رُمّان-٢-

1.7K 85 11
                                    





رفعت الكمادات من ثم صحن الي بداخله المويه ومكعبات الثلج
ومشت بسرعه لغرفتها لتفتحها وتهمس: ليلاف
رفعت ليلاف راسها وهي جالسه على طرف سريرها الخشبي
لتنعفس ملامحها بألم
أقتربت لها نُهى وجلست جنبها لتلف لها ظهرها وتكمدها بالكمادات البارده
تمسح ظهرها وكدماته الزرقاء
نُهى: كيف كذا صار ، مو قلت لك لا عاد تتسلقين الأشجار !!
لامست ظهرها وخدوش يدينها بصدمه لتهمس: أنتِ كيف طحتي ؟
عضّت هنا طرف شفتها لتقبض بيدينها على مفرش السرير الي كان بطابع الزهور
، غمضت عيونها بحواجب معقّده وهي تتـذكر شكله
كيف بين ثانيةٍ و ثانية صار الوضع بهذه الفـوضى ، بلعت ريقها ورفعت يدينها تحتضن نفسها وهي للأن تحس بطـيف جسده
أحتر جسدها وتوردت خدودها بشدّه حياءً على هذا الموقـف
لتزيد نبضات قلبها وعقلها مايتوقف من تصوير الأشياء بخيالها و تكراره
من ملامحه وأنفاسه الي كانت قريبه منها إلى صوتـه ونطقه لأسمها
ليلاف بتفكير:" وأنا الي كنت طول هذه السنوات أمتنع من أننا نلتقي
بالنهاية يوم كبرنا صار هذا اللقــاء !! "
شهقت من لامست نُهى وجهها لتفتح عيونها
نُهى: ليلاف ماتسمعيني ؟
أبتسمت لها ليلاف بخفيف لتقرب لها وتحضنها من خصرها
دفنت وجهها الحار ببطنها ولا ردت هي بداخلها يعمه الفوضى
لا لها مقدره بالكلام


بالمجـلس الشعبي بجلساته الأرضيه المزيّنه بالأحمر و الأسود
وزينة الجدران التراثيه مابين السعف المُشكل والحبال والريحان
مساعد تنهد: لا باس لا باس ، الحمدلله جرح خفيف
سميحة: ياولدي وش صار لك وش هذه الطيحه
غيّاث: كنت أحاول أقطف رُمّان على كلام جدي
سميحة: في عمال بالمزرعة ليه ماطلبت منهم
ناظره محمد بهدوء وبداخله قليل من السخرية على وضع أحفاده حتى
بقطف الفواكه يلاقون المشكلة
روابي ضاقت حواجبها وهي تمسح الدم من رقبته ليبتسم لها غيّاث بهدوء من ملامحها ويهمس: بخير
ماردت عليه و أكتفت بالصمـت
مساعد: الحمدلله ماصار الا كل خير
وقف غيّاث لتجتاحه بعض من الدوخه البسيطه رفع يده على راسه بتعب
روابي وقفت بسرعه: غيّاث
مساعد: أجلس عشان تاكل وتستجمع طاقتك
غيّاث: بطلع أرتاح فوق ، مالي نفس بالغداء
خرج من المجلس الي عمه الهدوء من كلامه
قبضت روابي على المنديل الي بيدها بهدوء
طلع غيّاث الدرج و أقترب لأحدى غرف البيت الخاصّه
فتح مقبض الباب ودخل بالغرفة الي يعمها الظلام ليتقدم لدريشه ويفتحها وسرعان
ما أنتشر ضوء الشمس بالغرفة ، أبتسم بخفيف وهو يلحظ لوحاته الكثيرة
ورسوماته وألوانه ، كانت هذه الغرفه مُقدمه من الجد محمد له
لحتى يوقف النزاعات بينه وبين أبوه ويكون غيّاث يزيد الزيارات للقرية
بحكم أنه ماعاد عنده عذر يكمل فيه شغله

رسومات كثيرة و مهمة
منها حصل عليها على جوائز و شهادات وأيضًا باع منها الكثير
ونقلها من بيت أمه لبيت جده لحتى يظهر للعايلة موهبته ولكن ماكان لهم الرضى الكبير بهذه الموهبة ، فبقت هذه الرسومات وحيده بالغرفة مصاحبه لها للعناكب وخيوطها
تنهد غيّاث وهو يناظر تغيّر رسمه مع السنين ليبتسم بخفيف ويجلس
أمام اللوحة الخشبية ، ناصعة البياض وهذا البياض بيدينه الأن رح يلوّنه
سحب الدرج وأخرج الألوان ليجهز نفسه ، مسك بنعومه وإنسيابية للفرشاة
وهنا أغمـض عيـونه وعقله بدأ بالسكون
الستائر البيضاء تتمايل من النسيم الدافئ وخيوط الشمس تخلخل الأشياء
وتعكس لونها
ميّل غيّاث راسه وعقد حواجبه بخفيف والإبتسامه ماتفارق ثغره
من ثم ميّل راسه للجهة الثانية كعاداته قبل بدء رسمة جميلة
ودائمًا يحب يرسم كل شيء جميـل
واليوم صادف أنه شاف شيء جميـل رح يجبره على أنه يخط بفرشاته على
اللوحة البيضاء
فتح عيونه هنا !
ليبلل فرشاته باللّون الأحمـر خصيصًا لأنه أكثر لون لفته هذا اليوم
وبدأ هنا يخط باللّون على اللوحـة

على خصرها تنثَني أغصُن الرُمّانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن