بعد منتصف الليل
ظلت تنظر بتردد لذلك الجالس بجوارها منشغلا بتصفح هاتفه، وكلما تستجمع شجاعتها لتتحدث تتبخر وتصمت
- عاوزه ايه؟انتفضت على صوته بفزع، فهو يتحدث معها ومازالت نظراته مثبته على هاتفه، مازحته "عفراء" برتباك:
- انت بتشوف من دماغك؟اطفئ هاتفه و وضعه فى جيبه ونظر لها بكل تركيزه هاتفا:
- لو عاوزه تقولى حاجه قوليهااعتدلت فى جلستها وهى تسأله بتلعثم:
- هو....هو يعنى......"تيام" قالك أنه جابلى دبلة؟- اكيد قالى، انا منقيها معاه.
- وخالو قالك على اللى قاله ليا انهارده؟
- لا، كان عاوز ايه؟
ظلت تفرك يديها بتوتر وهى تجيبه:
- عاوزنى أنا و"تيام" نكتب الكتاب بكره، لو الدكتوره يعنى كتبتلى على خروج.ارتفع حاجبيه بصدمة وهو يردد خلفها:
- تكتبو الكتاب!ظنت أنه قد يسئ فهم "تيام" أنه يخبئ عنه أمر بتلك الأهمية، لذا دافعت عنه بسرعة:
- هو قالى أن "تيام" ميعرفش.لاحظ "محمود" توترها وارتباكها فسألها بجدية:
- انتى مش عاوزه تجوزية؟تنهدت وهى تفكر بكلمات مناسبه توضح له بها ما يجول بخاطرها، اجابته بتيهه:
- بص أنا مش عارفه، اصل أنا متعاملتش مع "تيام" كتير فمعرفوش كويس، فترددى جاى من النقطة دى، وفى نفس الوقت أنا بحب وجوده جمبى اكتر من اى حد تانى، انت فاهمنى؟فهم بالتأكيد ترددها، فليس بالأمر السهل أن تتزوج من شخص معرفتها به سطيحة إلى هذا الحد، حاول ايجاد لها حلول تطمئنها قائلا:
- طب انتى مقولتيش لخالو ليه يأجل الموضوع ده لحد ما تتعرفو على بعض اكتر.- اصل......
- اصل ايه؟
ترددت مره آخره، لكنها لا تنكر شعورها بالراحه من الحديث معه فهو لم يفهمها بطريقة خاطئة ولم ينجاذ لابن عمته بل يحاول فهمها وطمئنتها ويهتم لسماع حديثها على عكس ما توقعته تمام، لذا استجمعت شجاعتها مره اخرى وهى تقول بخوف حقيقى:
- خالو خوفنى من اخوك ومن جدك.أخفى بصعوبة ابتسامة عفوية كادت أن تنفلت منه من مظهرها الذى يبدو عليه الخوف بكل وضوح، تصنع الجدية وهى توضح له:
- قالى أنهم حساسين شوية أو شويتين تلاته أربعة بخصوص موضوع.......ماما.ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخره رغما عنه من اللقب الذى نادتها به والذى يبدو أنها نطقته بصعوبة بالغة لأنها لم تعتده يوما، ظل صامتا يستمع لحديثها القلق:
- قالى أنه مش متوقع رد فعلهم عشان كده عاوزنى اعيش معاهم كزوجة "لتيام" قبل ما اكون حفيدة.