غيرة (3)

75 15 1
                                    


داخل مكتب المعلمين يجلس المعلم عزت علي مكتبه
يرتدي نظاراته ويري بعض الأوراق
دلف عليه صبي وجلس أمامه:
_طمني يا ياسين عملت ايه ؟
اعتدل ياسين واردف بكل برود وعدم اكتراث:
_الحمدلله عرفت أحل شويه بس مستر رامي كان واقف
علينا في اللجنة وكان مركز معايا بالذات
رفع عزت أنظاره عن الاوراق ونظر أمامه:
_دايما رامي دا واقفلي زي اللقمة في الزور
ظهرت معالم الغضب علي وجه ياسين:
_طب ما ترفده ولا تقدم فيه شكوي ولا اي حاجه
أكمل المعلم النظر في الأوراق:
_والله هو موظف زيه زيي يعني مقدرش اعمله حاجه
ثم أردف بخبث:
_الا إذا ؟؟؟
ظهرت ابتسامه خبيثه علي وجه ياسين:
_الا إذا ؟؟؟؟
ضحك الأب بقوة:
_طول عمرك لماح ياواد يا ياسين
اقترب الأب من إبنه وتحدث بصوت يكاد يكون مسموعاً:
_ إلا إذا اتقدم فيه شكوي بخصوص انه مثلا بيتحرش بالبنات؟
أكمل الابن:
_او بيساومهم يسربلهم الامتحان مقابل أهداف قذرة؟
قهقه الأب ثم ربت فوق كتف إبنه:
_فعلا هذا الشبل من ذاك الاسد
استعد الإبن للرحيل :
_بنتعلم منك برضوا ياكبير
ثم رحل
_____________________________
جلسوا في الفناء الخلفي الفتيات الأربع يتناولون المثلجات و يتسامرون:
_يعني أنتي عايزه تفهميني أن مستر رامي هو اللي حللك نص الامتحان ؟ اشمعني يعني؟
كان هذا تساؤل جني إلي يارا والتي اردفت بجديه:
_والله دا اللي حصل بجد واللي مش عايز يصدق ميصدقش!
تفوهت بالاخيره بقصد لتلك الجني الجالسه أمامها:
_مش حكايه نصدقك او لأ احنا عارفين انك صادقه ومفيش مبرر يخليكي تكدبي.. بس ليه يعني يحللك؟
قالتها رحمه أثناء اعتدلها والتي أجابت عليها رانيا:
_يمكن عشان يارا شاطره وهو مش عايز يخليها تخسر مستقبلها؟
اردفت يارا بتيه وحقا لا تعلم الحقيقة:
_صدقوني معرفش ليه السبب الصراحه بس الحمد لله انه نجدني
لم يعجب ذلك الرد جني والتي تشيط غيره علي ذلك الرامي:
_اشمعني أنتي يعني بالذات مشفتهوش بيعمل كده مع حد!
_يمكن عشان يارا تستاهل ان تعبها ميضعش علي الفاضي بسبب الوقت.
لم تكن أياً من الفتيات من نطقت بذلك الحديث لذا التفتوا إلي الخلف ووجدن معلمهم العزيز رامي ذلك الشاب المفعم بالحياة يرتدي نظارات طبية بجسد عادي ليس مبالغ به:
_ازيكم يا بنات تسمحولي أقعد معاكم؟
اومأو بالموافقة لذلك سحب رامي أحدي الكراسي وجلس أمامهم جميعاً:
_اسمعوا يا جماعة أنا مش بفضل حد علي حد ولا بعمل كدا إعجاب في حد زي ما خيالكم اوحالكم
تنهد ثم أردف بهدوء:
_كل الموضوع إني مش أول مرة أعمل كدا بالعكس عملت كدا كتير
ثم ضغط علي بقية حديثه:
_مع الناس اللي تستاهل كدا مش اكتر
اردفت جني بعشق يخرج من عينيها وفراشات تطير فوقها:
_مش قصدنا عليك يا مستر رامي كل الموضوع أننا فكرنا يارا بتكدب
صدمت يارا من ذلك الحديث لكن زالت صدمتها حين تدخلت رانيا:
_ممكن أفهم ايه نون الجماعه دي؟ أنتي ياروحي لوحدك اللي بتكدبي يارا
نظرات نارية هيا ما ألقت بها جني لتلك الرانيا:
_انا مقولتش ان يارا كدابه عالفكرة
تلك المرة امسكت رحمه ضفة للحديث:
_ايه التناقض دا بقي يا ابله جني؟ مش كفاية انك صاحبتها من الطفولة وكدبتيها بالسهولة دي!
نفت جني تلك التهمة عنها ثم نظرت إلي يارا:
_يارا؟ ردي عليهم وقوليلهم اني مش بكدبك وأنك أختي قبل ما تكوني صاحبتي
لم تجب يارا و حقاً لم تكن تعلم بماذا تجب وهل تصدق جني فقط لأنها تحب معلمهم ولا ترغب في أن يهتم بغيرها!
أنهي رامي كل ذلك الشجار:
_اهدوا شويه يا بنات مكنتش اعرف إني هسببلكم مشاكل للدرجه دي!
قالها واستعد للرحيل لكن يد جني امسكت بيده بكل جرأة بينما اردفت يارا برجاء:
_خلاص يا مستر أقعد معانا شويه مش هنتخانق تاني
أزاح رامي يد جني بكل هدوء بينما حرجت الاخيره:
_خلاص يا مستر أقعد بقي عشان تلاقيلي حل في مشكلتي
قالتها رحمه مما أدى إلى جلوس رامي بسبب فضولة بتلك المشكله:
_اتفضلي سامعك
بينما نظرت يارا أمامها لا تدري هل طلبت بحق منه الجلوس لأجل ان يستمع إلى مشاكلهم ام لأجل نظره الحزن بعيون صديقتها جني:
_يارا ركزي عشان دورك جاي تحكيلي بعديها
آفاقها صوته الهادئ الرزين والذي جعلها تتساءل:
_احكي ليه؟
تبسم إليها بهدوء:
_عشان لو عندك مشكله اقدر اساعدك تحليها
كانت جني تستمع إلي حديثهم وبداخلها بركان يرغب في الانفجار:
_مستر عايزه احكي أنا الأول
حاولت جعل حديثها هادئ بدون ان تصرخ به وتخبره بأنه ملكاً لها وليس له الحق في الحديث مع غيرها
_اكيد طبعا يا جني اتفضلي
قالها بقله حيله وكان في داخله يعلم ماذا سوف تكون مشكلتها والتي لا تتحدث الا عنها والتي لن ولم يجد لها اي حل:
_اعمل ايه مع الشاب اللي انا بحبه
قالتها بكل خجل عله يشعر بها وما لا تعرفه انه يعلم أنها تحبه:
_هو بيحبك ولا لا؟
حديثه كان جديا لكنها احمرت وجنتيها من شدة الخجل:
_الصراحه مش عارفه بس بيتكلم معايا حلو تفتكر فيه أمل؟
نظر لنفسه بنظرة اين الحلو في حديثي انا أحادثها بالذات هيا بكل جديه لكنه أردف بكل هدوء:
_لا مفيش عشان مش الكلام الحلو بس هو اللي يثبتلك أن اللي قدامك بيحبك.. السؤال التاني هل لاحظتي أنه مش بيقدر يبص في عنيكي؟
قالها أثناء نظرة في عيونها بكل قوة ممكنه لديه لم يكن يرغب في فعل ذلك لكنه فعل لأجل ان تفهم:
_ساعات اه
قالتها في خجل أثناء رفع عيونها ونظرها في عيونه وانزالها مره اخرى بسرعه البرق
تنهد رامي وبداخله يرغب في حرق تلك الفتاة المريضة أمامه
__________
بينما تجلس الثلاث فتيات يراقبن المنظر وكلا منهم تنظر إليه بمنظور مختلف:
_مش عارفه يختي ايه المحن دا؟ ناقص تقولوا انا بحبك والله كل مصر بمن فيهم هو عرف انها بتحبه.. ودايما يسد نفسها ويكلمها بجديه ويبصلها بقرف.. ناقص يرجع عليها عشان تصدق انه مش بيطيقها
قالتها طبعاً رانيا ذات الألفاظ البذيئة:
_دا حتي بصلها في عنيها عشان يوريها انه مش حاسس بأي حاجه نحيتها.. يعني المستر اللي بيمشي يبص في الأرض عشان ربنا يخالف أمر ربنا عشان يفهمها وهيا البعيدة مش بتفهم!
كانت رحمه صاحبه هذا الحديث حتي اردفت يارا بحزن:
_جماعة راعوا كسرتها لما يقولها أنه مش بيحبها ممكن تقتل نفسها
شهقه هيا ما خرجت من فم رانيا:
_تقتل مين يا عنيا؟ دي بت قادره ياختي أنتي نسيتي الشهر اللي فات لما حبت مدرس الرسم ومشي بسبب الجوابات الغراميه اللي بتبعتها
بررت يارا موقف صديقتها:
_راعوا برضوا أنها في سن المراهقه يعني عادي
استنكرت ملامح رحمه:
_دي ماشيه تحب في دبان وشها شويه شويه هتلاقيها بتحب في واحد قد جدها
لم تتحدث يارا بعد ذلك لكن هتفت رانيا بنبره حانيه:
_عارفين أنك بتحبيها وانك شاكه ان المستر ممكن يكون معجب بيكي أنتي عشان كدا بتعامليه بحدود..والله يا يارا احنا كمان بنحبها بس مش عايزينها تقلل من نفسها كل شويه
ثم أشارت إلي رحمه:
_شوفي بنت ال***دي كل شويه ترتبط بشاب وتخ....
_تخ ايه يا رانيا يخربيتك لسانك
كان ذلك حديث رحمه تحت ضحكات يارا:
_خودي بالك يا رحمه دي كدا مش بتشتم
لتردف رحمه بضحك:
_اومال لو بتشتم كانت هتعمل ايه
_عالفكره أنا كنت هقول هتخونه بس انتوا اللي مخكم شمال
كادوا يتناقشون لكن سمعوا ما اوقفهم عن كل شئ وقد كان
يتبع..........

قصة ثانوية عامة (جاري التصحيح وتكبير السرد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن