الفصل السابع

41 6 0
                                    

أعطته الهاتف وهى تسأله بتوتر:
- ليه؟

اخذه منها واغلقه نهائيا وهو يقول:
- انتى و"سعد" التليفونات مشتتاكم ركزوا فى امتحانتكم ولما تخلصو تبقو تاخدوها.

- ايوا بس انا بحتاج ملخصات وبتفرج على فيديوهات شرح ودخله فى جروبات عشان المذاكرة.

قال ببرود وهو يخرج من غرفتها:
- عندك التابلت شوفى منه الكلام ده.

ظلت "عفراء" تنظر باثره وهى تكاد لا تصدق أن ذلك كان والدها، فهو لاول مره يأخذ قرار بتلك الصرامه حتى بدون أن يناقشها حتى أن نبرته وتعابيرات وجهه كان كل شئ به غريب، ظلت الأفكار تدور فى رأسها عن شكه بها لكنها نفضت الفكره من رأسها وقررت تأجيل حديثها معه حتى انتهاء اختباراتها.
-               -                 -             -                   -
مرت الايام بعدها بسرعة غريبة حتى اتى اليوم الذى يسبق اخر يوم فى اختباراتها فى الجامعة، جلست فى غرفتها تراجع على ما كانت تذاكره طوال اليوم حتى دخلت والدتها وهى تسألها:
- انتى لسه صاحيه يا "دنيا" مش عندك امتحان بكره، الساعه بقت ١٠ اهى نامى عشان تعرفى تصحى الصبح.

كانت العلاقة بينها وبين والدتها متوتره بدرجة كبيرة لم تكن "دنيا" من الناس الذين يستطيعون التعامل بطريقة جيده مع شخص تشعر بالضيق منه، يحزنها صمت والدتها يحزنها عدم دفاعها عنها يحزنها ضعفها يحزنها خضوعها لوالدها وعدم تفكيرها بالطلاق منه لنجدتها هى وشقيقتها بل تكرهها، تكرهها مثلا تكره والدها تراهم وجهان لعمله واحده، اجابتها بنبره ساخره:
- هو أنا بلعب يعنى؟.........هخلص وانام.

جلست على المقعد المجاور لها وهى تسألها بخبث:
- ألا قوليلى يا "دنيا" لما جيتى من امتحانك آخر مره كنت أنا واقفه فى البلكونه بنشر شوفتك وانتى جايه مع "طارق" هو فى حاجه ولا ايه؟

اجابتها بغضب من تلميحتها:
- "طارق" ايه وقرف ايه ده كان.........

بدأت "دنيا" تسرد ما حدث معها عندما رأته كانت تسير فى الطريق إلى منزلها وهى تحبس دموعها فى عينيها فهى رأت "محمود" اليوم فى الجامعة ومنعت نفسها بصعوبه من محادثته كانت ترى لهفته بطريقة واضحة فى عينيه لكنها تمالكت نفسها واقنعت نفسها أن ذلك لمصلحتهم لكى يدرك خطأه، ذلك الجزء بطبع لم تسرده لوالدتها فهى بدأت تسرد من عندما وقفت فى مكانها عندما رأت خمس كلاب مشرده يقفون فى منتصف الطريق وهيأتهم لا تبشر بالخير وهى التى ترتعب من الكلاب الاليفه ناهيك عن الكلاب الضالة!
شعرت "دنيا" بالحرج من فكره تراجعها والتفافها من طريق آخر بسبب الشارع المزدحم بالشباب والأطفال والنساء الذين يسيرون فى طريقهم كأنهم جميعا قد اتفقوا عليها والأهم أنها ستبدو كشابة خرقاء فى نظرهم، حاولت السير بعيدا عن الكلاب وهى تجر قدمها حرفيا ومازالت فكره انقضاضهم عليها مسيطره على عقلها.

فى انتظار سرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن