ذهبت يارا ووجدت سبب تلك الصرخات وقد كان إبن أختها عامر:
_نكدي زي أمك.. بتعيط ليه بقي ممكن أعرف ؟
بالطبع لم يجب عليها الطفل بل زاد نواحه لدرجه جلوس يارا بجانبه وبكائها معه:
_والنبي تسكت انا مضغوطه أكتر منك
أخذت الغرفة ذهاباً وإيابا ثم وجدت حلاً:
_لقيتها
قالتها بكل حماس ثم أمسكت الطفل ووضعته فوق فراشها وركضت إلي غرفته
________
عادت يارا تجر معها سرير الصغير المتحرك ثم وقفت أمامه حيث مازال يبكي:
_بص يا سيدي أنا هربط طرف السرير في رجلي واربط الطرف التاني في سريرك واعمل تمارين صباح الخير يا مصر...ولا صباح ايه بقي نقول ضحي...فجر
______
بعد قليل كان الطفل هادئ ثم بكي مره أخري مما دفع يارت بالصراخ فيه:
_ماتسكت بقي انا رجلي وجعتني.. أقولك انا هتصل بأمك..منك ليها بقي
وبالفعل أتصلت يارا بأختها لبني وما أن وضعت الهاتف على أذنها سمعت صراخ أختها:
_نهارك أسود يا يارا أنتي لسه صاحيه؟..مس اتزفتنا سبنالك البيت عشان تعرفي تنامي في هدوء؟
نظرت يارا إلي كتله الهدوء بجانبها ثم أردفت بسخرية:
_هدوء اه فعلا سامعه كميه الهدوء؟
أنصتت لبني إلي ذلك الصوت حتي أرتفع صوتها بحده:
_انتي ايه إللي خلاكي تصحيه هاه؟
ذبلت ملامح يارا وتحدثت بصدمة وغل:
_انا إللي صحيته يا لبني؟ أنا؟ دانا قاعدة بذاكر في حالي هقوم اصحيهولك ليه فهميني؟
لم تهتم لبني بحديث أختها واردفت بما صدم الاخيره:
طب خلاص يختي قومي أكليه وبعدين نامي وأحنا هنروح نبات عند خالتي أصلها واحشاني
أغلقت يارا الخط في وجه اختها وجلست تتابع دراستها وتركت الطفل يبكي:
_خليك بتعيط بعيد عني بقي.
لكنها سمعت صوت طرقات على الباب لذا وقفت تقفز بفرح:
_شكلها أمك استني اجبهالك
ركضت حتي وصلت أمام الباب وكادت تفتح لكن تذكرت:
_ماهي قالت إنها هتبات صح اومال مين اللي برا
ثم تأهبت ووقفت خلف الباب:
_مين؟
جاءها صوت هيا تعلم صاحبته جيداً لذا ابتسمت بفرحه وفتحت الباب حتي تظهر أمامها تلك الفتاة:
ايه يا يارا بقالي ساعه برا.. مش ناوية تدخليني ولا ايه
قالت يارا بكل برود أثناء إدخالها:
_فكرتك حرامي.. صحيح جايه ليه
استنكرت ملامح تلك الفتاة واردفت بسخرية:
_اصل الحرامي هيجي يخبط صح؟ وبعدين أنا جايه اذاكر معاكي عشان عندي دوشه وأنتي الدنيا هاديه عندك
ضحكت يارا بسخرية وامسكت يد صديقتها وادخلتها الغرفة حتي تسمع الهدوء بنفسها:
_ايه رأيك في الهدوء اللذيذ دا؟
انصدمت الفتاة من وجود الطفل على الأرض يبكي:
_يخربيتك يا يارا سيباه على الأرض ليه؟
اردفت يارا بلا اكتراث:
_امه سممت بدني قولت في داهيه بقي يعيط ولا يتفلق
حملته الفتاة برفق وأخذت تحركه بحب حتي يصمت ثم نظرت إلى يارا واردفت بعتاب:
_ذنبه ايه بس... يارا حرام عليكي دا طفل صغير مالهوش ذنب
اردفت يارا ببكاء:
_حرام عليه هو وأمه انا مضغوطه يا جني ومش متحمله أي ضغط
استنكرت ملامح جني ووقفت أمام يارا:
_كلنا دخلنا عام يعني مش حوار.. مش مشكله يعني
كادت تكمل حديثها لكن يارا قاطعتها بحزن دفين:
_المشكله يا جني إني مش قادره أقولك ايه المشكله عشان متفكرنيش بغير منك
أشفقت جني عليها لذا ربت على كتف يارا:
_حقك عليا يا يورتي والله أسفه
ثم جاءت فكرة جهنمية بداخل رأسها:
_طب بصي إيه رأيك أخش أجيبله أكل وبعدين اوديه سريره.. تكوني ذاكرتي واجي نكمل سوا
تحمست يارا لتلك الفكره بفرحه وعانقت جني:
_هتبقي عملتي جميل كبير وهردهولك خمسه
ابتسمت جني لها:
_مفيش بينا الكلام ده يا يورتي خلصي اول درسين وهاجي نخش على التالت يالا
ذهبت جني إلي المطبخ وبقت يارا تدرس بجد واجتهاد
________________
في ممر المدرسة كانت يارا ورحمه تركضان بعد أن تأخروا على الامتحان لتردف جني بسرعه:
_هنتقابل بعد ما اللجنة تخلص
امأت يارا ثم أردفت:
_هتعرفي تحلي داحنا اتأخرنا لحد نص الوقت
أشارت جني بأصابعها الخمس:
_اه يختي بس كفايه قر ويالا خشي واحمدي ربنا مستر رامي
وقفت يارا أمام الصف الخاص بها ووجدت بالفعل المعلم رامي:
_خشي يا يارا بسرعه حطيتلك ورقتك على الديسك بتاعك بالتوفيق ان شاء الله
ابتسمت يارا إلي ذلك المعلم اللطيف ثم جلست على مقعدها ووجدت ما صدمتها وحين رفعت انظارها للمعلم رامي وجدته يشير إليها بأن تصمت لذا ابتسمت واكملت.
______________
أنتهي الامتحان الأول وجلس في الاستراحة يارا وجني وبجانبهم رانيا ورحمه:
_عملتوا ايه يا بنات؟
قالتها رحمه حتي اردفت رانيا بغيظ:
_حليت نص الورقه وحضرتك قولتلك هاتي أول سؤال بس أنتي بنت*****وعملتي نفسك مش شيفاني.
ضحكت جني بخفوت ثم نظرت إلى رحمه بنظره عتاب مزيفه:
_ليه مغششتيهاش يابنتي؟
ظلت تحرك رأسها يميناً ويساراً بمعني يا إلهي:
_مستر زفت عزت كان واقف علينا ومركز معايا انا بالذات
تساءلت جني:
_واشمعني أنتي يعني يا رحوم؟
تحدثت تلك المره رانيا واردفت بضحكه مستفزه:
_قال ايه بتحاول تقرب من إبنه وهو خايف عليه منها
اشاحت رحمه نظرها بغيظ لكن آثار دهشتها هو وقوف يارا صامته:
_مالك يا يارا ساكته ليه من ساعه ما خرجنا من الامتحان؟
انتبهت الفتاتان إلي يارا التي تقف ولا تتحدث حتي اقتربن منها واردفت جني بحنيه:
_مالك يا يورتي بس حصلك حاجه ؟
أشارت يارا بمعني لا
تفوهت رحمه:
_حد ضايقك؟
أشارت بلا
_معرفتيش تحلي؟
أشارت بلا مجدداً
لتصرخ رانيا وتخرج عن شعورها:
_ماتنجزي يختي وتقوليلنا فيه ايه؟..حليتي كويس ولا هببتي ايه في يومك الاغبر دا؟
أمسكت جني يد يارا برفق وأشارت إليها بالحديث:
_مالك يا حبيبتي حصلك ايه قوليلي
ابتلعت يارا ريقها ثم:
_بصراحه....
صرخت رحمه بتأفأف:
_ايه يا ست بقي انجزي
ثم اقتربت منها رانيا بتهديد ووعيد:
_هتقولي فيه ايه من غير لوكلوك كتير ولا اطلع******؟
ابتسمت يارا ثم اردفت:
_بصراحه كدا ومن غير قر
أردف ثلاثتهم بنفس الوقت:
_هاه؟؟؟؟
يتبع......
أنت تقرأ
قصة ثانوية عامة (جاري التصحيح وتكبير السرد)
Short Storyفي أحدي الاحياء المصرية العريقة. وتحديداً في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. كان جميع من بالحي نيام إلا بعض الأشخاص. وهم كانوا أبطال الثانوية العامة. يدرسون ويدرسون حتي ترهق أرواحهم قبل أجسادهم. والآن هيا بنا نعيش قصة أحدي فتيات الثانوي العام.