عند يارا
تجلس فوق فراشها تحتضن نفسها وتنظر إلى إلا شئ وكل ما يدور بداخلها هو كيف؟
كيف ماتت وتركتها..لماذا رحلت وحدها؟..لما لم تأخذني معها؟
قاطع حديثها الذاتي دلوف كلاً من رحمه ورانيا وجلوسهم بجانبها يحاولون مواساتها:
_يارا أنتي كويسه؟
لم تجب يارا عن سؤال رحمه والتي جلست تربت علي رأسها بينما وقفت رانيا أمام وجهها وامسكت وجنتيها برفق:
_يارا حبيبتي أنتي أكيد عارفه أنها راحت مكان أحسن صح؟
لم تجب لكن أكملت رانيا:
_وعارفه أننا في عام وآخر سنه كمان وانتي أدبي وأكيد عايزه تخشي كليه حلوه فا هتذاكري صح؟
قالت الجمله الاخيره برجاء واضح:
_ايوا أكيد يارا هتذاكر عشان تنجح أكيد مش هتضيعي تعبك يا يارا صح؟
بكت رحمه بشده أثناء قولها ذاك لتكمل:
_قوليلي صح يا يارا ..يالا ياروحي مفضلش غير أسبوع ونرجع للدراسة تاني هتذاكري صح؟
تحدثت يارا أخيراً بتعب:
_متقلقوش أنا كويسه وأكيد مش هضيع تعب السنين دي كلها بس أرجوكم افهموا أنا مش قادره بجد
عانقتها رانيا بحنان بالغ:
_متقلقيش يا يارا كله هيعدي وأحنا جمبك صح يا رحمه؟
امأت رحمه وامسكت بيد يارا:
_ايوا صح عمرنا ما هنسيبك
صاحت يارا بنبرة حادة بعض الشيء:
_ما المشكلة دلوقتي إني عايزاكم تسيبوني أنا عارفة أنه كله هيعدي وأنكم معايا بس والله انا ما قادره ...الوضع أكبر من اني اتحمله.. أنا مزعلتش علي جني علي قد ما افتكرت أمي وابويا لما ماتوا برضوا شوفتهم بدمهم
أمسكت رحمه بيد يارا بقوة أكبر تحاول كتم شهقاتها فهي هنا حتي تهون عليها لا أن تزيد عليها
بينما رانيا مازالت تعانق رأس يارا وتربت علي خصلاتها بهدوء والاخيره مستسلمة:
_ممكن تسيبوني شويه مع نفسي ووعد هاجي المدرسه بعد اسبوع ؟
نظرت إليها رحمه بنظره غير مصدقة:
_بجد يا يارا؟
لكن نهرتها رانيا:
_بجد مين أنتي التانيه اسكتي شويه..احنا مش هنسيبك يا يارا وهنفضل معاكي لحد ما تقومي من ازمتك.. أصل احنا صحابك ليه؟ عشان نسيبك في عز تعبك؟
صرخت يارا:
_انتوا كدا بتتعبوني حقيقي انا محتاجه شويه وقت لوحدي محتاجه اقعد مع نفسي من غير اي حد
ألقت اخر ثلاث كلمات بقوة تركتها رانيا وامسكت رحمه من ظهرها:
_يالا يا رحمه نمشي
ثم نظرت إلي يارا بحزم:
_بس هنرجع بكره بعد ما نسيبها لوحدها شويه يالا
عانقتها رحمه بقوة:
_ان شاء الله هتبقي كويسه يا يارا هنجيلك بكره ماشي؟
قالتها بكل رجاء لتومئ الاخيره بالموافقة
أتت رانيا حتي تعانقها اردفت يارا:
_معلش يا رانيا علي انفعالي بس حقيقي انا محتاجه أقعد لوحدي
امأت رانيا بهدوء أثناء تقبيل رأس يارا:
_عارفه يايارا وحتي لو قولتيلي مجيش بجد كنت هاجي برضوا عشان انا صاحبتك واختك ومجبره اتحملك في كل حالاتك زي العاشقة الولهانه إلي وراكي دي
ابتسمت يارا ابتسامة خفيفة ثم ربتت علي يد رانيا والتي أخذت رحمه ورحلوا وتركوها وحدها تحاول أن تلملم شتات نفسها
_______________
في حي سكني قديم حيث يسكن المعلم رامي ذلك المعلم الذي تقع معظم الفتيات في حبه
يجلس في غرفته أمام هاتفه المحمول يشاهد مواقع التواصل حتي رأي أن رحمه صديقه يارا أضافت بوست عن وفاه جني وكان البوست كالاتي:
_اليوم رحلت قطعه من الرباعي الخاص بنا لقد كانت أختنا الغالية والآن هيا بين يدي الله ادعوا لها بالرحمه والمغفره
وتحت البوست موضوع صوره جني قد تم تصويرها من قبل رحمه أثناء خروجهم من المول وكانت تحمل في يدها المثلجات وكادت تقع منها لكنها انحنت وامسكتها في يدها,والتقطتها رحمه علي هذا النحو حيث جني كانت مصدومه من وقوع المثلجات
جلس رامي دقيقه حداد على موتها ثم وقف في شرفته ينظر أمامه بشرود ويحدث نفسه:
_انا عارف اني قسيت عليكي يا جني بس غصب عني.. كل دا عشان مصلحتك والله وعشان متتعلقيش بيا..بس يشهد عليا ربنا قد ايه كنت بشوفك أختي إللي محتاجه نصيحه ويمكن دا السبب في حبك ليا ..إني اهتميت بيكي غلط بس هحل كل دا وهمشي من المدرسه واشتغل مع والدي في العيادة بتاعته افضل ليا
ثم أخذ نفسا عميق:
_يمكن يارا دلوقتي فكرتني بحبها وأنا قصدي اساعدها عشان كدا هبعد خالص لأني بس كنت بحاول أكون النور إللي هينور ضلمه اي حد..إني أمسك ايديهم لحد ما يتعلموا يمشوا لوحديهم ..ودا يدل إني مش هفضل ماسك اديهم ..بس ما علينا جه الوقت اللي همشي فيه
________________
في مكاناً آخر حيث ياسين وعلي وضحي في حفله بها الكثير من الشباب في عمرهم وأكبر قليلاً
كان ياسين يقوم بسحب علي وعلي كان يمسك ضحي أثناء تذمره:
_ايه المكان دا يابني دا كباريه ولا ايه ؟
ضحك ياسين بسخرية ثم وقف ورفع يديه واردف بكل غرور:
_مرحبا بكم في حفله النجاح
ربت علي على كتف صديقه:
_ربنا يكملك بعقلك يا حبيبي انا يستحيل أقعد هنا لحظه واحده لما دي حفله نجاح اومال حفله السقوط عامله إزاي ؟
وقفت ضحي في المنتصف ثم أردفت في رجاء:
_والنبي يا علي خلينا هنا شويه الحفله جميله وانا عايزه ارقص معاك عشان خاطري بليز
وتحت الضغط من صديقه وحبيبته وافق علي على البقاء قليلا
ذهب ياسين حتي يحضر بعض المشروبات لهم لكن علي حذره قبل رحيله:
_اي حاجه حرام اقسم بالله ماهعرفك تاني
امأ ياسين بلا اكتراث:
_ماشي ماشي
وفي مكانا آخر يقف شابان قد كانا ينصبان كل تركيزهم على علي وضحي:
_وليد وليد مش دي ضحي إللي كارفتلك؟
نظر وليد حيث يشير صديقه ووجد أنها ضحي بحق لكنه عاود النظر إلى صديقه واردف بحقد وغل:
_طب ماتيجي يا سعيد نعلم عليهم؟
امسكه سعيد من تلابيبه واردف بمكر:
_او نبسطهم!
_افندم؟
تساءل وليد حتي أوضح إليه سعيد كل شئ:
_احنا هنحطلهم في العصير حاجه من إللي هيا دي والعصير هيكمل باقي الخطه
ضحك سعيد ووليد بكل شر:
_روح أنت اشغل ياسين بحاجة وانا هحط البرشام في العصير
امأ سعيد ورحل سريعاً هو ووليد حيث يقف ياسين:
_ياسو أخبارك ايه؟
ألتفت ياسين حيث الصوت حتي وجده صديقه سعيد:
_تمام يا سعيد وأنت عامل ايه ؟
كان يشعر بالحيره فذلك السعيد ليس صديقا مقرباً له ولم يتحدثوا من قبل بينما توترت معالم سعيد حتي وجد مبرر جيد:
_اصل معرفش حد هنا غيرك أو أعرف بس مش أعرفهم أوي وبعدين قولت اجي اسلم عليك بما أنك نجحت وكدا
حديثه لم يكن مرتب لكنه لأ يهتم على أي حال:
_الله يبارك فيك يارب ربنا يخليك تحب تيجي تشرب حاجه معانا؟
أشار إليه وليد من الخلف لذا أنتبه أنه أنتهي ويجب عليه ان ينهي الحديث:
_لا يا حبيبي أصل وليد وصل أهو هروح أكلمه عايز حاجه يا حبيب اخوك؟
نفي ياسين وأخذ الاكواب ورحل حيث تجلس ضحي وعلي:
_اتأخرت ليه يا ياسين انا عطشانه جدآ
أبتسم ياسين لضحي أثناء جلوسه ثم أعطاها كوبها الخاص:
_حقك عليا يا مرات أخويا شوفت صديق قديم ليا وسلمت عليه
خجلت كثيرا وحاولت مداراه خجلها لذا أخذت المشروب الخاص بها وشربته كله:
_حيلك حيلك يا طفسه
كان يبتسم بشده حين حادثها حتي جائت في باله فكره لذا أخذ مشروبه ومشروب ياسين:
_بقولك يا طفسه ماتيجي تحدي؟
ابتسمت بحماس تحت تذمر الآخر:
_تحدي علي كوبايتي؟
تحدث علي سريعاً دون الاكتراث:
_معلش يا ياسو هبقي اجبلك واحد
نظرت له ضحي بتحدي:
_جاهز؟
ضحك علي بثقه وتغيير نبره صوته إلي غامضه عميقه:
_الا جاهز يا كبير المهم جاهزة أنتي ؟
قامت ضحي بتقليد نبره صوته وضيقت عينيها بتحدي:
_من زمان يا معلم
ثم ارتشفوا الكوبان في نفس الوقت مع فوز ضحي وتذمر ياسين علي طفولتهم:
_ايه يا طفسه دي تاني كوبايه يعني المفروض تحسي
رفعت رأسها بغرور ووقفت تعدل ملابسها:
_هما كدا أعداء النجاح مش بيحبوا يشوفوني ناجحة
وقف علي وعانق ياسين ثم أمسكها من ملابسها:
_طب يالا يا فنانه سلام يا ياسو أشوفك بكره بقي
أمأ ياسين بابتسامه:
_باي يا أخويا
ورحل علي وضحي بدون علمهم أن اليوم سيكون صعباً جداً عليهم رحلوا بدون علمهم لمخطط الشر الذي تم التخطيط عليه لهم فقط لأنهم يحبون بعضهم بصدق
يتبع.......
أنت تقرأ
قصة ثانوية عامة (جاري التصحيح وتكبير السرد)
Short Storyفي أحدي الاحياء المصرية العريقة. وتحديداً في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. كان جميع من بالحي نيام إلا بعض الأشخاص. وهم كانوا أبطال الثانوية العامة. يدرسون ويدرسون حتي ترهق أرواحهم قبل أجسادهم. والآن هيا بنا نعيش قصة أحدي فتيات الثانوي العام.