الفصل التاسع

34 6 0
                                    

ظل يدور حول نفسه فى الغرفة وهو يعتصر شهادة الميلاد فى يده ولا يزال لا يصدق ما شاهده، شعر "تيام" أنه سينفجر فى اى وقت فأغلق عليهم باب الغرفة وهو يحاول تهدئته هاتفا:
- أهدى يا "محمود"، ما يمكن تشابه اسماء مش لازم تكون مامت.....عمتى يعنى.

لوح "محمود" بالورق بغضب فى وجهه وهو يزمجر:
- تشابه اسماء بجد!!!..........وتاريخ ميلادها ده نفس تاريخ..........

ابتلع عبارته بمراره وفتح الورقة مجددا عينه تمر على كل حرف فيها يحاول إقناع نفسه أنه مخطئ بالتأكيد، اقترب منه "تيام" الذى لا يصدق ما شاهدته عيناه منذ دقائق هاتفا بعدم تصديق:
- يا بنى هى عمتى كانت اتجوزت......انت بتفكر ازى!

ابعد الورقة عن عينيه وهتف وهو يضغط على اسنانه:
- معرفش يا "تيام" معرفش بس الله واعلم عملت ايه فى السنتين اللى اختفت فيهم قبل ما ترجعلنا تانى ميته، عارف لو الموضوع ده طلع بجد وطلعت دى بنتها فعلا هتفتح علينا باب نار تانى.

ظل ينظر لها بغرابه وهو غير قادر على تصديق ذلك التخمين فهتف بستنكار:
- يعنى لو افترضنا أن كلامك صح وأنها لما مشت اتجوزت وخلفت، ما بين كل البنات اللى فى الدنيا تطلع "عفراء"!!!!........يعنى شخص قريب منك لدرجه دى، يعنى صدفه غريبه.

جلس على أحد المقاعد الموجوده فى الغرفه هاتفا بوعيد:
- ملهاش غير حلين يأما كانت صدفه فعلا يأما البت دى كانت عارفه كل حاجه وكانت دلقه "دنيا" عليا عشان يشتغلونى.

هتف "تيام" ببساطه وهو يرفع يداه:
- يأما هى مش اختك اصلا وده تشابه اسماء واحنا كبرنا الموضوع، ثم إن هيشغلوك يعملو اى ما انت مع "دنيا" بقالك خمس سنين ولسه عارفه حوار عمتى قريب اكيد مكنتش بتمثل وعلاقتك "بغفراء" كانت محدوده منتوش صحاب يعنى لو الموضوع كده كانت هتحاول تقرب منك.

وضع يده على رأسه يسندها عندما شعر بذلك الصداع يعصف برأسه من كثره التفكير حتى شعر به يكاد ينفجر
- طب انت عمر ما "دنيا" جبتلك سيره عن عيلة "عفراء"؟

- مكنتش بتتكلم عليها غير على مواقف ليهم سوا ومرتين عن عيلتها اللى أنا قولتلكم عليها عمرها ما جابت سيرة امها........بس استنى ساعة ما جابت سيره موضوع فرنسا سالتها هتسافر هى وأبوها لوحدهم قالت لا هيسافرو هما الأربعة.......تفتكر مين الأربعة ؟

- اكيد امها وأبوها وأخوها وهى يعنى، تبقا مش اختك أهى اتحلت.

- يا "تيام" متستفزنيش وتقعد تقول اختك، وبعدين ما يمكن ابوها اتجوز تانى وخلف.

مسح "تيام" على رأسه بتعب قائلا بملل فهو لا يأخذ هواجس ابن عمته على محمل الجد:
- والعمل؟

فى انتظار سرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن