الفصل الثالث

74 10 0
                                    

حاول "محمود" تيسير الامور فى نظره وهو يربت على كتفه:
- ياعم والله الرزق بيجى مش هتعرف بيجى منين، وبعدين لو على الشبكة بابا عاين فلوس هنا نجبها منهم، والشقة بقا والفرح والتشطيب والكلام ده متشتغلش نفسك بيهم دلوقتى لسه كده كده مش هتتجوز غير أما هى تخلص ثانوى تكون انت فتحت السنتر بتاعك ولمتلك قرشين.

ابعد يده عنه بغضب وقد استفزه بروده وتفكيره الغير عقلانى فصرخ به :
- انت بتضحك على نفسك ولا عليا، يعنى الفلوس اللى متعانه هنا هجيب بيهم الشبكة ولا هدفع بيهم تأمين المكان اللى هأجره ولا هشطب بيهم المكان مش لسه هيبقى عاوز صيانة وبنشات ومصاريف ولا انت بتفكر ازى، فلنفترض أن كل ده عدى، بعد سنة لما يجى الفرح بقا اى هيحصل مش هتبقى انت راجع من الجيش عاوز فلوس تخطب انت كمان وتشطب شقتك وتتجوز على طول بدل البت اللى خللتها جمبك دى .

ثم نظر أمامه وهو يفرك شعره بغضب اكبر مكملا حديثه:
- وكل ده طبعا ومعرفتش اكلم قدامهم، كنت هقول ايه قدام ابوها وامها وأخوها، وهجى اكلم مع جدك هيقولى ما الفلوس موجوده اهى وسنتر اى وقرف ايه انت تيجى تقف معايا فى الجزارة.

ركله "محمود" فى ظهره هاتفا بضيق وبعض المزاح:
- بس بقا انت عقدتنى فى العيشه واللى عايشنها، هتخلينى ارن على "دنيا" اسبها والله.

شعر "معتصم" بهم كبير على صدره فزفر بغضب وهو يلقى بنفسه على الفراش هو الآخر:
- اى واحده عاقله هتفكر مليون مره قبل ما توافق عليا، فيارب ما توافق كل حاجه فى ايديها دلوقتى.
-                    -                 -          -              -
- موافقة.

قالتها وكل علامات السعادة والحماس مرسومة على وجهها بل شعرت أنها كادت تطير من على الأرض من كثرة سعادتها، ظهرت على ملامح والدتها هى الأخرى السعادة وعلى والدها الرضى على عكس شقيقها الذى شعر بقلبة يهوى بين قديمة من الصدمة، نهض من مكانه واتجه إليها وجذبها بغضب واضح من ذراعها ليوقفها أمامه صارخا بها حتى كاد يصم أذنيها:
- وده من امته بقا ان شاء الله، انتى اتهبلتى فى مخك.

هب والديهم بسرعه من مكانهم محاولين التفريق بينهم حتى نجحت والدته فى اخفاء ابنتها خلفها وهى تنهيه بصوت منخفض:
- شششش وطى صوتك احنا طلعنا بيتنا عشان نكلم براحه.

اغتاظ الاخير من برودها حتى كاد يندفع ناحية شقيقته مجددا فدفعه والده من صدرة محذرا إياه بصرامه:
- فى ايه يا "تيام" هتضربها وانا واقف.

ارتد "تيام" للخلف على اثر دفعته وبرر لوالده بضيق وهو يحاول تمالك نفسه:
- خطوبة ايه يا بابا دى اللى عاوزين تخطبوهالها وهى عندها ١٦سنة، انتو عاوزين تجننونى.

فى انتظار سرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن