درجات ذلك العام كانت ما بين جيده ومتوسطة وفوق الجيده بقليل لكن جني رسبت للأسف
___________
في أحدي المنازل القريبه من منزل يارا تجلس جني أمام حاسوبها تتفقد موقع معين، لتدلف عليها أختها الكبري ياسمين:
_هاه طمنينا عملتي ايه ؟
لم تجب عليها وظلت تتأمل الشاشة في شرود وتتفوه:
_عمل كدا عشانها صح؟،سقطني عشان خاطرها ،اكيد هيا اللي قالتله
لم تفهم ما تقوله أختها لذا أقتربت منها علها تسمع شئ:
_بتقولي ايه يا بنتي فيه ايه وريني؟
رأت وياليتها ما رأت ،صدمت ياسمين ومن شدة الصدمة وضعت يدها علي فمها لتمنع شهقه عاليه:
_ينهار أسود انتي سقطتي!!!
أخذت تصفع نفسها وتصرخ ،حتي دلفت الأم ومن خلفها الأب تحت صدمه الاخيره:
_فيه ايه يا ياسمين مالك!
كان هذا حديث الأب المذعور من حاله ابنتيه ،لكن ياسمين لم تجب بل ارتفع صوت صراخها:
_يامراري ياما يامراري
امسكتها الأم من شعرها أثناء حنقها:
_فيه ايه انطقي
اقتربت ياسمين من الحاسوب الخاص بجني واعطته لوالدتها:
_شوفي ياما بنتك اللي صرفنا عليها دم قلبنا عملت ايه…بنتك هتعيد السنه…افرحي ياما افرحي
ألقت الأم نظره علي الجهاز تقرأ ما به بهمس،بينما يقف الأب بذهول…حقاً بعد كل هذا التعب!:
_ها يا شكريه فيه ايه في النتيجة طمنيني
وقفت الأم دقائق تستوعب ما قرأته:
_بنتك جايبه ١٥٪
قالتها الأم ثم وبكل قوة أمسكت شعر ابنتها تصرخ بها:
_ليه فهميني ليه هاه قصرنا معاكي في ايه عشان تعملي فينا كدا قوليلي؟
كانت تمسكها من شعرها وتزيحها لليمين واليسار بكل قوة ،بينما جني كانت في عالم آخر لا تعلم ماذا يحدث ولا تشعر بأي شعور حولها ،ولكن فجأة ضحكت جني بكل قوة
تركتها الأم وظلت تصفع وجنتيها بقوة:
_البت اتجننت ياناس بنتي اتجننت يا عالم
اقتربت ياسمين من والدها تحاول تهدئته عن ما يفكر به لذا اردفت:
_بابا أهدي لسه فيه ترم تاني تقدر تعوض
أنهت حديثها حين صرخت الأم بكل غضب؛
_ترم تاني مين دي جايبه ١٥٪ هتعوض ازاي فهميني؟
ثم نظرت لها بنظره حارقه:
_دانتي لو كاتبه أسمك مش هتجيبي كدا حرام عليكي
أخذت الأم تطلم بقوة أكثر والاب لا يزال علي باب الغرفه يراقب ما يحدث بصدمه لا يقدر على التحدث،وياسمين تحاول ان تهدئ والدتها ولكن جني لم تفعل اي شيء سوي الصمت وحسب ولا تقدر علي التفوه بأي كلمة
وقفت جني أثناء انشغالهم بتهدئة والدتها ونظرت من الشرفة ورأت أن الارتفاع قد يفي بالغرض لذا وبدون ذرة خوف ألقت نفسها من فوق بقوة:
_انا مستحقش إني أعيش
اخر شئ قالته جني مما لفت انتباه عائلتها صرخت الأم بقوة وركضت علي سلالم المنزل وخلفها الأب الذي لم يفق من ذهوله واختها تركض وترتفع مع ركضها صوت شهقاتها
إجتمع أهل الحي جميعاً عند بركة الدم التي كانت عليها جني منهم من ينظر بشفقة ومنهم من ينظر بذهول وصدمة
_______________
كانت يارا سعيده بتلك النتيجة وفخورة بنفسها ولذلك قررت مكافأة نفسها بقطعه شوكولاته من المتجر القريب منها لكنها رأت صاحب المتجر يركض إلي مكان ما نظرت إلي حيث يركض وياليتها لم تنظر وجدت آخر شئ قد تتوقعه
وجدت صديقه طفولتها وأختها ملقاة فوق بركة دماء والجميع يصرخ لم تشعر بأي شيء سوي توقف الوقت والمكان والزمان، وكل شيء أمامها توقف ،ظلت تنظر إلى تلك الجثة الهامدة القريبة منها بصمت لا تستوعب هذا بحق،لتعود ذاكرتها إلي ذكرياتهم القديمة
__________ memory ___
_يابنتي أنا بقولك اهو خليكي في البيت وأنا هجبلك الملزمة
تلك الذكري بتاريخ المرحلة الثانية من الإعدادية حين كانت يارا مريضة وجني تجبرها علي عدم الذهاب إلي المراجعة وأنها سوف تحضر الملاحق لها
________________
_بصي أنتي معاكي رغيف عيش وأنا معايا مكرونة محمرة
نظرت لها تلك الطفلة بعدم فهم؛
_ايوا يعني هنعمل ايه
أكملت الطفلة الجالسه أمامها في بهو المدرسة:
_نقسم الرغيف نصين ونحط فيه المكرونة بتاعتي وبكدا هنشبع ايه رأيك
وتلك الذكرى بتاريخ الصف الثاني من المرحلة الابتدائية حين كانت أخت يارا نافرة منها بشدة واعطتها قطعه خبز فقط دون أي شيء آخر وقالت لأمها أنها أعطتها بعض المال وحين رأتها جني تبدأ بأكل هذا الخبز اقترحت اقتسام الطعام بينهم
______________
وذكري أخيرة:
_بقولك ايه انا هروح المطبخ أكله وانيمه تكوني ذاكرتي البيت الأول والتاني وبعدين نذاكر التالت سوا إيه رأيك ؟
تبسمت يارا بهدوء
_تبقي قللتي ضغط عليا والله وجميلك هيبقي فوق رقبتي ليوم الدين
وتلك آخر ذكري جميله بينهم حين قررت مساعدتها واخذت إبن أختها لتحاول ان تجعله ينام وتجعل صديقتها تركز جيداً
_____________ back
مازالت تقف في منتصف الطريق يصدمها الماره الراكضين وهيا غير عابئه تتذكر ضحكاتهم سويا
تتذكر أوقات المبيت عند كلاهما حين يقومون بالسهر لوقت متأخر ويحضرو بعض المسليات ومشاهده التلفاز وسط صرختهم الخائفه من الأفلام
هيا تعلم أن جني ليست سيئة بالعكس جني فقط أحبت بشدة ولم تتحمل أن يضيع منها حبها لذا فعلت ذلك لكنها لم تتوقع أن تقوم بالانتحار بتلك الطريقة
هيا تشتاق إليها لن تنكر
أفاقت من كل تلك الذكريات علي يد تربت علي كتفها نظرت خلفها لتجده أخيها وبدون أي وعي ألقت نفسها في أحضانه واخذت تبكي
انصدم من فعلتها تلك لأن يارا لأ تحب أن تقترب منه او هذا ما يظن تدارك الموقف سريعاً وأخذ يشدد علي ضمها بداخله:
_عيطي يا حبيبتي عيطي وخرجي كل إللي جواكي معلش حقك عليا انا اسف
بعد بعض الوقت لم تصمت لذا بدأ بمواستها ببعض الكلمات الهادئة وهيا لا تتوقف عن البكاء:
_اهدي بقي خلاص... عيطتي كتير اوي وهدومي اتغرقت
لم تضحك وهو يأس من محاولة اضحاكها لذا أخرجها ونظر في داخل عينيها أثناء وصول سيارة نقل الموتي التي طلبها الحي:
_بصيلي يا يارا ومش هقولك هيا في مكان أحسن او لأ لأنها منتحره زي ما أختها بتقول لكن هقولك ادعيلها ربنا يغفرلها ويسامحها واهدي عشان خاطري
تركته يارا تركض خلف السيارة وتهتف:
_جني عشان خاطري متسبنيش..أنا بحبك والله غصب عني أبعد عنك حقك عليا والنبي ما تمشي..أنا اسفه والله حقك عليا يا جني والنبي يا جني استني بقي والله هزعل منك.. جني ارجوكي
ظلت تركض وخلفها أخيها يحاول إمساكها حتي نجح:
_بس بس أهدي خلاص جني مشيت ادعيلها يا حبيبتي وبلاش تعملي في نفسك كدا
كان يعانقها من الخلف ويقبل رأسها بكل حنان وهيا كانت في عالم آخر جني رحلت بحق.. رحلت دون أن يتصالحوا ..رحلت وهيا حزينة رحلت بدون توديعها:
_والنبي يا سليم سبني الحقها ..دي زعلانه مني ومش بكلمها والنبي سبني
لم يتركها واخذ يربت عليها حتي هدأت بين يديه
_خلاص يا حبيبتي هيا فوق وان شاء الله هتسامحك بس ادعيلها وهيا تسامحك
نظرت له تحاول البحث عن حقيقة في حديثه:
_بجد يا سليم هتسامحني؟
امأ الاخير بالموافقة وامسكها برفق وذهب إلى منزلهم
وهيا سارت معه بكل هدوء وانصياع حتي أدخلها إلي غرفتها ووضعها برفق علي سريرها:
_حاولي تنامي يا حبيبتي عشان نقدر نحضر مراسم الدفن
امأت بهدوء وحين وضعت رأسها على الوساده غاصت في نوم عميق لا نعلم هل من إرهاق البكاء أم هروب من الواقع
يتبع…
أنت تقرأ
قصة ثانوية عامة (جاري التصحيح وتكبير السرد)
Short Storyفي أحدي الاحياء المصرية العريقة. وتحديداً في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. كان جميع من بالحي نيام إلا بعض الأشخاص. وهم كانوا أبطال الثانوية العامة. يدرسون ويدرسون حتي ترهق أرواحهم قبل أجسادهم. والآن هيا بنا نعيش قصة أحدي فتيات الثانوي العام.