المظاهر خادعة (6)

56 12 2
                                    


_ بعيداً عن أنك بتشكي فيا إلا أني خدتك على جنب عشان شوفت خالتك وعيالها نازلين بعديكي وكان ممكن يشوفوكي
قالها أثناء تأكده ان خالتها رحلت ازاح يديه من على فمها وابتعد عنها:
_علي؟ انا أسفه والله العظيم انا بس مش عايزه حبي ليك يخسرني اي حاجه في يوم من الايام
تنهد علي ثم أقترب منها بشده:
_انا لو وحش مكنتش هقاوم اقف قدامك كدا عادي
عانقته تبتسم بفرحه:
_افهمي يا ضحي انا بخاف عليكي من نفسي..بحميكي مني
_خلاص عشان خاطري متزعلش بقي
تنهد عالياً ثم:
_طيب تعالي هنخرج مع صديقي وحبيبته
_انت عارف اني بتكسف إني اكلم شباب غيرك
قالتها في خجل فأردف بحده:
_ومين قال إنك هتكلميه أصلا ؟
تبسمت وامسكت يده بصمت:
_انكچيني يختي خلينا نلحقهم قبل ما ياكلوا الآيس كريم
تساءلت ضحي:
_صحيح يا علي فين أخوك ؟
تبسم علي
_رائد عند خالته هيقضي يومين هناك
امأت بهدوء:
_خلاص سلملي عليه لما يرجع
_حاضر سرعي بقي عشان نلحق الطفس صحبي وحبيبته
ضحكت بخفه وركضت في منتصف الطريق وظل علي يركض خلفها حتي وصلا إلى المكان
____________________
عند يارا تجلس في غرفتها تذاكر المادة التالية
بينما في الخارج تشاهد أسرتها فيلماً كوميدياً ويتضاحكون بصوتاً عالً مما يحطم معنوياتها:
_خير خير ان شاء الله ربنا مش بيضيع أجر اللي بيتعب
سمعت صوت هاتفها بوصول رسالة ما ظنت في بادئ الأمر انها جني ترغب في عودتهم مثل كل مره يتشاجرون بها لكن صدمت حين رأت:
_اخبارك ايه دلوقتي طمنيني عليكي؟
تنهدت يارا بضيق أنه المعلم رامي ذلك المهتم المزعج اللطيف والذي لا ينبغي أن تقع في شباكه مهما حصل:
_اه انا بخير شكرا لحضرتك مره تانيه
تبسم رامي من خلف الشاشة هو لا يعلم سر انجذابه إليها لكنه سعيد بذلك الشعور:
_بزعجك ولا حاجه ؟
ألقت يارا بالكتاب الذي بيدها ثم ابتسمت بشعور رائع:
_لا خالص بس انا بذاكر وكدا
_خلاص خليني أساعدك
استنكرت ملامحها واردفت بدهشة:
_حضرتك دكتور ومدرس نفساني هتساعدني ازاي؟
أرسل إليها رساله صوتيه ركضت حتي تضع سماعات الاذن والتي كانت في يدها ثم لكمت رأسها ووضعت السماعه:
_مانا عارف انه مش مجالي بس انا ممكن اشجعك
ابتسمت برقه وارسلت رساله صوتية بصوتاً خفيض:
_هتشجعني ازاي حضرتك ؟
أرسل رسالة صوتية يضحك بها ويردف :
_يالا يا يارا ذاكري.. يالا يا يارا ذاكري
ظل يهتف بها وارتفعت ضحكات يارا بدون ان تلاحظ حتي اقتحمت أختها الغرفه فجاءه:
_ايه بيضحكك كدا يا بت؟ تكونش المذاكره فيها نكت؟
____________________
أستعد ياسين لمقابلة صديقه الصدوق علي ثم أمسك هاتفه:
_نشوف مين اونلاين واخده معايا
ظل يعبث بشاشة هاتفه لمدة دقيقة حتي وجد أنها اونلاين:
_ومالو عالاقل هطلع شكلي كويس قدام حبيبه علي
ثم نظر لنفسه بكل فخر:
_اهو ياسيدي بحاول أشرفك قدام المزة بتاعتك عالله يطمر بس
ثم بدأ يرش عطره المفضل ويرقص:
_رايح فين يا واد يا ياسين
قالها عزت أثناء قرأته الجرائد ووقوف ياسين أمام باب المنزل
_خارج مع علي يا بابا
امأ الأب بدون تفكير:
_اذا كان كدا براحتك.. خدت فلوس؟
تبسم ياسين وقبل رأس والده:
_اه يا حج خدت فلوس متقلقش
ربت الأب علي يد الابن الموضوعه عليه ثم:
_خلاص ابقي سلملي على علي وقوله إن أبوه  مش فاضي يعني لو عايز اي حاجه يجيلي
امأ الإبن بالموافقة:
_عايز حاجه قبل ما امشي؟
نفي الأب برأسه ثم أكمل قراءه الجرائد بيده
_ربنا يصلح حالك يابني ويخفف عن علي شويه
________________
وصل علي وضحي إلي المقهي المنشود ووجدوا ياسين يجلس وبجانبه فتاه علي لم يتبين ملامحها جيداً:
_اهو وصلوا
قالها ياسين أثناء وقوفه وعناق علي:
_مين دي يا ياسين ؟
كان علي يقرب ضحي اليه ويسأل ياسين فأجاب ياسين:
_ قومي سلمي علي ضحي
وقفت ثم نظرت إليهم مما جعل الاخير يشعر بالصدمه:
_رحمه؟؟
________________
في أحدي الاحياء الفقيره
الله واكبر الله واكبر
لا اله الا الله
أنتهي صوت المؤذن من إقامة صلاة العصر حتي بدأ ذلك الرجل الذي أشتد به المرض ومع ذلك لم يترك صلاته
أرتدي جلبابا يناسب الصلاة ثم قبل أبنته الكبري علي رأسها:
_يالا يا مروة انا نازل اصلي عايزه حاجه؟
قبلت مروة يد والدها ثم ابتسمت بهدوء:
_لو مفيهاش ازعاج تجبلنا لبن عشان هعمل بشاميل
تبسم بحالميه يستذكر ذكريات جميلة:
_عيوني دانا هجبلك أحلي لبن
عانقت البنت والدها وقبلت رأسه:
_والله مافي أحلي منك يابابا
استعد الأب للرحيل:
_دايما بكاشه كدا زي أمك... المهم صحيلي القتيله دي وشوفيها عملت ايه في الامتحان
امأت مروة بالموافقة ليكمل حديثه:
_وخليها تعمل اي حاجه لحسن دي بقت عروسه ومش عايز يدعي عليا بسببها
تساءلت مروة:
_مين دا يابابا
قهقر الأب واخذ مفاتيحه
_العريس المستقبلي أن شاء
تبسمت مروة مودعه والدها وتستعد للتنظيف
_____________
بينما في داخل تلك الغرفة تجلس الأخت الصغرى إلي مروة وهيا رحمه!
تجلس رحمه أمام شاشة هاتفها تراقب الكراش مثلما تقول حتي طلب منها الحضور إلي مقهي معين ليتنولوا المثلجات وبعض الاشياء الحلوه:
_ومالو أهو بدأ يحس علي دمه و يشوفني
هكذا ظنت رحمه بينما لم يكن لديه شخص متصل الآن غيرها!
استعدت للرحيل تفكر في أي خطة تقنع بها شقيقتها للخروج:
_لقيتها!
قالتها
ثم ركضت للخارج تقف أمام شقيقتها آلتي تبدأ في تنظيف المطبخ:
_مروة هروح أقعد مع يارا عشان أغمي عليها انهاردة
اشفقت مروة علي يارا فهي تحبها بشده لأنها من أفضل صديقات رحمه:
_يعيني يابنتي خلاص روحي بسرعه وتعالي
توترت قليلاً قبل أن تجيب:
مانا... مانا هتغدي معاهم عشان اشجعها علي الغدا
صدقت تلك المسكينة شقيقتها:
_خلاص بس متتأخريش ولو هتتأخري تقوليلنا عشان ابعت مرزوق يجيبك
تأفأت رحمه بشده من مرزوق والذي لا تطيقه بالمره شاب تركه تعليمه بعمر العشرين وبدأ يعمل على وسيله المواصلات المعروفة بالتوك توك:
_هو كل شويه مرزوق مرزوق مفيش مره تقوليلي روحي وتعالي لوحدك؟
ثم هدأت قليلاً حتي لأ تشعر أختها بشئ:
_خليه يجيي ياخدني لما أتصل عليه وانا هروح لوحدي
ظهرت علي مروة معالم الاستنكار والتساؤل:
_ليه تورحي لوحدك ايه السبب؟
لم تجد ما تقوله ظلت تفكر لبعض الوقت:
_عشان عايزه اشم هوا لوحدي شويه الامتحان كان صعب ومحتاجة أقعد مع نفسي
امأت مروة بهدوء تبدأ في تحضير المعكرونة:
_طيب يا حبيبتي ربنا يحفظك يارب
ركضت رحمه بسرعه وارتدت حذاءها في عجاله وذهبت إلي المقهي الذي أخبرها ياسين عنه
__________________
حتي نصل إلي تلك اللحظة
نظرت إلى علي بدهشة:
_علي!
ضحي كانت تنظر إلي الجميع ولم تفهم اي شئ مما يحدث لكن شعرت بالغيرة من تلك الرحمة:
_مين دي يا علي؟؟
قالتها بغيرة شديدة يراها الأعمي لكن ياسين أوضح كل شيء:
_اصل رحمه دي زميلتنا ومعانا في نفس المدرسة ..وانا ورحمه مفيش بينا كلام..عشان كدا هتلاقي علي مستغرب إني جبتها معايا
امأت ضحي بعدم تصديق
_اقعدوا انتوا وانا هروح اطلبلكم الحاجات
كان قائلها علي وأيده الجميع بالموافقة ثم أخذ ياسين في أحدي جوانب المقهي:
_انت بتعمل ايه يا ياسين
لم يفهم ياسين مغزي ذلك السؤال:
_بعمل ايه مش فاهم
أردف علي بكل حدة:
_انت فاهم كويس اوي أنت بتعمل ايه
يتبع..........

قصة ثانوية عامة (جاري التصحيح وتكبير السرد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن