الحلقة 8

529 26 37
                                    


سوسين: ماذا تقولين ياسمين، دعينا نذهب إلى المنزل و نتحدث بهدوء
ياسمين: لا أريد دعيني وشئني و لا تتدخلي في مشاكلي مرة أخرى لست فتاة صغيرة هنا
أدارت ياسمين ظهرها و بدأت تمشي
سوسين: إلى أين؟؟
ياسمين: لا تلحقي بي دعيني وشأني
ذهبت ياسمين و تركت سوسين تنظر بحزن وراءها
إلتفتت لعمر الذي كان ينظر إليها: هل ما فعتله الآن خاطئ؟
عمر: لا أعلم، لكن كل ما أعلمه أنكم بحاجة إلى الهدوء
سوسين بجزن : أشعر أنني سأبكي الآن
عمر: حسنا إهدئي و تعالي لنذهب من هنا
______________________________________

من بيرك: كنت الآن في السيارة و بجانبي إيكيم التي لم تفعل شيء غير البكاء طوال الطريق، حاولت الحديث بكل الطرق لكنها أغلقت الموضوع دائما
وصلنا أمام منزلها و التفت إليها لأجدها تجمع أشياءها قبل النزول .
بيرك: إيكيم اذا أردتي دعينا نذهب لمكان آخر قبل المنزل حتى لا تراك والدتك في هذه الحالة
إيكيم: و ما بها حالتي؟ أنا بخير
بيرك: حسنا حسنا لا تغضبي و لكن فكرت أنك لا تريدين أن تراك حزينة
لم تجب و حملت حقيبتها و نزلت، مشت إلى المنزل دون أن تلتفت حتى ، كنت أنا أراقبها بحزن من سيارتي
رؤيتها حزينة أحزنتني كثيرا، اريد فعل الكثير لكنها لا تسمح لي بأي شكل من الأشكال .
______________________________________

من إيكيم:
دخلت إلى المنزل و قابلتني الخادمة أمام الباب
الخادمة: سيدة إيكيم.. هل أنت بخير؟
إيكيم: نعم
الخادمة: إذا كنتي جائعة سأح...
إيكيم: لست جائعة دعيني وشأني
دخلت إلى غرفتي و بعد أن غيرت ملابسي جلست على الكرسي أمام المرآة لأمسح وجهي من المكياج
نظرت إلى وجهي و عيناي الحمراء جيدا، في هذه الأثناء فتحت أمي باب غرفتي ودخلت
أمي: إيكيم! إبنتي ما هذه الحالة؟ هل أنت بخير؟
في هذه اللحظة قمت من مكاني و ركضت لأحضن أمي بقوة
بعد مدة من الجلوس في حضنها شعرت أنني هدئت قليلا و هنا بدأت تحقيقات أمي
أمي: إيكيم! إنك تخيفيني قولي ماذا حصل
إيكيم بحزن: عمر
أمي: ما به عمر؟
إيكيم بحزن : أظن أنني سأفقده إلى الأبد
أمي: كيف هذا؟ ما الذي حصل حتى قلتي هذا
إيكيم: سأحكي لك كل شيء من البداية
______________________________________

من عمر:
كنا الآن في السيارة، كان من الواضح أن تفكير سوسين لا يزال مع أختها، فهمت هذا من تفقدها لهاتفها كل دقيقة.
أوقفت السيارة في مكان جميل قريب من الشاطئ و نزلت من السيارة و نزلت هي أيضا
سوسين: ما هذا المكان؟ لما أتينا هنا؟
عمر: إنه مكاني المفضل في الليل يجعلني أهدأ مهما كانت مشاكلي كثيرة تعالي
مشيت و مشت سوسين بجانبي و جلسنا على كرسي مقابل البحر .
سوسين: المكان جميل وهادئ جدا في الليل
عمر : نعم هو كذلك، لا آتي له إلا في الليل أساسا.
بعد أن حل الصمت لثواني بادرت أنا بالتحدث مرة أخرى
عمر: عندما كنت صغير كنا نقيم بالقرب من هذا المكان و كانت أمي دائما تجلبني إلى هنا للهروب من ضجيج المنزل و الأطفال ، و بعد وفاتها زاد حبي للمكان أكثر كنت أحبه كثيرا لدرجة أنني آتي إليه أكثر من مرة في اليوم ، و أصبحت مثلها تماما أهرب من ضجيج المنزل و من ضغوطاتي إلى هنا .
و في إحدى المرات كنت أجلس هنا كالعادة و جاء أطفال أكبر مني سنا و طلبو مني ترك هذا المكان لأنهم يريدون اللعب هنا، و أنا بالطبع رفضت هذا،..
كنت أعتبر أن المكان لي، و لأنني رفضت قام احد الأطفال بضربي، لأنه كان أكبر مني لم أستطع الدفاع عن نفسي، و هنا جاء أخي قدير و ضرب الطفل الذي قام بضربي .
كانت سوسين مندمجة في قصتي و تنظر إلى لأكملها
عمر: و رحل الأطفال من هناك لكنني تمنيت في تلك اللحظة لو أن أخي قدير لم يتدخل لأنني شعرت بأنني ضعيف أمام الطفل و احرجت أمامه مع أنه كان أكبر مني و لم يكن استطيع اساسا الدفاع عن نفسي لكنني لم أحب تدخل أخي في هذا .
سوسين: إذا تقول أنني تسببت في إحراج ياسمين مثلما احرجت أنت بسبب اخاك قدير ؟
عمر: لم تتسببي لكنني شرحت ما شعرت به ياسمين حسب وجهة نظري و خصوصا لأنها معجبة بدوروك
سوسين: أنت على حق و لكن ماذا كان يجب أن أفعل ، لم أستطع تحمل رؤيته يعاملها بهذه الطريقة
أمسكت بيد سوسين و تحدثت مرة أخرى: أنت على حق و هي لو رأتك في نفس الموقف ستفعل نفس ما فعلته، أنتم فقط بحاجة للهدوء أولا .
و أنا أعدك أنكم غدا ستتصالحون لأنه في هذا الوقت ستفكر هي في موقفك و أنت ستفهمين موقفها
ابتسمت سوسين و ابتسمت لها أيضا و عندما رأيت نضراتها تتجه نحو يدي سحبت يدي ببطئ.
بعد بضع دقائق من الصمت رن هاتف سوسين برسالة
سوسين: هزال.. تقول أن ياسمين كانت معها و أنها أوصلتها إلى المنزل منذ قليل
عمر: جيد إذا لا يوجد مشكلة
سوسين: إذا هل سننهض؟
عمر: إذا أردتي هذا لكن لا مشكلة بالنسبة لي لو بقيت هنا إلى الصباح
سوسين بإبتسامة: لاحظت هذا ، لكن الوقت متأخر يجب أن أذهب الآن
عمر: حسنا سأوصلك
كانت سوسين لتوافق لكنها تذكرت أن عمر لا يعلم بوضعها المادي الجيد لهذا رفضت بسرعة: لا لا داعي شكرا سأطلب سيارة أجرة
عمر: لماذا؟ سأوصلك و أعود إلى المنزل، غير هذا في هذا الوقت من الليل سيارت الاجرة نادرة، هيا !
لم تستطع سوسين الرفض أكثر لكنها بدأت تفكر في حل ما و لم تجد غير أن تذهب لبيت هزال.
و ها قد وصلنا أخيرا، التفت لعمر الذي كان ينظر إلي
سوسين: سيد عمر! شكرا
عمر: لماذا؟
سوسين: على كلامك و بقاءك معي
هنا ابتسم عمر بلطف: العفو، أنا دائما هنا
رددت على عمر بإبتسامة مماثلة و نزلت من السيارة
و عندما فتحت هزال الباب رحل عمر، بمجرد دخولي فتحت هزال يديها و احتضنتني بحب و دخلنا لغرفة المعيشة
هزال: ما الذي حصل، غبت لدقيقة و حصل الكثير
هنا نظرت لهزال بعتب: هزال عزيزتي هل يمكنني النوم الآن، قدماي تتشنج من التعب و أشعر انني لا أريد الحديث عن شيء الآن .
كانت هزال على وشك أن تبدأ بالتذمر لكنني قاطعتها مرة أخرى: أرجوك غدا سأحكي لك كل شيء
هزال: اووف حسنا لكنك لن تذهبي للعمل قبل أن تشرحي كل شيء
سوسين: حسنا اتفقنا !
______________________________________

المناسب لقلبي مستحيل... SüsÖm💘حيث تعيش القصص. اكتشف الآن