ابتسمت له "عفراء" كأنها تؤكد له كلماته قاصده استفزازه بينما صرخ به بدوره "تيام":
- انت بتزعق ليه يا جدع انت، احنا اصلا منعرفش أن ليها اخ اصلا، فى اى يا بابا؟وقف "رفعت" بينهم وهو يحاول تهدأتهم مُردفا:
- أهدو انتو الاتنين فى ناس كبيرة واقفة عيب كده.ثم التفت "لغفران" واردف بهدوء:
- اه، أنا جوزت "عفراء" لابنى.تراجع "غفران" عدة خطوات يستوعب ما تفوه به فهو كان يأمل أن يكون ذلك مجرد هراء ليؤكد له هو بكل بساطة ما كان يخشاه، أردف بصدمة:
- جوزت اختى اللى عندها ١٨ سنة!كان الجميع متعجب بعض الشئ من دهشته فسن "عفراء" بالنسبة لهم ليس بالصغير على الزواج على عكس معتقدات "غفران" تماما الذى لا يرى شقيقتة سوى طفلة، سأل "عثمان" ابنه بحدة:
- انت جوزتهم من غير ما اخوها الكبير يعرف؟اجابته "عفراء" بدلا من خالها بدموع تلتمع فى عينيها:
- هو حضرتك فاكر أنه كان موجود؟.........ده مجاش جنازة بابا ولا كان معايا فى المستشفى لما تعبت، وبقاله اكتر من شهر قافل تلفونه ومنعرفش عنه حاجه!اقترب منها "غفران" واضعا يديه على وجنتيها يسألها بلهفه:
- كنتِ فى المستشفى مالك؟.........ايه اللى حصل؟اغتاظ "محمود" من لهفته الذى يظهرها بعد كل ذلك الوقت، فأجابه بتهكم:
- ابدا مكنتش بتكلم ولا بتمشى من بعد ما ابوك مات، مش كان أبوك انت كمان بردو ولا كان ابوها لوحدها؟!ابتعدت "عفراء" عن شقيقها بنفور، فصرخ "غفران" به بغضب:
- انت مالك انت، انت مين اصلا عشان تكلم؟.........انتو كلكم مين؟.........أنا عمرى ما شوفت حد فيكم ده حتى امها مكنتش موجوده فى حياتها وعمرها ما شافتها، فانتو مين بجد!ثم نظر "لعائشة وفايزة" يسألهم بحنق:
- مين فيكم "عزه"؟!أغمضت "عفراء" عينيها بألم فانسابت الدموع من عينيها، وقبل أن يهجم عليه "معتصم" ليضربه ما ان أتى على ذكر والدته، اردفت هى بمراره أوقفته:
- ماتت، ماتت بسببى يا "غفران"، كنت عايشة طول حياتى فى دور الضحية وهى اصلا ماتت وهى بتولدنى، لو أنا مكنتش موجوده كان زمانها دلوقتى موجوده هنا فى وسط أهلها.نظر لها "غفران" بذهول بينما حاوط "تيام" كتفها يربت عليه حتى يخفف من حدة شهقاتها فاكملت بألم:
- انت كنت فين؟..........امى ماتت يا "غفران" وابونا مات.اقترب منها "غفران" وأخذها من احضان زوجها إلى احضانه وهو يربت على ظهرها بحنان قائلا بألم مماثل:
- مكنتش اعرف والله ما كنت اعرف، لسه عارف امبارح.لم تبعده عنها بل تثبثت به وبكت بصوت عالى اخيرا على صدره الذى كانت تفتقده، مخرجه مشاعرها التى كانت تكافح لحبسها.
- - - - -
فى وقت لاحق جلس الرجال عدا "نوح" فى منزل "رفعت" ومعهم "عفراء"، كان "رفعت" يشرح "لغفران" ما حدث طول فترة غيابه بالإضافة لظروف زواج شقيقته من ابنه، وما أن انتهى حتى قال "غفران" بضيق:
- تمام اوى، أنا مراعى طبعا ان لولاك كانت "عفراء" تاهت لوحدها ومكنتش عرفت تتصرف فى اى حاجه، بس "عفراء" عندها ١٨ سنة وانا لا يمكن اقبل تتجوز فى سن زى ده وتدمر حياتها اللى لسه بتبدأها.