انفجار (10)

50 12 0
                                    


في صباح يوم جديد
عند رانيا حيث تجلس بجانب أخيها الكبير يلعبون لعبه الكترونية علي التلفاز:
_ولا انا إللي كسبت تجبلي الايفون ماليش دعوه
صرخ بها أخيها والذي كان أكبر منها:
_نعم يختي مش لما اجيبه لنفسي الأول ؟
_وليه آيفون قصر السامسونج معاكم في ايه يا عيال عيالي
تلك المتحدثة كانت جده رانيا ويونس حيث كانت ذاهبه إلي المطبخ وقد سمعت حديثهم لتتشنج ملامح الأخوين ويردف يونس:
_سامسونج ايه يا تيتا دا انقرض من زمان
وافقت رانيا أخيها الرأي:
_ايوا يا تيتا دا زمانه مات وشبع موت وأحنا مش بنبيع ونشتري في الأموات
خرج من يونس صوت صفير وضرب كفه بكف اخته:
_بالظبط كدا يا جامده
_اشوف فيكم يوم انتوا والجيل المهبب دا حسبي الله ونعم الوكيل
كانت رانيا تقلد حركات جدتها بطريقه مرحه أثناء حديثها وكان يونس يضحك بقوة:
_قلديني يختي ماهو دا إللي انتي فالحه فيه
صفق يونس بحماس ناسياً جدته وجلس أمام اخته ونظر لها بفرحه:
_اسكتي يا بت يا رانيا مش جايلك عريس؟
خجلت رانيا بشدة وتحولت إلى فتاة خجله مهذبة غير تلك منعدمة التربية:
_بجد يا أبيه يونس؟
استنكرت ملامح الجده:
_ابيه ايه ياختي؟ شكل العنس خلاكي تتأدبي
ثم جلست بجانب حفيدها ووضعت عكازها بجانب الأريكة:
_قولي صحيح يابني الواد ده كويس أصل انا مش هجوز بنتي لواحد صايع مش هنعرف نلمهم هما الاتنين..وتخيل معايا كدا يا واد يا يونس يكونوا ناقصين ربايه زي بعض ويخلفوا عيال
ثم قهقهت بشدة واردفت من بين ضحكتها:
_هيبقي أول طفل يتولد ووينطق أول حاجة في حياته وتكون شتيمه
صرخت رانيا في جدتها:
_فيه ايه يا تيتا جوزتيني وخلتيني أخلف ناقص تسمي العيل وبعدين ما كان كلامك كويس في الأول ايه غيرك
أوقفهم يونس عن ذلك الشجار المزعج:
_اهدوا شويه ومتخافيش يا تيتا دا حازم صاحبي وكويس جدآ ومحترم وهيعلمها الأدب كمان
وقفت رانيا ثم أمسكت اخيها من تلابيبه:
_ياعني مش عايز تجوزني عشان أختك حبيبتك وعايزه يربيني؟ دانا إللي هجدد ربايتك دلوقتي وهوريك النجوم في عز الضهر
صرخ يونس مستنجداً بجدته والتي ما أن رأت جعفر مثلما تلقبها ركضت إلي المطبخ:
_نسيت الأكل علي النار
سب جدته في سره ثم وقف واستغل فارق الطول بينهم وامسكها من منامتها:
_لا احترمتي طولي.. ولا إني اكبر منك ..ولا اني اخوكي حتي.. والله حلال فيكي حازم أحسن عقاب علي قله ربايتك
أزاحت يد أخيها ثم ركضت إلي غرفتها ظنها خافت منه لكنها عادت وبيدها الخف الخاص بها:
_يامي يامي خاف يا عيد خوفت أنا كدا دانا هربيك أنت وصاحبك دا
ركض يونس في المنزل كله وتذكر أمرا مهماً:
_فكك من تربيتي وروحي البسي حاجه حلوه وغطي شعرك عشان زمانه علي وصول وأكيد مش عايزاه يشوف روح جعفر اللي جواكي دي صح؟
استوعبت حديثه ببطء ثم ألقت بخفها في وجهه وركضت إلي غرفتها تاركه المنزل في حاله يرثي لها:
_خودي يابت مين هيروق الحاجات دي استني طيب
لم تجب عليه بل أغلقت الغرفه في وجهه بكل وقاحه حتي صرخ:
_دا مش أسلوب أبدا يا زباله
فتحت رانيا الباب فجاءه حتي انتفضت يونس:
_بتقول حاجه يا يونس؟
قالتها بحده أثناء امساكها بخفها الثاني لترتعش أوصال يونس ويردف بتوتر:
_بقولك يا رانيا فين المقشه عشان ألم الزبالة
ضحكت رانيا بمكر واقتربت منه تتحدث بهمس وصل له وإلي تلك الجده المختبئه خلف الباب:
_طب مش عيب يا يونس تلم نفسك ؟
أطلقت تلك المره الجده صفير حاد من فمها:
_دي مش طيرت جبهتك دي حرقتها
استنكرت ملامح يونس ليس من رانيا بل من جدته:
_مش كان جيل مهبب اومال بتقولي زيينا ليه؟
لم تجب بل صوت باب منزلهم هو من أجاب أمسك يونس بالمكنسه وظل ينظف المنزل وركضت رانيا حتي ترتدي بسرعه وتساعد أخيها بينما ذهبت الجده تتفقد المطبخ ثم صرخت من داخل المطبخ:
_لما كلنا مشغولين مين هيفتحلوا ياللي منكم لله
هتف يونس بالا مبالاة
_خليه يقعد علي السلم لحد ما أخلص.. الشقه شكلها وحش
ليأتي تلك المره الصراخ من غرفه رانيا أثناء خروجها:
_حبكت تعزمه من غير ما نعرف وكمان دلوقتي ؟
ثم ركضت تنظف بدلاً عنه وهيا تصرخ به:
_روح افتحله عيب الراجل يقف برا كدا
ارتفع صوت صراخه أيضاً أثناء إمساكه المكنسه:
_استني اخلص الحته دي وهفتح
_________
في المنزل يجلس عزت أمام التلفاز ويقهقه على الفيلم القديم المحبب لقلبه وفي الغرفه يحاول ياسين ان يحادث صديقه علي لكن هاتفه مغلق لذا خرج حتي يجلس مع والده
أبتسم الأب بخبث ونظر إلي ابنه:
_شوفت اللي حصل ياواد يا ياسين؟
لم يكن ياسين في مزاج جيد لا اليوم ولا الأمس ولا يعلم السبب لكنه حاول ان يبتسم بمكر حتي لا يلاحظ ولده شئ:
_لا قولي أنت يا عزوز
أقترب وجه عزت من إبنه واردف بشر:
_مش مستر رامي غاير وهيسبلنا المدرسه؟
تحول وجه ياسين إلي العبوس فهو ورغم أن ذلك المعلم لا يسمح بالغش إلا أنه يحبه مثل أخا كبيراً له:
_ليه بس يابابا وبعدين حتي لو مشي دا آخر ترم في سنه تالته أصلا
نظر إليه عزت بملامح مشككه:
_برضوا مش ممكن يشد عليك ومتخشش كليه كويسه؟.. وبعدين تعالي هنا من أمتي نظرات الشفقه دي
طفح كيله لقد سئم من كل هذا:
_يمكن عشان المستر دا كويس وانا إللي فاشل مثلاً ؟ ولا يمكن عشان أخيرا حسيت اني عاله عليك
استفهم عزت منه:
_فين العاله دي يابني دانا مبسوط بوجودك معايا
وقف ياسين أمام والده ولأول مرة يصرخ بهذا الشكل:
_ مبسوط يا عزت؟ مبسوط وأنت شايف إبنك داخل كليه وهو مش عارف السما من العما؟..فخور بيا وانا صايع وضايع وبستناك تحللي الامتحان؟.. أنا تعبت والله يا عزت تعبت ومبقتش حابب العيشه دي.. كلها نفاق وكدب.. وشخصيه لا عمري حبيتها ولا عايز أحبها واظن اني دلوقتي بلغت..وأقدر ألاقي شغل واسيبلك البيت صح ولا ايه ؟
صفعه قويه جعلته يصمت بصدمه هل والده صفعه؟ لم يفعلها من قبل:
_عايز تمشي بعد كل إللي عملته عشانك يا حيوان!
بكي ياسين وارتفع صراخه بشده:
_عملت عشاني ايه إحنا هنغيب فيها يا عزت ولا ايه..عملت عشاني ايه.. فوق كدا وصحصح للكلام..ولا تكونش أصلا كنت عايزني ابقي كدا؟..ماليش مستقبل ولا شخصيه ضايع.. وصايع..وبلعب ببنات الناس.. تحت تشجيعك.. أنا عمري ما شوفت في حياتي أهل بيعلموا عيالهم الصياعه جديده دي هاه؟
وقف عزت بصدمة هل حقاً فعل هذا؟ لكن ما زاد صدمته ركض ياسين في أنحاء المنزل يحطم في اثاثه:
_كل حاجه حرام.. عايش حرام في حرام.. خلفتك ليا أصلا حرام انا ناقصلي ازني.. وابقي كدا تخطيت ليڤل الحرام
ثم أخذ يمسك في شعره ويبكي ويصرخ:
_فهمني ليه يا عزت عملت كدا فكرك إني مبسوط؟.. اكيد طبعا دانا في قمه انبساطي ..وانا داخل كليه هندسه وانا معرفش حاجه أصلا..وأكيد طبعاً هتخش ترشيلي.. الدكاترة عشان ينجحوني ويبقي أسمي خدت شهادة وخلاص ولا الشرب عادي بالنسبالك إني أشرب..ولا بكلم بنات.. ولا سهري في الشارع ..ولا الكباريهات إللي بروحها..ولا صحاب السوء.. إللي حضرتك بنفسك معرفني عليهم.. وتخيل وقت تعبي مين كان معايا الشخص الوحيد اللي أنت بتحبه وبتبعده عني
أقترب من والده ثم صرخ في وجهه:
_الشخص اللي خايف عليه..مني حولتني لمسخ ودلوقتي بتبعد الناس الصح عني بس متقلقش.. علي دايماً كان بيفهمني الصح من الغلط..علي كان في ضهري ..ووقت زعلي.. ووقت تعبي.. وفي أي وقت
جلس على الأريكة بعد أن ألمته حنجرته من الصراخ واردف بصوتا مبحوح:
_كنت أقولك خارج مع علي كنت تقولي خودو بالكم من بعض وتتصل بعمي ناصر يمنع ابنه ينزل معايا عشان تيجي منه هو وأقول أنك أبويا الغلبان إللي واقف في ضهري
وقف ثم أردف بحده وبحه:
_لا يا عزت أنت مش غلبان أنت تعبان آه والله.. وكنت عايزني اتحول زيك بس انا يستحيل أعمل كدا ..ولو فكرك أن كل بنت جرحتها كنت بستمتع زيك.. فأنا كنت بخش اوضتي واحضن المخده واعيط..عشان كل بنت قالتلي إني أمانها وبير أسرارها.. وانا بفضلك هدمت البير دا
أمسك هاتفه ثم ألقي نظرة اخيره إلي والده المصدوم منذ البداية ولا يتحرك ورحل.. رحل إلي أمانه وأخيه وآخر من تبقي له من عائلته
بينما وقف عزت يتذكر كل حديث إبنه:
_ حولتني لمسخ ودلوقتي بتبعد الناس الصح عني
_________________
_انت مش غلبان أنت تعبان
___________
هتف بهدوء ومازال مصدوما:
_انا عملت كدا عشان بحبك أنا بحبك والله يا ياسين
ثم سقط مغشياً عليه بدون أي أحد معه في المنزل حيث رحل ياسين
يتبع.......

قصة ثانوية عامة (جاري التصحيح وتكبير السرد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن