الفصل الخامس

58 10 3
                                    

خرجت بخطوات سريعة من المدرج بعد أن انهت محاضرتها الأخيرة قبل أن يوقفها هو، كان "محمود" بالفعل يركض وراءها وهو ينادى عليها فلم تعره اهتمام لكنها أُجبرت على التوقف عندما سبقها ووقف امامها وهى يفرد ذراعيه ليسد عليها الطريق قائلا:
- ممكن تقفى عشان نكلم زى الناس.

حاولت "دنيا" تخطيه لكنها كان يقف أمامها فى كل اتجاه تحاول السير به حتى هتفت بنفاذ صبر:
- ابعد عن وشى يا "محمود"، مش عاوزه اكلم معاك!

قال بتوجس وقد فسر عبارتها بطريقة خاطئه:
- انتى عاوزه تسبينى يا دنيا!

تفاجأت من أن ذلك احتمال قد خطر على باله، فعنفته بضيق:
- اه طبعا ما انت مصدقت.

ارتاح نوعا ما لغضبها لشعوره أنه مازال يهمها فأشار على أحد مقاعد الاستراحه القريبة منهم فى الحرم الجامعى وهو يقول بهدوء:
- طب ممكن نقعد نكلم براحة زى اى اتنين عاقلين فى الدنيا.

جلست على مضض وهى تلقى بحقيبتها بجوارها فجلس بجوارها وهو يبدأ كلامه بعقلانية:
- أنا آسف أنا عارف انى اتعصبت وافورت ونكدت علينا، بس يا "دنيا" انتى قعدتى تتوهى، وانا خوفت يكون عملك حاجه ولا عاكسك أو ضايقك.

نظرت له بعد أن كانت تنظر للأرض هاتفه:
- وهو أنا معنديش لسان، لو عاكسنى أو ضايقنى تفتكر انى ممكن اقف اتمرقع معاه!

هى محقة فهى ليست بشخص الهين وهو يعلم ذلك عن ظهر قلب وأنها لا تعطى فرصة لأحد ليتجاوز حدوده معاها ابدا، حاول ممازحتها ليمحى ذلك التوتر الذى بينهم:
- ما أنا عارف طبعا ان البت بتاعتى ب ١٠٠راجل.

- بس متقولش بت!

غمز لها بعبث وهو يقول:
- بس بتاعتى عادى يعنى عدت عليكى، اه يا لقيمة متقدريش تعيشى من غيرى.

خذرته بجدية والشرار يتطاير من عينيها وقد تملكت منها غيرتها:
- ده بعينك تفكر تتجوز حد تانى كده، هقتلك يا "محمود".

ضحك بشدة على موقفها العبثى وهو يقول:
- يعنى انتى هتقتلينى عشان واحده مش موجوده و زعلانه عشان شخطت فيكى بسبب سى زفت.

نظرت له بطرف عينيها بغضب وهى تتجاهله، ضرب كتفه فى كتفها برفق وهو يشاكسها:
- ايه مش هتصلحينى ولا ايه؟!

ـ اه وماله، تشخط فيا وتزعقلى وتضربني وتكسر صابعى وتدشدش دماغى وتقولى بتخونينى وانا اللى اصالحك كمان!

فتح عينيه وفمه على آخرهم وهو يسألها بصدمه:
- أنا عملت كل ده؟........يخرابى ده لو حد عدى وسمعك هيقول انى جلاد!

فى انتظار سرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن