فتحت "شمس" باب المنزل "لمعتصم ومحمود" بعد أن ارتدت حجابها، دخلوا غرفة "تيام" فوجدوه يجلس بجوار "عفراء" على فراشها وهو يضع على قدمها الثلج، سأل"رفعت" ما ان رآهم:
- فين مرهم الحروق؟............مش رنيت عليك وقولتلك هاته من عند جدك.برر له "محمود":
- مفيش، جدى قالى خلص، هروح اجبلها واحد من الصيدلية.تحدثت "فايزه" بقلة اهتمام:
- ليه مرهم يعنى؟...........هو بيحطلها تلج اهو وتحط فوقه معجون سنان.نظر لها زوجها شذرا واوقف "محمود" قبل أن يذهب قائلا:
- أنا هروح اجيب، اصل تقابل واحد صاحبك فى طريقك وتقف تتكلم معاه.كاد "محمود" أن يعترض فهو ليس مستهتر لتلك الدرجة، لكنه لم يعطه الفرصه وخرج من الغرفة فخرجت وراءه زوجته وهى تتذمر:
- أنا هروح انام، ده انتو عالم فايقة.كان "معتصم" ينظر بتعجب "لميرنا" الواقفه بركن بعيد تفرك يديها بتوتر وعلامات الندم ظاهره بوضوح على وجهها حتى أنها كانت عاجزه عن رفع وجهها، سأل "محمود" شقيقته بقلق:
- هى الماية المغلية وقعت عليكى ازى؟ابتلعت "ميرنا" لعابها بخوف، بينما كانت "عفراء" تتلاشى النظر لها من الأساس، فهى مازالت لا تصدق أنها تكرهها لدرجه ايذائها بتلك الطريقة، لم تحبذ فكرة افصحها عن الحقيقة خشية أن لا يصدقها أحد، فإن أنكرت "ميرنا" تظن بالطبع أن عائلتها ستصدقها هى بالإضافة أنه حتى لو لم يكذبوها فهى لا تريد افتعال المشاكل، لذا حسمت قرارها وقالت بنبرة هادئة:
- خبطت فى البوتجاز والبراد مكنش محطوط حلو فوقع على رجلى، بس الماية ملحقتش تغلى هى بس كانت سخنه عشان النار كانت عاليه عليها.كان "تيام" يضع الثلج بصمت مريب على قدمها، بينما "ميرنا" كان شعورها بذنب يتأكلها أكثر بعدما رفضت ابنة عمتها الإفصاح عن فعلتها، أما عند "شمس" كانت شبة متأكده انها تكذب لذا قالت بستنكار:
- خبطى فى البوتجاز!.............ولما دخلنا المطبخ لما صوتى، الكنكه كانت فى ايد "ميرنا" ازى؟نظر "محمود" بصدمة لها من ذلك الاتهام، بينما صرخ بها "معتصم":
- قصدك ايه يعنى؟..............انتِ عارفه بتقولى ايه؟كانت "ميرنا" مازالت على حالتها تنظر للأرض بصمت، بينما نظرت "عفراء" لزوجها لترى ردت فعله فوجدته يرفع رأسه اخيراً وينظر له مُردفا بأسف:
- أنا آسف يا "عفراء" بجد آسف، مش عارف اتأسفلك على الكلام اللى "معتصم" قاله امبارح، ولا على الكلام اللى جدى قاله انهارده، ولا على الكلام اللى امى بتقوله طول الوقت، ولا على اللى اختى عملته.شعرت بأسفه الحقيقى وبشدة ألمه مما اصابها لذا امسكت بيدة وكادت تنفى فعلت ابنة خالها للمره الثانية لكن قاطعها "معتصم" الذى اردف بغضب:
- مش لدرجه دى يعنى يا "تيام"!...........انت مفكر أن "ميرنا" ممكن تكون رمت عليها ماية مغليه؟!