رُمّان-١٥-

768 50 5
                                    



أنطفأت النيران وتناثر رماد الرسومات بكل مكان
كان رماد من بقايا حُلـم
أكتشفو بعدين أنّ سبب النار شمعة طاحت على قماش اللوحـة
، يا محدودية فكرهم مُقارنةً بفعلته العظيـمة
هو حقيقةً بيده أشعل حُلمه و أحرقه ولكن ظاهريًا كان اللّوم على هذه الشمعة
الحزيـنة ، فالنهاية هي الي تلقت الملامة بينما كانت سابقًا تُضحي بجسدها
لتُضيء حولها


بيـت نُهى

قفلت روابي جوالها لتتنهد بضيق
ليلاف: هو بخير ؟
روابي: عطوه أكسجين وبيرجعون الحين
مسحت وجهها بتعب لتهمس: شكرًا روابي
روابي: على أيش ؟
ليلاف: أنك ساعدتيني
أبتسمت روابي لتجلس أمامها وتتكتف: تظنين حب فيك ؟
ليلاف: مايـهم نيتك شكرت مساعدتك فقط
روابي: ما ساعدتك إلا عشان غيّاث ! لو لقوك بالمزرعة مابيتضرر غيره
وحنا ماصدقنا بدأت تهدا حياتنا ونلتم مع أهلي ليلاف !
ليلاف: اللّوم علي ؟
روابي بحدّه: طـبعًا
بردت ملامح ليلاف هنا لتنطق: بس غيّاث يحبني
عقدت روابي حواجبها
ليلاف: بكل مره كنت أهرب هو الي يلاقيني
روابي: أنتِ تهدديني بحب أخوي لك ولا يتهيأ لي ؟
ليلاف: أوريك الواقع ماتخليني لحالي المخطيه
روابي ضربت عالطاولة بقوة لتغمض ليلاف عيونها من ثم تبتسم بسخرية من تشابهها مع أبوها !
روابي: حـرق حلمه عشانك ! هذا الحلـم الي صارعت فيه وحيده بالنعماء لحتى
يكمله الحين صار رمـاد
ليلاف: أوقفـي غيّاث
عضّت طرف شفتها لتهز راسها وتكمل: أي ، وقفيه طلعيني السيئة عادي أهم شي خلي غيّاث يكرهني ويبتعد من طريقي
سكتت روابي هنا
ليلاف: مابقدر أوقفه لذلك أن كنتِ تخافين عليه هذا دورك الحين كأخته الكبيرة
تعرف مصلحته وتنصحه ، سوي الي تبين وأظهريني بالسوء الي يخليه يكرهني
للأبـد
روابي بهمس: لا توصين
ليلاف: والحين أطلعي من بيتي أنتِ وليندا
ناظرت للمطبخ وهي تشوف ليندا منسجمه بأكل البسكوت وشرب القهوة
هي شخص أخر يستمتع بالمصائب و المشاكل
ليلاف: ليندا خذي البسكوت و القهوة وشاركي فيها بنات عمك وأنتو تتكلمون فيني ، اليوم دسم أحداث بتسهركم حتى الفجر
وقفت هنا عن الأكل !
لتقوم ليلاف وتدخل غرفتها بهدوء تاركتهم بالصالة

أول مادخلت الغرفة جلست عالسرير لتهتل أدمُعها
تناظر لرسمته الي أمامها وتبكي بصـمت للأن إبتسامته راسخه بعقلها
سحبت الدرج لتخرج دفتر يـومياتها وتمسك القلم وهنا بدأت تخط ماتحس فيه
لحتى يتخفف عليها الحمل لأنها ماتقدر تفضفض لأحد
غير هذه الأوراق


توقـفت سيارة أصيل ليلتفت على غيّاث: نايـم ؟
فتح عيونه بهدوء
أصيل: قلت غريبة مصيبتنا ينام
خرج من السيارة بهدوء ليكح من تعب صدره ، ناظر لدريشة مرسمه السوداء
وأبتسم بخفيف قدر يغطي المشكلة بمشكلة أكـبر
أصيل أبتسم ليسند ذقنه على باب السيارة: هذه المره المصيبة بدوني شايف أني بريء
غيّاث: أيام الله كثيرة بيجي يوم تقوم بينا
صد عنه يدخل البيت ليلحظ الحريم مجتمعين بالصالة
طلع الدرج وعيونه تتنقل على الرماد بالأرض و الجدران ، رفع راسه من وصل لدور ليناظر لمرسمه ومن الي واقف فيه
أحتدّت هنا نظرته ليرمي كيس العلاج ويخطي خطواته المسرعه لداخل المرسم

على خصرها تنثَني أغصُن الرُمّانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن