تغيير (12)

54 11 0
                                    


يجلسون جميعاً في الصالون بعد إنتظار طويل وطرق كثير على باب المنزل:
_منورين يا حبايبي
تبسمت الجدة في وجههم تحاول الاعتذار عن ذلك التأخير خارج المنزل
وفي الجهة المقابلة يجلس يونس بجانب صديقه حازم يتهامسون:
_مش جايبلي غير أمك وخالتك ليه يابا
استنكر يونس ليجيب حازم:
_بعتذر جداً يا يونس بس والدي مسافر وقالي أخلص إجراءات الخطوبة ولما هينزل هنيجي نكتب الكتاب دا يرضيك؟
ربت يونس على قدم حازم بسعادة أخويه:
_اكيد طبعا بس ممكن طلب؟
أستفهم حازم ليشير إليه يونس بالاقتراب وهمس بصوتا يكاد يكون مسموعا:
_معلش بس فيه مشكلة صغيرة في العروسة
كاد يكمل حديثه لكن سمع ما أوقفه
عند رانيا تجلس أمام خالة وأم حازم ويتحدثون عن المتطلبات وغيرها من الأشياء وهنا خرجت رانيا عن شعورها:
_نعم يختي؟ يعني ايه إحنا إللي علينا المطبخ والحمام تحبي يبقي علينا لبا** الداخلي كمان ولا حاجه ؟
صفع يونس وجهه ووقف حازم يراقب ما يحدث ويحاول إلا يتدخل لأن تلك مشاجرات نسائيه لكن خالته شهقت شهقة عربيه أصيلة:
_الله الله وكمان ألفاظ يا زين ما اختارتي يا رباب يا اختي هيا دي مرات إبنك؟
وقفت المدعوة رباب بصدمه لا تعلم بماذا تجيب فهي ليست أهلاً لتلك المشاجرات لذا لم تتحدث لتجب بدلاً عنها رانيا:
_والله يا أختي أنتي لسه مسمعتيش الألفاظ ومظنش هتحبي تسمعيها وكمان ملكيش دعوة بطنط عشان طنط دي عرفاني من زمان وعارفه أسلوبي كويس وبعدين انا مش بطلع لساني الزفر دا غير للي يستاهله
أوقفهم عن عراكهم صوته الغليظ:
_ما تسكتوا بقي وأنتي يا خالتي لو سمحتي من فضلك أنا اللي أقرر إحنا علينا إيه وهما عليهم ايه وبعدين أصلا الشقة جاهزة مفيش غير لون الشقة والعروسة تختاره ولو حبت تغير حاجه.. وأنتي يا هانم أنا عارف إني لسه ماليش تحكم فيكي لكن لما تلاقي رجالة في القاعدة تسكتي مفهوم؟
كادت تسبه لكن أخيها أشار علي رقبته بمعني القتل لذا نظرت أرضا ولم تتحدث
لاحظت الجده أثناء جلوسهم توتر الأجواء لذا قررت تشغيل التلفاز ووجدت آخر شئ تم مشاهدته وقد كان قناة المولد للأغاني الشعبية:
_يا بتاع النعناع يا منعنع
كان هذا التلفاز والذي كان صوته مرتفعاً وبشدة وقد انتهزتها الجدة فرصة وأخذ تطلق الزغاريد مما دفعهم للضحك عليها ونسيان أمر المشاجرة وجلست رباب بجانبها تشجعها على الغناء وأخذ يونس بهز اكتافة وتحريك حازم معه ورانيا تحاول إغاظه خالته
_________________
في المشفي يجلس ياسين يشعر بالتيه والده بالداخل وعلي مختفي وواقع في ورطه.. ولا يعلم ماذا يفعل لفت انتباهه ركض آخر شخص توقع رؤيته أنه ناصر عمه
أخذ يركض في ممر المشفي حتي رأي إبن أخيه وقف بجانبه وحاول التنفس ببطئ:
_ايه إللي حصل يا ياسين؟ أبوك ماله؟
أبتسم ياسين بحقد:
_اهلا أهلا بعمي الحبيب إللي مهمل في إبنه وفي اخوة كمان!
لم يفهم ناصر ما خطب علي لذا أردف بقلق حقيقي:
_ماله علي هو فين أصلا ملقتهوش هنا
ارتفعت ضحكات ياسين الساخرة إلي ذلك الأب المهمل:
_لا أبدا أصله ضايع بقاله يومين محدش يعرف عنوانه
علت ملامحه الصدمه ابنه ضائع وهو آخر من يعلم:
_انت  بتهزر صح ؟ ابني فين يا ياسين بالله عليك قولي
كان يرتجاه بالافصاح وملامحه قلقة لكن ياسين عانقه وقرر في داخله بأن لن يقسو على أي أحد بعد ما حدث لوالده فعلى  الرغم من أن عمه ذاك ليس العم الجيد إلا أنه يحب عائلته:
_متقلقش هندور عليه وهنلاقيه عمري ما اسيب أخويا
شعر ناصر ببعض الاطمئنان وشدد من عناق ياسين:
_يارب يابني يارب يكون كويس
__________
مر شهر على الجميع منهم من يتجهز للزواج بعد هذا العام وهيا رانيا.
ومنهم من يضغط على نفسه في الدراسه للمره الأولى وتركز على أحلامها وهيا رحمه.
ومنهم من اعتزلت العالم وتركز على دراستها أيضاً وتتحمل ضغط أختها وزوج أختها مع اختلاف بسيط تقرب أخيها منها وبالطبع تلك يارا
ومنهم من رحل إلى بلدة أخري بعيداً عن كل تلك المشاكل وهو المعلم رامي
وعلي مازال مختفي للجميع لكن لنا هو يوجد في منزله القديم جدآ قبل أن يصبح والده وزيراً حيث يجلس في منزل مهترئ لكنه يحمل جميع ذكرياته ويعلم بأن لا أحد يعلم هذا المكان غير ضحي
وهناك من تعيش في حاله اكتئاب وقلق مستمر خوفاً من معرفة أباها بما حدث واهملت دراستها وتلك ضحي.
ومازال ياسين يبحث عن أخيه وصديقه ويرعي والده ويهتم بدراسته بفضل والده
وعزت أبتعد عن الشر لأجل إبنه وبدأ يعلمه بيده وأخذ رائد يرعاه مع ياسين
وناصر لا يعلم من أين يبدأ بالبحث عن إبنه لكنه أرسل بعض رجاله ليراقبوا منزل ضحي.
وتستمر تلك الحروب الدراسية والعائلية والنفسية والتي جميعاً نعيشها بدون أن نشعر!
________
والآن جاءت الامتحانات والتي سوف تحدد مصير جميع الطلاب الجميع متوتر منهم من يدرس جيداً ولكنه خائف ومنهم من لم يدرس من الأساس ومنهم المتحمس لأول امتحان سيكون من مجهوده وليس توصيه من والده
تقابل الاصدقاء جميعاً أمام المبنى الذي به اللجان الخاصة بهم يراجعون سوياً
كانت يارا بجانب رانيا ورحمه يراجعون جيداً:
_ركزي من دي يا يارا عشان فيها خدعة
قالتها رانيا أثناء تركيزها الشديد في الملحقات آلتي بيدها بينما صفقت رحمه بقوة:
_هو الجواز بيأدب كدا يا ناس ياختي كوتي كوتي حلوه
يأست رانيا من صديقتها تلك لأنها حين أخبرتهم ورحمه سعيده للغايه بدرجة مبالغ بها ودائماً تخبرها بأنها تأدبت
قاطعتهم يارا عن عراكهم المبتذل ذاك:
_نسيبنا من المؤدبه دي ونركز على الامتحان بقي عشان دا إللي هيحدد مصيرنا
تأفأفت رانيا من حرص يارا المبالغ به ذاك:
_حاضر ياختي هنشوف ميتين أم الامتحان
وضعت يدها على فمها حين أدركت أنها سبت منذ دقيقة:
_وطبعاً منركزش مع الشتيمة بتاعتي ونركز على الامتحان
أرتفع صوت ضحكات رحمه وفي محاولة يائسة وضعت يدها على فمها تحاول كتم تلك الضحكة:
_شوفتي يا يارا الأستاذ حازم وهو بيشكمها
ضحكت يارا بخفة وقاطع حديثهم ذاك وقوف ياسين بالقرب منهم وملامحه خجله لأول مرة فهو كان ينظر للكل بجرأة:
_ممكن أراجع معاكم؟ لو مش ممكن تقدروا تقولولي
خفق قلب رحمه لوجوده بالقرب منها لكنها فضلت الصمت وكبح مشاعرها وأن تركز على مستقبلها لذا تحدثت رانيا وهيا تردف بحرج:
_أنت مذاكر يا ياسين؟
حرك رأسه بمعني لا بأس من سؤالها ثم أردف بنبرة لأول مرة يسمعوها منه:
_اه أنا ذاكرت كويس جدا امبارح
امأت يارا بهدوء وشكلوا مربع حول بعض مع حفظ بعض المسافة
اثناء مراجعتهم سوياً تذكر ياسين أمراً ما:
_صحيح انتوا ازاي بتذاكروا مع بعض ويارا أدبي وانتوا علمي؟
شرحت رحمه وجهه النظر التي اتفقوا عليها جميعاً منذ بداية الدراسة:
_عشان لو فيه حاجه حد فاهمها يشرحها للتاني وهكذا بنساعد بعض مانت أدبي برضوا ومتكلمناش يا ياسو ركز بس مع يارا وهيا بتشرح
سألته رحمه عن علي ليردف أنه سافر وسوف يأتي ويعيد الامتحان فأشفقت عليه وانتبهت إلي يارا
وقفت يارا تشرح للجميع أي شيء يقف معهم وحين تقف تكمل رانيا وهكذا حتي انتهوا وسمعوا صوت جرس بداية الامتحان ليركض الجميع على صفوفهم وتردف رانيا بصوتاً عالٍ:
_ هنتقابل في نفس المكان بعد الامتحان يراعكم الله جميعاً
يتبع......

قصة ثانوية عامة (جاري التصحيح وتكبير السرد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن