

12 1 0
                                    

مرت الأيام سريعاً ... و توظف كيفين في احدي الشركات
كما أنه بدأ العمل علي التطبيق الذي كلمني عنه ... لاكن و بالرغم من عمله الدائم و انشغاله إلا أنه لم يتوقف عن التفكير في عائلته .. أنه مراهق و أكثر ما يحتاج اليه هذا الشخص في هذا العمر هي عائله تأويه ...

عمل كيفين بجِد و اجتهاد .. و بدأ يظهر ذكائه الحاد .. لقد استطاع و في أقل من ٦ أشهر ان يزيد أرباح الشركه التي يعمل بها .. كان مدير هذه الشركه منبهر منه .. مدير هذه الشركه كان يبلغ من العمر ٥٩ عام و بالتالي يجب أن يترك هذه الشركه في العام المقبل اي الاخير له .

مرَّ عام بسرعه كبيره و في هذا العام فعل كيفين الكثير من الأشياء التي سوف تغير حياته و من ضمنها إصدار التطبيق الذي كان يحلم به .. الترويج عن هذا التطبيق .. و قد نجح هذا الأمر و أصبح هذا التطبيق مشهور .. يستخدمه حوالي ٥٠ ملايين من الأشخاص  ... ولكنه لم يكن يريد ان يعلم العالم انه هو من صنع هذا التطبيق و لذلك جعل أمر صانع هذا التطبيق سراً ... و زود الناس بمعلومه  واحده عنه فقط و انه يقيم في اليابان ... كما انه قال ايضاً انه لن يظهر عن نفسه إلا عند بلوغ عدد مستخدمين هذا التطبيق أكثر من ٣ مليار مستخدم ... و بالاضافه الي كل هذا إلا أنه كسب إحترام و ثقه مدير الشركه ...

جاء موعد ترك مدير الشركه لها .. و اعطائها لأبنه... جاء هذا المدير الي كيفين في يوم و قال : كنت أتمني ان أعطيك هذه الشركه لاكن ... ولدي سوف يغضب و يحزن من تصرف كهذا .. انا أسف يا بني علي ما سوف اطلبه منك ولكن اريد منك شيء ما .

قال له كيفين : تفضل .

فأجابه : أريدك أن تساعد ولدي في إدارة هذه الشركه .. لانه و بالرغم من انه مبرمج إلا أنه ليس جيد في هذا المجال ... و انا اخاف أن تدهور أحوال الشركه .

وقف  كيفين في هذا الوقت من علي الكرسي الذي كان يجلس عليه و قال : أتريد أن تستغلني .

فأجابه : لا أقصد أنني أريد استغلاك بالمعني الحرفي فقط ... انا اعرف أن ولدي سوف يدمر هذه الشركه إن استلم إدارتها كامله .

قال له كيفين و بثقه عاليه : استنتاجي بما تقول ان ولدك لن يفعل شيء و انا الذي سوف استلم إداره الشركه كامله ... و في النهايه أرباحها سوف تذهب له .

قام المدير مسرعا من علي الكرسيّ الذي كان يجلس عليه و قال : سوف أكتب اوراقاً تثبت انك سوف تأخذ نصف أرباح هذه الشركه  .

فقال له كيفين بصوت مليء بالثقه : هذا لا يكفيني .

فأجابه : إذن سوف أكتب لك اوراق تأخذ 70 ./. من أرباح الشركه .

فأجابه كيفين : أظن أن هذا عرض جيد ... لاكنه لا يكفيني .

فقال له : ما الذي تريده ؟

فقال له كيفين : ما الذي تريده أنت منيّ .... كيف يمكن ان تستغني عن كل تلك الأرباح التي سوف تأتي للشركه .. اريد اجابه واضحه و مقنعه بدون أي كذب .

فأجابه ببعض الخوف : لا أريد من الأشخاص حولي و أصدقائي أن يعلموا أن ولدي ليس جيد في هذا المجال .

فقال له كيفين : و لما جعلته يدرسه إذن أن لم يكن جيد به ؟

فقال له : انت لا تفهم .. هو ليس جيد في أي مجال أنه كسول .. لا يحب إلا نفسه .. لا يهمه الأشخاص من حوله .. و انا لا أريد من الناس أن تعلم بهذه الحقيقه ... لأنني دائما أظهره بصوره حسنه .

جلس كيفين علي الكرسيّ و قال : هكذا إذن ... أريدك أن تجلس أولا لكي نناقش هذا الموضوع .

جلس المدير علي الكرسي الذي كان أمام كيفين و كان بينهم طاوله صغيره وضع عليها مزهريه جميله فيها بعض الأزهار ..

قال له كيفين : لن أقبل عرضك حتي و إن جعلت أرباح الشركه كلها لي ... لقد كنت أريد أن أشتري هذه الشركه منك .. و لكني كنت أعلم أنك متمسك بها جدا ولن تبيعيني إيها مهما حدث .. و لذلك فكرت بخطتين الأولي أن : أشتري شركه أخري بسعر أقل ثم أكمل عملي بها ، و الخطه الثاني أن أجعلك تبيعيني إياها بعد كسب  ثقتك .

و قد كنت أريد أن أستعمل الخطه الثانيه ولكنك دمرت لي هذه الخطه بعد قرارك هذا ... و لذلك سأنتظر أن تدمر شركتك علي يد إبنك البِكر ثم أديرها ..

تفاجئ المدير كثيراً و قال له : لما تريد هذا ؟

فأجابه : لانه و بكل بساطه .. مهما كبرت هذه الشركه لن تكون بإسمي .. بل كل إنجازاتها سوف تكون بإسم ولدك الذي لم يفعل شيء ...

أكمل كيفين كلامه بهدوء شديد قائلاً : لستُ غبي لكي تستغلني أيها المدير

فقال له المدير  : ماذا و إن طردك الآن سوف تفشل كل خططك ؟

فأجابه كيفين بكل ثقه قائلا : لا يمكنك لأنك تعلم أهميتي في هذه الشركه و إن فعلت ... سوف أستخدم خطتي الأولي و أبني شركه كبيره و من خلالها سوف أستحوذ علي شركتك .

إنصدم المدير من كلامه جداً و قال : و من أين لك بمال لكي تشتري هذه الشركه او تبدأ ببناية شركه أخري لك ؟

فأجابه : أعمل ببعض الأعمال الحره تأتي لي بمال يكفيني .. و سأقول العباره لك مجدداً لستُ غبي لكي أعتمد علي مصدر دخل واحد و خاصه إن كان هذا المصدر يعتمد علي أحدٍ أخر .

قام كيفين من علي الكرسيّ و ذهب عند باب المكتب و قال : لقد انتهي وقت عملي هنا ... الي اللقاء .

بعدما أخبرني كيفين عن هذه المحادثه التي دارت بينهم غضبت كثيرا و قلت له : إن هذا الرجل ليس لديه أي حياء ..يأتي و يطلب منك طلب كهذا ... انه رجل غبي .

ابتسم كيفين و بدأ يضحك بهدوء ثم قال : لا تهتمي يا لانا ... فأنا من سوف أنتصر في النهايه .

___________________________________________
                         أصدقاء

انهتي هذا الفصل ..... أتمني انه قد أعجبكم .

الفصل القادم سوف يكون مشوق و به الكثير من الأحداث الرائعه .. انتظركم هناك .

كانت معكم الكاتبه * مني أحمد فخري *

ما بين مستذئب ومصاص دماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن