رُمّان-٧-

1K 52 9
                                    



أنحنت نُهى غالمغسلة وهي تكح بصوت مكتوم ووجهها إزدادت حمرته
لامـست صدرها بألم لتتساقط أدمُعها على خدّيها ، طق باب الحمام أكثر من مره
لتعتدل بوقفتها بسرعه: لحظة
غسلت وجهها ومسحت الـدم لتتنحنح وتناظر نفسها بالمراية
ضبطت شعرها القصير وعدلت دراعتها الزرقاء لتخرج
أمنة أبتسمت: طلع أنتِ ، أحسب وحده من البنات
نُهى: عادي كنت أغسل يديني
أمنة: شكلك مسخنه
لامست خديها: لا الحمدلله بخير
دخلت مهرة وهي تمسح يدينها
أمنة: وجهك أحمر
نُهى: أها كتمة الحمام
ضيّقت مهرة عيونها عليها وعلى رعشة شفايفيها !
دخلت أمنة الحمام لتتنهد نُهى
مهرة: وش راك أنتِ ؟
نُهى التفتت ورايها: ليه وش في ؟
مهرة: يا سماجتك
ضحكت نُهى هنا
مهرة بهدوء: فيك شي ؟
نُهى: فيني أشياء فمثلًا من ساعتين أنتظر شاهيك و الفشار ولا جهز يا أم السناعة أنتِ
مهرة: وين الي قالت مابتشرب ؟ الحين صار شاهي زين
نُهى: كل الزين أنتِ مو بس الشاهي
مهرة: أي العبي علي بكلامك المعسول
نزلت رهف من الدرج لتمشي وتحاوط خصر نُهى تحتضنها
: عمـتي
أبتسمت نُهى ومسحت على شعرها: مالكم حس وينكم
رهف: متسدحين فوق بس أنا ادور لليلاف
نُهى: ليه مو عندكم هي
رهف ميّلت شفايفها: لا من يوم رجعت ليندا ماشفتها
رفعت يدها على صدرها: يويلي بنتي وين !!
مهرة: يالتهاويل أنتِ تلاقينها ببيتكم شفيك
نُهى: راح بالي عنها حتى بالغداء !
أرتعبت نُهى هنا لتعقد مهرة حواجبها من ردت فعلها !
: نُهى شفيك ليلاف عاداتها تجلس بالمزرعة
نُهى بهمس: بنتي !!
مشت بسرعة لصالة وقلبها ينتفض أنشغلت بتعبها ونسيت بنتها الوحـيده

تحت الدرج
تنشف ليلاف شعرها لتعقد حواجبها وتناظر بطرف عينها لروابي
ليلاف بتفكير:" شفيهم ذولا الأخوان مايبعدون عيونهم !! "
روابي: وين كنتِ ؟
ليلاف: بالمـزرعة
روابي: بذي الأجواء تروحينها ؟
ليلاف: كنت مع جدي وهطل المطر
مدت لها المنشفة: شكرًا
روابي مدت يدها لتبعد قشة العلف من شعرها: ملابسك وسخانه
بهذه اللحظة تورّدت خدود ليلاف لتصد بوجهها
: أي بغير أصلًا
تعدتها تمشي وفي فكرها حركة غيّاث الي تذكرتها من فعلة روابي
لامست رقبتها لتهمس: هذول الأخوان !!
نُهى: ليلاف
رفعت راسها لتلحظ تقدم نُهى لها وإحتضانها: وين كنتِ !!
ليلاف: بالمزرعة
نُهى أبتعدت عنها: ليه غرقتي نفسك كذا
بهذه اللحظة رمشت ليلاف ببطء من ملامح نُهى لتهمس
: نونا فيك شي
سكتت نُهى هنا من ملاحظة بنتها ، هي ماسألت إن كان فيها شيء
لا ! بل أكدت ودائِمًا كانت بنتها تمتاز بذكاءها العاطفي
تقوست شفايف نُهى هنا لتحتضنها بقوه
شدّت ليلاف على أسنانها بهذه اللحظة وقلبها يخفق خـوف


تنهد أصيل وأسند راسه على كرسي الحوش
أعينه البارده تتنقل بالغيوم المتكدسه  وبيده يمسك كوب الشاي
دخل غيّاث من باب الحوش ولحظ أصيل ليصد ببرود ينوي يدخل البيت
غيّاث: في أحد
مهرة: لحظة حنا بالصالة
ميّل شفايفه وناظر بطرف عينه للجلسة ليتقدم ويجلس عالكرسي بهدوء
يهز رجله ويناظر للأرضية لتمر الدقائق على هذا الصمت
حتى ضحك بسخرية غاضِبةٌ
ناظر له أصيل بطرف عينه فهو كان يترقـب إنفجارات غيّاث المُعتاده
غيّاث: ليـه
رفع راسه وناظره ليكمل: ليه خربت حياتي هذيك الليلة
أصيل بهدوء: لاتمثل دور المظلوم
غيّاث بخيبة: كنت الأقرب لي يا أصيل
زمّ شفايفه بقوه ليهمس: الأقـرب
أصيل: كان لمصلحتك بس مارضيت تسمعني
غيّاث: مـصلحة؟ ، حقيقةً أنت صادق بهذا لأن كل حدث بهذيك الليلة غيّر مني الكثير
أصيل أنزل كوب الشاي عالطاولة ليتكلم ولكن سكت من سبقه غيّاث
: للأن في عقلي الحـدث راسخ ، نظرة الكل في صفك ماتغيب عن بالي بكل مره أخطي فيها لنعماء! ، كنت السبب بخسارة معرضي لأنك وقفتني لا أروح
وأيضًا السبب في تغيّر نفسي ، أنا المظلوم بالقصة مو أنت
أصيل شد قبضته بقهر: أبوك خيّرك بينه و بين المعرض ماكنت أرضى تفقد أبوك بسبب عمل مثل هذا ! حاولت أمنعك بس أنت ثاير لنا
غيّاث: كان أهم يوم في حيـاتي بيدينك سوّدته وخليته بدال مايكون ذكرى جميلة
صار ذكرى سيئة أتمنى نسيانها
أصيل: تصرفات مراهق ماعنده الإدراك و المعرفـة
أحتدّت ملامح غيّاث ليوقف وهنا وقف أصيل معه ليكمل
: كنت الوحيد الي أحاول ألم شملك مع أهلك مع أبوك مع أخـتك وأنت تلحق لي معرضك ، حاولت أوقفك !
غيّاث: وأنت ماقصرت تهجمت علي لحتى توقفني ويوم دافعت عن نفسي كان خروجهم من الصلاة وتفكّر كيف كان منظرهم ! غيّاث العصبي و المشكلي يضرب أصيل الي تلطخ بدمـه
أصيل همس هنا: هذا ماكان لي الذنـب فيه
غيّاث: نعم كان الذنب على أبوي الي أنت خربت معرضي بسببه ، الذنب على أبوي الي تهجم علي وأوقفني بالضرب حتى طحت بين يدينه
قهر و غضب وكره كان يكتمه داخـله وأنت السبب في إخراجه ، فيك الخير فأنت وريتني وجه أبوي الثاني
أصيل مسك ذقنه بقوه وقربه لوجهه: أخذك لدور المظلوم هو الي فرق بينك أنت و عائلتك
غيّاث ضحك بقهر: مابتفهموني
وهنا بسرعة أنقلبت ملامحه ليدفع صدر أصيل و يصرخ بوجهه
: ولا واحـد منكم يفهمني
أصيل دف جبهته بأصبعه ليصرخ: صـوتك لا ينرفع عـلي! ، أنت الي مابتفهم أفعالي لك وقتها
غيّاث: الي واقف أمامك هو نتائج أفعالك وش صار ! تغيّر شي ؟
أصيل دف راسه من جديد: حاولت أساعد طفل مثلك !
غيّاث بهمس: لا تدف !
أصيل: كنت أبغا ترد لأبوك و أختك ماعجبني هذا التشتت
غيّاث هنا مسك كوب الشاي وكبه بوجهه أصيل ليرمي الكوب عالأرض بقوه الي تهشم بنفس الثانيـة ، من ثم أردف بصوت مكتوم غاضب
: قـلت لا تـدف
رمش أصيل أكثر من مره وهو يمسح وجهه لينظر لغيّاث وتشتدّ كل عضله فيه
غيّاث: جرح كرامتي بهذيك اللّيلة مابيمحيه ضربة صدر وكلمة شهامـة منك
هنا أصيل مسكه من ياقته ودفه عالجدار بقوه و مُزامن لفعلتهم تردد صوت صـراخ
من بيت محمـد ولكن ما أوقفهم هذا الصراخ لتزداد ضرباتهم لبعض حتى تدخـلو الرجال يبعدونهم عن بعض !!
خرج غيّاث من بين أيدي أصيل ووجهه مُحمر و أنفاسه عاليه
مساعد بصدمه: وش تسوون أنـتو !!
جبران: وش فيه ذا اليوم مايعدي على خير !! وش فيكم أنتو
تجعّدت ملامح غيّاث لتزداد دوخته وهنا أحنى راسه
عزيز: غيّاث فيك شي ؟
أصيل عقد حواجبه هنا !!
ولكن الي زاد الموقف رهبة هي صرخات ماتنقطع من بيت محمد
مساعد: وش فيهم !!
مهرة بصراخ: نُهى طاحت عليــنا !!
جلس  غيّاث على الكنب ونفسه يضيق من إرتفاع ضغطـه ليقترب له يامن و
أويس يساعدونه
وبالجهه الأخر يدخل جبران للبيت ليلحظ مهرة و صراخها الحاد على نُهى
الي تساوت عالأرض وبجانبها كانت ليلاف الي هاديه بشكل غريـب !

على خصرها تنثَني أغصُن الرُمّانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن