عند يارا رغم أنها في اجازه للراحة إلا أنها مازالت تدرس ولم تعد تخرج من غرفتها ابداً ولا تقابل أخواتها وتأكل ليلاً والجميع نيام:
_خلصت الباب التالت هرتاح شوية واخش على الرابع بقي
قررت أن ترتاح قليلاً وتري لما اختفي مستر رامي وهل أرسل إليها رساله ام لا
وبالفعل أرسل رسالة صوتية لذا وضعت السماعات في أذنيها واستمعت إلي الرسالة:
_ازيك يا يارا أخبارك..معلش دي آخر مره هكلمك فيها عشان ظروف خاصة.. بس حقيقي انتي كنتي ومازالتي مميزة عندي بسبب عقلانيتك وتركيزك الشديد..عايز اقولك استمري وغصب عني والله إني اسيب المدرسه..لاحظت أن الوزير بنفسه واقفلي علي التكه.. وأستاذ عزت كارهني من غير سبب..معلش قولي لطلابي انهم هيوحشوني جداً.. وعايزك أنتي بقي تستمري حتي لو وقعتي اقفي تاني عشان أنتي مش سهله الكسر.. أنتي المفروض حجر فاهمه؟.. واتمنى متكونيش اتعلقتي بيا او حبتيني عشان مكسركيش غصب عني..وعايزك تكملي للآخر يا يارا.. يالا سلام
وضعت السماعات على الفراش بجانبها ثم تبسمت بحزن وارسلت أيضاً رساله صوتيه:
_متقلقش يا مستر محبتكش غير كأخ او صديق انا بحترم المشاعر ومش هقف حاضر واتمنالك حياه سعيده وهتوحشنا أوي يا مستر
رأت أنه قرأها ثم وضع على هذه الرسالة قلب بدون الرد
حادثت يارا نفسها بحزن:
_شكرا لدعمك ليا واتمنالك بجد تكون كويس وتستمر في مساعدة الناس اللي تايهين زيي
ثم أكملت دراستها
____________
ظل ياسين يبحث عن علي في كل مكان قد يذهب إليه لكنه لم يجده
لكنه وجد أنه أرسل إليه رسالة بعنوان:
_حصلي مشكلة كبيرة كدا للأسف مضطر اختفي شويه..لولا إني عارفك كنت قولت أنك سبب المشكلة..انا اسف يا صاحبي بس المره دي محتاج أكون لوحدي.. متدورش عليا ماشي؟
انصدم من تلك الرسالة ولا يعلم ما الذي حدث لكنه قرر الذهاب إلي المكان المميز بالنسبة إلى علي ووجد انه قد ترك محفظته في المنزل لذا قرر العودة حتي يأخذها
عاد إلي المنزل وجده ما زال مفتوح دلف بأندهاش ووجد مالم يرغب في رؤيته
وجد والده ملقي على الأرض لم يتحمل الأمر وركض إليه وأخذ يحرك فيه:
_عزت ..عزت فوق كلمني انا اهو متخفش.. مش همشي والله بس قوم
ثم بكي بقهره وحاول ان يجعله يفيق لكنه لم يفق مع محاولات ياسين:
_حقك عليا والله يا بابا أنا إللي غلطان بس قوم متسبنيش مش كفاية عليا ماما عشان خاطري قوم يا عزت طب خلاص هعملك إللي تحبه بس قوم
لم يفق عزت مما أثار جنون الآخر وأخذ يحركه بعنف وتذكر أنه يملك هاتف وحادث المشفي:
_الو عايز اي عربية تيجي العنوان دا حالا أرجوكم تعالوا بسرعه ابويا بيضيع مني
ثم ألقي الهاتف بجانبه ووضع رأس والده في أحضانه واخذه يربت عليه:
_متخافش يا عزت هتقوم وهتضربني على كلامي الزبالة إللي قولتهولك دا متقلقش
مرت بضع دقائق ثم دخل رجال الإسعاف وحملوا عزت من بين يدي ياسين المنهار والذي ركض خلفهم حتي يجلس بجانب والده في العربه
___________
استيقظت ضحي من النوم في مكان مختلف لا تعلم أين هيا ولا ماذا تفعل هنا تحاول تذكر ما حدث الليلة الماضية لكن الذاكرة مشوشة وواقفه عند مشهد خروجها مع علي وأنه كان يوصلها إلي منزلها
مهلا لحظه أنها عارية ولا ترتدي سوي ملائه تخطي جسدها وحسب ولكن ليس هذا ما صدمها بل أتت الصدمة الكبرى حين وجدت بقعه دم بجانبها
حاولت أن تهدئ نفسها وأن تتوقع أي شيء عكس ما يدور بداخلها الآن لكن وجود علي يجلس معطياً ظهره لها هو ما حسم الأمر الذي تتمني لو أنها تحلم وسوف تستيقظ بعد قليل لكنه للأسف الواقع
وهنا على الارض بجانب الفراش يجلس علي ويضم ركبتيه ورأسه بداخلهم ويبكي بصمت لا يعلم كيف حدث هذا ولماذا ومئات الأسئلة آلتي لا تنتهي
وقفت ضحي تحاول الإقتراب منه وفهم الأمر لعلها تبدو خاطئة لعل هذا مقلب منه لعله حلم ثم:
_علي؟
كان صوتها مبحوح وتائه آفاق علي من أسئلتة الكثيرة واوقفه أمامها يحاول أن ينظر في كل مكان إلا على عينيها لكنها امسكته من تلابيبة وارتفع صوت صرخاتها:
_قولي دلوقتي حصل ايه امبارح أنت معملتش حاجه صح؟ إحنا معملناش حاجه صح؟ رد عليا متبقاش عامل عملتك وساكت
أخذت تحركه للأمام والخلف ومع كل حركة يبكي بصمت:
_انت لسه هتعيطلي رد عليا يا علي قولي انه محصلش حاجه وانا هصدقك قولي انه مقلب او اي حاجه بالله عليك اي حاجه غير دي
حاول الحديث حاول مواساتها لكنه هو من يحتاج إلى المواساة صدمته اكبر بكثير منها لا يقدر على استيعاب نفسه صمت تماماً بين يديها مما جعلها تغضب وتلكمه بعنف في أنحاء جسده ولم تكتفي بذلك بل صفعته عده صفعات متتالية ومع كل صفعة تبكي بقهر وانكسار:
_عملت كدا ليه دانا وثقت فيك... دانا امنتلك... دانا حتي حبيتك بجد ليه تعمل كده قولتلي انا بخاف عليكي من نفسي ودلوقتي بتثبتلي صح؟ أنت زبالة يا علي فاهم زبالة وانا ميشرفنيش أحبك تاني
أغمض عينيه بألم وأمسك يديها بهدوء:
_اهدي يا ضحي إحنا كنا مغيبين خلينا نفكر بعقل
صدم من ضحكها الهستيري وأفلات يديه من عليها:
_عقل؟ أنت بعد إللي عملته خليت فيها عقل؟ وبعد كل اللي عملته قادر تتكلم معايا عادي كدا كأن مفيش حاجه حصلت ؟
جلست على الفراش وفي عينيها شلالات تركتها تنزل وصرخات تهز ارجاء المكان:
_بتندمني ليه يا علي دانا حبيتك.. قولتلك متخلنيش في يوم أندم إني عرفتك فاكر قولتلي ايه؟.. قولتيلي متقلقيش أنا بيتك الهادي الدافي بعيد عن كل مشاكلك وبعيد عن كل العك اللي في حياتك.. تقوم أنت دلوقتي تبقي جزء من العك دا
أخذت تلطم على وجهها وهو يحاول تهدئتها لكن لا يقدر هو منكسر أكثر منها يحاول أن يتسم بالبرود والهدوء حتي لا يجذب من في هذا المكان يكفي صوت صرخاتها:
_ضحي أنتي عارفه كويس إني عمري ما أعمل كدا يبقي أكيد في أنه في الموضوع وبعدين انا مش هسكت أنا هصلح غلطتي وهطلب أيديكي من والدك
نظرت إليه بنظرة لن ينساها ابداً تحمل في داخلها غضب وقهر وأخيراً كرهه! ثم ضحكه وجع:
_هتطلب أيدي من أبويا عشان يرفضك وتقولي أنا كدا خرجت زمتي صح؟.. عايز تطلب أيدي وأنت عارف أن أبويا قالي مش هيقبل بأي حد غير أما أخلص كليه..لا عملت معايا واجب بشكل مش هنسهولك بجد
وقفت تأخذ ملابسها وتذهب إلي الحمام ووقوف الأخير صامتاً مصدوماً يحاول أن يفهم كيف حدث هذا وهل هناك يداً في الموضوع أم أنه اعماه الشيطان لا لا هو لم ينصت للشيطان يوماً فهل سيأتي وينصاع الآن ؟
أخرجه عن تفكيره خروجها بملابسها واستعدادها للرحيل لذا أمسك معصم يدها واردف بكل انكسار:
_ضحي أنا آسف ارجوكي خليكي وهنحل الموضوع متسبنيش وتمشي متوجعنيش يا ضحي
تشعر بالألم يتسلل بعنف إلي قلبها لا تقدر على مسامحته ونسيان الأمر وكأنه ليس شرفها ولا تريد تركه تعلقها به أكبر من تعلقه بها لذا اردفت بجمود وبرود جديد عليها:
_هبقي أنانية لما اشوفك بتوجعني وموجعكش..لو فعلا بتقول الحق الله وأعلم بقي
ثم رحلت لم يحاول مره أخري معاها حديثها ملئ بكل أوجاع الدنيا وكأنه يراقب رحيل والدته للمرة الثانية ولا يقدر على فعل شيء سوي الوقوف وتوديعها جلس على الأرض وأخرج تلك الصرخه والتي كانت محبوسه بداخله
خرجت ضحي تبكي بحرقه ووجدت أمامها الكثير من الناس الواقفين في هذا الممر الملئ بالغرف يراقبون ما يحدث كعادتهم الفضولية لذا أخفت ضحي وجهها وركضت مسرعة من هنا تسمع صرخاتها وقلبها يتقطع بشده
يتبع........
أنت تقرأ
قصة ثانوية عامة (جاري التصحيح وتكبير السرد)
Short Storyفي أحدي الاحياء المصرية العريقة. وتحديداً في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. كان جميع من بالحي نيام إلا بعض الأشخاص. وهم كانوا أبطال الثانوية العامة. يدرسون ويدرسون حتي ترهق أرواحهم قبل أجسادهم. والآن هيا بنا نعيش قصة أحدي فتيات الثانوي العام.